مقالات مختارة

عظة للعقلاء…: عمران عاهد الزعبي

 

كلّ الذين قاتلوا داعش فعلاً هم ضدّ الإرهاب ويرفضونه بكلّ تأكيد. وهذا ثابت من تاريخ المواجهات المستمرة مع الإرهاب بغضّ النظر عن التسميات .

لكن مواجهة الإرهاب ليست رخصة لأحد، حزباً أو قوة مسلّحة أو دولة أو أيّ كيان آخر، للسعي إلى التدخل في شؤون البلاد أو احتلال جزء منها أو تقسيمها.

بمعنى أوضح إذا كانت ما تسمّى قسد أو وحدات الحماية الكردية قد تواجهت لبرهة مع داعش من دون إغفال ما حدث من تسريب للإرهابيين إلى مناطق وجود الجيش العربي السوري للاعتداء عليه أو الطريقة التي سقطت فيها الرقة، بيد هذه القسد وعدم استهداف ما يُسمّى بالتحالف الدولي لداعش فعلاً.

فإنّ هذه الوقائع لا تمنح إجازة أو رخصة لأحد كردي كان أو عربي، أن يجرّب اقتطاع مناطق نفوذ أو سلطة، ولو كان في حماية أيّ كان.

إنّ ما سيكون قائماً ونافذاً هو إعمال دستور الدولة السورية الذي يفرض بسط سيطرة الدولة على التراب الوطني كلّه، ولا يعطي أيّ امتياز لأيّ حزب أو منظمة أو إثنية أو طائفة، ليكون لها محلٌّ تديره وتحكمه كإقطاع خاص بها، وتحت علم غير علم الدولة السورية.

وليس لأحد الحق أن ينفذ حملة تهجير وتمييز عنصري تحت أيّ ذريعة كانت بما فيها الحقوق السياسية أو الثقافية.

انّ البحث في الحقوق وطبيعة السلطة وأيّ حراك آخر يجب أن يتمّ في ظلّ دستور الدولة والحوار الوطني الداخلي المحض.

إنّ التجارب أثبتت أنّ اللجوء إلى الأميركي لا يفيد ولا ينتج أيّ مفاعيل على الأرض أو في السياسة.

وإنّ استغلال الواقع الراهن ومواجهات الجيش العربي السوري للإرهاب والوجود الأميركي غير الشرعي أو الوجود التركي غير الشرعي كفرصة سانحة لإقامة فدراليات أو سرقة المال العام وثروات الشعب السوري.

إنّ هذا الاستغلال سينعكس سلباً على أولئك المستغلين، لأنهم بمعنى من المعاني يمارسون إرهاباً سياسياً كاستثمار لإرهاب داعش والنصرة لفرض أمر واقع.

إنّ الجيش العربي السوري سوف يدخل كلّ مدينة وقرية في سورية، بما في ذلك والرقة وإدلب حتى الحدود السورية التركية والحدود السورية العراقية والسورية الأردنية.

يجب أن يكون ذلك واضحاً للجميع وعلى بعض السوريين، الأكراد بوجه خاص، أن يدركوا دون لبس، أنّ الأميركي راحل لا محالة وأنّ مصالحهم هي مصالح شعبهم السوري وأنّ أيّ حقوق سياسية أو ثقافية هي شأن سوري يشاركون في دراسته واتخاذ القرارات الوطنية الكلية اللازمة. وهذا التوضيح مردّه سلوك بعض السوريين الأكراد سلوكاً لا يعبّر عن احترام دولتهم وشعبهم ووحدة التراب الوطني خلافاً للأكثرية الساحقة منهم التي ترفض سلوك هؤلاء رفضاً حقيقياً.

سيعود التركي إلى حدود بلاده وستُهزم جبهة النصرة وستسقط مشروعات داعش وغيرها وسيلملم الأميركي حاجاته ويرحل، ولن يبقى سوانا نحن السوريين مع بعضنا البعض عرباً وكرداً وغيرهم من جميع المكونات المقدّرة والمحترمة، فلماذا هذا الإصرار على الغدر والتواطؤ مع أعداء البلاد والشعب؟

إنّ العاقل مَنْ يتعظ، لا مَنْ يكابر ويخدع نفسه وأهله. والعاقل مَنْ يسلك سلوك العقلاء لا الجهلة بالتاريخ والجغرافية.

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى