الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

وصفت الصحف الاميركية الصادرة اليوم تصويت أغلبية ساحقة من دول العالم، لصالح قرار يدين إعلان الولايات المتحدة مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، بأنه “توبيخ لاذع” للولايات المتحدة، مشيرة إلى تجاهل تلك الدول لتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع المساعدات عن الدول التي ستصوت لصالح القرار .

واعتبرت نيويورك تايمز أن التصويت لصالح القرار، الذي يطالب الحكومة الأمريكية بالتراجع عن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، ” تحد جماعي” لواشنطن، لافتة إلى تصويت 128 دولة لصالح القرار، في مقابل 9 دول فقط عارضته، و35 أخرى امتنعت عن التوصيت.

وقالت إنه رغم كون قرار الجمعية العامة غير ملزم، وبالتالي “رمزي” إلى حد كبير، لكنه يشير إلى مدى مساهمة تحدي الولايات المتحدة لإجماع دام لـ50 عاما على وضعية القدس في أحداث اضطراب في السياسة الدولية وعزل الولايات المتحدة دبلوماسيا.

وابرزت الصحف موضوع الهجرة حيث قالت إن الهجرة الجماعية على هذا النطاق المستمر والكبير الذي تشهده أوروبا الغربية تشكل توترات ليس فقط داخل هذه الدول ولكن بينها أيضا، وأضافت أن هذه التوترات ستتحول في بعض الأحيان إلى صراع مفتوح، وأن عصرا جديدا من “حروب الهجرة” قد بدأ بالفعل.

ورات أن هذا الأمر يمثل انقلابا غريبا، موضحة أن الحرب عبر القرون كانت القوة الدافعة الرئيسية وراء الهجرة الجماعية، وأبرز مثال على ذلك تلك الأعداد الهائلة من المدنيين الذين أجبروا على الفرار من القتال الذي اندلع في أوروبا وأماكن أخرى خلال الحرب العالمية الثانية.

اهتمت “ذي ناشونال إنترست” الأميركية بالتطورات والانقسامات التي يشهدها مجلس التعاون الخليجي، وأشارت إلى تدني مستوى التمثيل بالقمة الخليجية التي انعقدت أوائل الشهر الجاري، وسط الخشية من تفكك المجلس برمته.

ونشرت المجلة مقالا لمدير البحث والتحليل بالمركز العربي في واشنطن محذرا من نذر تفكك مجلس التعاون الخليجي في ظل الظروف الراهنة التي تعانيها دوله، وأشار عماد حرب إلى القمة الـ 38 التي انعقدت في الكويت يوم الخامس من الشهر الجاري والظروف التي صاحبت انعقادها، مركزا على تدني مستوى الحضور حيث غاب أربعة من القادة وحضر اثنان هما الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت الدولة المضيفة، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وقال الكاتب إنه إذا كان تحديد مدى نجاح القمة جزئيا على مستوى التمثيل الرسمي، فإنها تعتبر قد فشلت في تلبية المتطلبات الأساسية لانعقادها.

وأضاف أن أمير الكويت -الذي كان يمر بموقف صعب- قد اختتم جلسة القمة سريعا بعد 15 دقيقة مما يمكن وصفه بالاجتماع القصير المغلق الذي تسوده أجواء التوتر، وأنه يبدو أن البيان الختامي كان مكتوبا سابقا للتأكيد على رغبة الجميع في مواصلة العمل الجماعي لصالح شعوب دول مجلس التعاون.

وقال الكاتب إنه بعيدا عن هذه الظروف التي صاحبت القمة، فإنه يمكن القول إن موت مجلس التعاون كان قد تم الإعلان عنه قبل فترة وجيزة من انعقاد القمة، وذلك عندما أعلنت الإمارات عن تشكيل تحالف سياسي وعسكري مع السعودية، أو لجنة عليا للتعاون والتنسيق المشترك خارج إطار المجلس.

وأشار إلى أن البحرين لم تكن عضوا في هذا الكيان الجديد، الأمر الذي يعني أن الإمارات والسعودية -وهما الدولتان الأغنى والأقوى- تريدان أن تكونا وحدهما في تقرير شؤون شبه الجزيرة العربية من خلال هذا الهيكل التنظيمي الجديد.

وقال الكاتب إن السعودية والإمارات تعتبران مجلس التعاون الخليجي غير عملي في ما يتعلق بالسياسات الخارجية لكل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مشيرا إلى فشلهما في الحرب على اليمن، وما نتج عنها من أزمة إنسانية كارثية.

وذكر أن ما يؤثر على وحدة مجلس التعاون أيضا ويشجع على إنشاء تحالف جديد هو الصراع مع إيران، حيث تعتبر السعودية والإمارات والبحرين أن إيران تشكل لها تهديدا وجوديا، وحيث ترغب هذه الدول الثلاث في جبهة خليجية موحدة لمواجهة طهران.

وقال أيضا إن سلطة عُمان والكويت وقطر لديها تعاملات بدرجات مختلفة مع إيران، ولكن ليس على حساب مجلس التعاون الخليجي، حيث ترى هذه الدول الثلاث أن فتح باب الحوار مع طهران قد يمهد الطريق إلى تخفيض مستوى التوتر والتصعيد الطائفي والسياسي والعسكري معها.

وأضاف أنه لهذه الأسباب، فإنه يمكن القول إن الرياض وأبو ظبي ربما لا تريان في مجلس التعاون سوى عقبة في طريقهما وأن العمل بعيدا عنه هو الخيار الصحيح.

واستدرك الكاتب بأن تفكيك مجلس التعاون يعتبر قرارا قصير النظر في ظل ظروف المنطقة الراهنة، وذلك على المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأوضح أنه يستحيل الدفاع ضد التهديد الإيراني المزعوم دون تعاون من الكويت وقطر وسلطنة عُمان، وأن الاستقرار والنظام يعودان بالنفع على الجميع.

وختم بأنه من الحماقة التخلص من الوفاق الذي حدد العلاقات الدولية بالمنطقة، وأن المطلوب من القادة الذين تغيبوا عن اجتماع القمة الخليجية الأخير أن يعيدوا تقييم مواقفهم غير الصائبة لما فيه صالح العمل الجماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى