مقالات مختارة

التحالف المناهض لأمريكا يوزّع الغنائم: ايال زيسر

 

عاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأيام الأخيرة، يعلن النصر في سوريا. هكذا في لقائه بداية الأسبوع مع الرئيس السوري بشار الأسد، وكذا أيضا لقائه مع الرئيسين الإيراني والتركي أمس (الأول ).

ولكن بوتين يعرف جيدا أن الحسم في المعركة هو شيء، ولإقامة السلام وإعادة الاستقرار إلى الدولة المضروبة هذه هو شيء آخر مختلف تماما. فلهذا الغرض لا يكفي القصف والصواريخ أو حتى المقاتلين الإيرانيين. لهذا الغرض يحتاج بوتين إلى النية الطيبة من جانب تركيا وبعض التعاون من جانب الثوار، أولئك الذين نجوا من الضربات الروسية الإيرانية على رؤوسهم.

المهمة معقدة على نحو خاص، ليس فقط بسبب كثرة اللاعبين في الساحة السورية بمن فيهم الأردن والسعودية، قطر وأخيرا إسرائيل، بل أيضا وبالأساس لأن الانجاز الروسي تحقق بفضل تحالف مصالح بين روسيا، إيران وتركيا، بصعوبة فقط تخفي عدم الثقة بل العداء بينها. يخيل أن الأمر الوحيد المشترك بين الثلاثة، وعلى الأقل الزعماء الثلاثة، هو العداء غير المخفي للولايات المتحدة، الذي ضدها، وليس بالذات ضد داعش، تعاونوا في سوريا.

بوتين يسعى إذا إلى أن يضرب الحديد وهو حام، وطالما كانوا لا يزالون تحت الانطباع بانجازاته العسكرية في ميادين القتال ومحاولة عقد صفقة تؤدي بالحرب إلى منتهاها. فطالما بقيت الجمرات تشتعل في سوريا، فإن مستقبل الانجاز الروسي في هذه الدولة لا يعود مضمونا.

في صفقة بوتين كل واحد يفترض أن يقدم نصيبه. فالثوار سيضطرون إلى التسليم باستمرار حكم بشار، إذ أن ليس لبوتين النية أو الرغبة، ولا القدرة على تغييره. ولكن بشار سيضطر إلى التسليم باستمرار وجود جيوب تحت سيطرة الثوار والاعتراف بهم كشركاء في إدارة شؤون السكان الذين يعيشون في هذه الجيوب.

إسرائيل هي الأخرى مطالبة بألّا تنزعج بل التسليم باستمرار الوجود الإيراني في سوريا. وبالمقابل حرص الروس على إبعاد الإيرانيين عن خط الحدود في هضبة الجولان وينبغي الافتراض بأنهم سيواصلون غض النظر عن استمرار نشاط إسرائيل ضد التهديدات على أمنها في جبهة الشمال. لهذا الغرض تحدث أمس الأول بوتين مع نتنياهو إذ إنه يرى في إسرائيل شريكا، حتى في ظل الاحتجاج، ضروريا للخطوة الروسية.

الأمريكيون وحدهم بقوا خارج اللعبة. لواشنطن وجود عسكري في سوريا وموافقتها ستكون مطلوبة لكل تسوية سلمية. ولكن المشكلة هي أنه من خلف الوجود العسكري هذا لا توجد سياسة واضحة. وعليه فلا يوجد أي معنى للحوار مع الأمريكيين بل ولا يوجد شيء يمكن الحديث فيه أيضا. الصفقة التي يبلورها بوتين يأمل في أن يسوقها لترامب في مكالمة هاتفية عابرة. إذا كان الرئيس الأمريكي منصتا، فسيأتي لواشنطن ولسوريا الخلاص.

اسرائيل اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى