الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

حظي مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح باهتمام كبريات الصحف الاميركية، وذهب بعضها إلى أن مقتله دليل على فشل استراتيجية السعودية والتحالف العربي في اليمن، وأن ما وقع ستكون له تداعيات بارزة على مستقبل البلد الذي يحتاج هدنة عاجلة لإنقاذ الشعب من دوامة حرب أهلية دامية، ومن مجاعة كارثية .

وأكدت الصحف أن مقتله أحرج النظام السعودي كثيرا وخاصة ولي العهد محمد بن سلمان الذي عانى حالات فشل كثيرة في سياساته الخارجية.

وذكرت أن مقتل صالح يعني اندلاع حرب مفتوحة باليمن، إذ إن أنصار صالح والقبائل الموالية له ستسعى للانتقام له وتصعيد المعارك ضد الحوثيين، موضحة أن أحمد، نجل الرئيس القتيل، قد يخلف أباه ويحرص على الحفاظ على بقاء تيار صالح بصف التحالف العربي بقيادة السعودية، وهو الأمر نفسه الذي قد يتحقق عبر الفريق علي محسن الأحمر، الذي كان من الموالين لصالح وهو الآن يشغل منصب نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وقالت واشنطن بوست إن مقتل صالح أعاد الشكوك مجددا حول الإستراتيجية العسكرية التي يقودها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، حيث فشل التحالف في طرد الحوثيين من المناطق التي يسيطرون عليها، وكل ما تسببت فيه الغارات الجوية المكثفة هو قتل آلاف اليمنيين بحسب ما تؤكده الأمم المتحدة.

شكك مقال في مجلة نيوزويك بإمكانية أن يكون العديد من كبار المسؤولين في إدارة ترمب -بمن فيهم صهره ومستشاره جاريد كوشنر- وسطاء أكفاء لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وذلك على خلفية انتقادهم إيران مؤخرا، موضحين أن الإدارة تحافظ على دعمها للسعودية، وجهودها لاحتواء نفوذ إيران في الشرق الأوسط، ويجادل خبراء بأن خطابهم هذا قد يضر بالجهود الدبلوماسية للإدارة الأميركية.

وقالت خبيرة الأمن القومي في مؤسسة راند أماندا كادليك إن “إصدار مثل هذه التصريحات يمكن أن يزيد رهان طهران وخصومها على حد سواء في كل حروبها الإقليمية بالوكالة”. وأضافت أن “رد السعودية على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن على سبيل المثال يمكن أن يزداد سوءا، أو أن التوغلات عبر الحدود السعودية يمكن أن تزداد كثافتها“.

وأشارت كاتبة المقال كريستينا مازا إلى العديد من تصريحات كبار المسؤولين الأميركيين المنتقدة لإيران ورد خبراء آخرين عليها، كما قال خبير الدبلوماسية والعلاقات الدولية بجامعة سيتون هول مارتن إدواردز إن “لعب دور المتشدد مع إيران لن يوصلنا إلى أي شيء، ولن يجعلها تفعل ما نريده بأي شكل من الأشكال“.

وأضاف “نحن لا نتحدث عن أناس لهم خبرة في هذا، ولم ينظر أحد في سيرة كوشنر وقال إنه مؤهل لذلك، وهؤلاء الأشخاص ليسوا الأفضل ولا الأكثر ذكاء“.

وقال خبير بشؤون منطقة الخليج في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية توني كوردسمان “أعتقد أن المشكلة التي يواجهها كوشنر هي نفسها التي واجهت الإدارات السابقة، وهي أن لدينا قيادة فلسطينية ضعيفة منقسمة، ولدينا حكومة إسرائيلية متحالفة مع اليمين، والاختلاف هو أن السعودية وإسرائيل لديهما مصلحة مشتركة“.

ويرى كوردسمان أنه حتى لو فشلت خطط كوشنر لسلام الشرق الأوسط فمن المهم الإبقاء على الحوار المتبادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال “وفي هذه المرحلة ستحبذ الإدارة الأميركية كثيرا أن يكون لديها نوع من الإنجاز لتحقيق انفراجه لا يمكن لأي شخص آخر تحقيقها، ومع أني ليس لدي الكثير من الأمل لكن الحقيقة هي أنه لا ينبغي لأحد أن يتخلى عن هذا المسار، فقد يأتي وقت تكون فيه للجانبين مصلحة مشتركة، والحفاظ على حياة هذا المسار أمر بالغ الأهمية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى