مقالات مختارة

الأونروا صمام إنساني: ران أدليست

 

في حزيران 2017، اكتشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة ـ الأونروا أنه يحفر نفق تحت مبنى المدرسة التي تديرها في غزة .

وللإيضاح فقط: كل غزة التحتى تحفر ومحفورة كل الوقت. وقد دعا نتنياهو في حينه إلى «حل الوكالة»، وطلب من السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، «مراجعة استمرار وجود المنظمة». وتوقع المستوطنون وشركاؤهم بعد صعود ترامب أن توقف الولايات المتحدة الدعم للأونروا، التي بزعمهم تدعم الإرهاب. ولمّا كان الفلسطينيون أعلنوا أن ترامب، الذي اعترف بالقدس، ليس طرفا في اللعبة، فقد رد بنيته تقليص المساعدة الأمريكية للأونروا.

وحسب تغريدته، «نحن ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات في كل سنة ـ ولا نتلقى أي تقدير أو احترام. بل إنهم لا يريدون البحث في اتفاق سلام مع إسرائيل ـ الذي كان ينبغي أن يكون منذ زمن بعيد».

هذه هي 300 مليون دولار تعطى لنحو مليون ونصف المليون محتاج في كل سنة.

إذا يجدر بنا أن نفهم على ماذا يدور الحديث: الأونروا تسهم في أمن الدولة منذ حرب الاستقلال، حين أقيمت للعناية باللاجئين الذين غادروا، هربوا أو طردوا، وحتى يومنا هذا. كل إسرائيلي ينبغي له أن يحيي في كل صباح الرب الذي خلق الأونروا، أحد الصمامات الإنسانية أمام الانفجار السكاني لمئات الآلاف ممن يدحرون نحو حائط الجوع وانعدام الجدوى في غزة، في الضفة، في الأردن، في سورية وفي لبنان. هذا انفجار كان سيوجه أساسا ضد دولة إسرائيل. ما أوقف في عام 1948 تيار اللاجئين بعد حرب الاستقلال من العودة إلى مدنهم وقراهم داخل الخط الأخضر (لم يكن في حينه أي عائق حقيقي، وكان الجيش الإسرائيلي أصغر من أن ينتشر على طول الحدود) كانت رماح الجيش الإسرائيلي وأكياس دقيق الأونروا. بالضبط مثلما هو اليوم.

قبل بضعة أيام علقت في جدال إذاعي هاتفي مع يورام شفتل (ممتع دوما)، الذي قال إن الأونروا منظمة طاغية ضد إسرائيل. أقل مني، حسب شفتل، ولكن لا يزال من الواجب تصفيتها. وبالفعل، فإن موظفي الأونروا الفلسطينيين، بمن فيهم رجال حماس، ليس فقط لا يحبون إسرائيل، بل هم حتى (ويا لهم من وقحين) يكرهون ويروجون لآرائهم مثل معظم لاجئي 1948 وأبنائهم (حسب الأونروا، فإن أبناء اللاجئين أيضا يعتبرون لاجئين). هذه قطعة واقع تستدعي المواجهة: فهل نوقف المساعدة التي تبقي السكان الفلسطينيين على بضع خطوات من اليأس التام، ما من شأنه أن يؤدي إلى العنف (هذه لن تكون مظاهرة احتجاج، بل ستكون عنفا بالنار)، أم نقبل بتفهم، وحتى بالتحية، المساعدة التي تسمح لهم بالتنفس؟

إن الإداة الصحيحة لمعالجة المشكلة هي بالطبع التسوية السياسية مع السلطة الفلسطينية. إلى أن يحصل هذا، فإن المخابرات، الجيش والوكالة هم الكوابح في وجه موجات العنف المتصاعدة بسبب هروب حكومة إسرائيل من التسوية السياسية والإنسانية. لا شك عندي بأن جهاز الأمن يؤيد استمرار نشاط الأونروا، ما لا يمكن قوله كما أسلفنا عن الحكومة.

معاريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى