مقالات مختارة

إذا كانت حماس هي السيد فلِمَ لا يتحدثون معها: تسفي برئيل

 

مفهوم جديد، سيادة، دخل إلى الاستخدام في المواجهة بين حماس وإسرائيل. «هذه الليلة نفذنا عملية مهنية دقيقة. الأمر يتعلق بخرق فاضح للسيادة الإسرائيلية»، شرح وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان. المنطق الذي يقف من وراء مهاجمة نفق حماس الذي «غزا» حدود دولة إسرائيل. قائد المنطقة الجنوبية في فرقة غزة العقيد كوبي هيلر قال إن «حماس هي السيد في قطاع غزة، وعليها تقع المسؤولية لمنع كل العمليات الإرهابية التي تخرق سيادة دولة إسرائيل، بما في ذلك تحت الأرض ».

تقسيم العمل بين إسرائيل وحماس هو أمر مدهش. ووفقا لهذا التقسيم فإن إسرائيل تعترف بحماس سيدا على هذه الأرض التي تسيطر بنفسها عليها، وهي الجسم الذي يجب مساءلته وحتى دفع الثمن عن كل عملية إرهابية تخرج من القطاع. لذلك فهي تمنح حماس صولجان القيادة الوهمي في القطاع، بما في ذلك السماح لها بالدفاع عن سيادتها. محمود عباس إلى الخارج وإسماعيل هنية إلى الداخل.

ولكن هذا أمر هامشي، الجزء المهم يتعلق بتبرير المس بالسيادة الإسرائيلية على أنه تبرير قانوني مناسب، ومهاجمة النفق (برغم أنه يبدو في هذه المرة أن الدافع الأمني ليس هو دافع الهجوم، وحسب أقوال قائد المنطقة الجنوبية ايال زمير، «النفق الإرهابي الذي مر تحت معبر كرم أبو سالم يمس بالدرجة الأولى سكان قطاع غزة». كم هو مثير القلق على حياة المليوني غزي المحبوسين داخل حصار إسرائيلي).

أين تبدأ وأين تنتهي السيادة الإسرائيلية؟ حسب المعطيات التي نشرها مركز «غيشه» فإن إسرائيل قلصت بصورة دراماتيكية عدد تصاريح الدخول إلى إسرائيل، عدد التصاريح التجارية انخفض بنحو 85 من مئة، تم إلغاء حصة الخروج من غزة للصلاة في الحرم في القدس، ومن العام الماضي تطلب إسرائيل من المغادرين إلى الخارج تعهدا بعدم طلب العودة إلى القطاع خلال سنة، إدخال البضائع إلى غزة انخفض أيضا بصورة كبيرة. لكن حسب ما نشرته هنا عميره هاس («هآرتس»، 14/1) فإن إسرائيل تقلق على سعادة مواطني غزة، وتهتم بأن يقوموا بملء استبيان استطلاع رأي حول السعادة.

إذا كانت حماس تحظى بصفة سيد القطاع، فهي لا تستطيع القيام بمهمتها هذه طالما أن إسرائيل تخنق السكان في القطاع من خلال حصار استمر أكثر من عشر سنوات، حيث لا يستطيع الطلاب الخروج للدراسة، وحتى في المعبر الوحيد إلى القطاع الذي يوجد في الأراضي الإسرائيلية يصعب نقل البضائع الأساسية. إذا كانت إسرائيل تعترف بسيادة حماس في قطاع غزة فليس من المسموح لها أن تعمل فيه مثلما تعمل في أراضيها، أن تقوم بقصفه كما تريد وتحدد مستوى حياة مواطنيه. ولكن من السهل على إسرائيل أن تمنح لحماس صفة السيد وهو أمر يعفيها من المسؤولية على مصير السكان. وفي نفس الوقت اعتبار حماس منظمة إرهابية لا تجري معها المفاوضات حول إعادة إعمار القطاع.

إذا كانت إسرائيل تخشى من الانهيار في قطاع غزة، الأمر الذي سيخلق مواجهة عنيفة جديدة بينها وبين حماس، فيجب عليها إعطاء مضمون حقيقي لسيادة حماس. ولكن خطوة كهذه تعني مشاركة فعلية وحوارا مع هذا السيد الذي يعتبر منظمة إرهابية، هذا التناقض الذي لا تستطيع إسرائيل حله. إضافة إلى ذلك، حسب إسرائيل، فإن فتح فضاء المعيشة في غزة فقط يعزز حماس، لكن هذا الادعاء ينقصه المنطق، غذا تم إضعاف حماس بسبب سياسة الإغلاق فكيف يمكن الطلب منها تحمل المسؤولية كسيد؟ إذا لم تنجح عشر سنوات من الحصار في تغيير سياسة حماس، فما الفائدة من تمديده؟.

في المقابل، إذا كانت الثلاثة سنوات الأخيرة، كما قال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، هي الأكثر هدوءا منذ «أيام شمشون البطل» فربما أن حماس لم تعد هي التهديد الفظيع الذي تصفه إسرائيل، وأنه قد حان الوقت لفحص طرق جديدة للتعامل معها. «العبقرية الإسرائيلية والعقل اليهودي أوجدا الحلول لكل الأنفاق الإرهابية»، هكذا تفاخر الجنرال بولي مردخاي في مقابلة أجريت معه في قناة «الحرة». ولكن هذه العبقرية لا تكفي من أجل حل التهديد على الأرض. هذا التهديد يمكن أن يزيله فقط رفع الحصار.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى