مقالات مختارة

موسكو تدافع عن منتجاتها النفطية بتوسيع مروحة المستثمرين  ـ أحمد الحاج علي

 
 
فشلت محاولات الولايت المتحدة الأميركية وحلفائها في إحكام قبضة الحصار على إنتاج مصادر الطاقة الروسية، فقد برز مؤخراَ إهتمام متزايداً بهذه المصادر المغرية، لا سيما وأن روسيا ما زالت تستحوذ على نصيب الأسد من إحتياطيات الغاز الطبيعي وإحتياطيات هائلة من النفط في العالم، وعلى سبيل المثال فقد زادت اليابان وارداتها من الخام الروسي بنسبة 44% خلال العام الحالي.
 
وجاء في كلام وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك خلال الاجتماع الوزاري التاسع عشر لمنتدى الدول المصدرة للغاز المنعقد ضمن فعاليات أسبوع الطاقة المستمر حتى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري في موسكو و سانت بيتربورغ كمنصة لصناعات الطاقة الروسية ومنتجاتها، أنه وفقا لتوقعات وكالة الطاقة الدولية سيزداد الطلب على الغاز بنسبة 50 % مع حلول العام 2040 ما يزيد الإهامام بمصادر الطاقة الروسية الواعدة.
 
وأشار نوفاك إلى ضغوط شديدة من قبل قوى سياسية تمارس على منتجات الطاقة الروسية من نفط وغاز داعيا لحوار هادىء على أسس علمية من خلال مبادرات قامت بها روسيا في مسعى لتحقيق إستقرار أمن الطاقة 
 
ونجحت روسيا من خلال سلسلة منتديات ومؤتمرات مرتبطة بالطاقة وأمنها من جذب نسبة إستثمار وطلب على مواردها لم يتوقعها المنافسون، ويشار إلى أن المنتدى الدولي للنفط والغاز “ساخالين 2017” الذي أنهى أعماله  نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، أطلق المرحلة النهائية من مشروع “سخالين1 لنقل الغاز والنفط” حيث يتوقع أن يبلغ حجم إنتاج حقل أودوبتو 1.8 مليون طن سنويا مع حلول العام 2025، وهذا الحقل ينضم إلى حقلين آخرين شمال شرق جزيرة سخالين على بحر أخوتسك. ويبدو أن “أكسون موبايل” الأميركية والتي تملك 30% من أسسهم مشروع سخالين 1 قد رضخت للأمر الواقع الروسي لتوزيع حصص الإنتاج إلى جانب “روس نفط” الروسية 20% و “سوديكو” اليابانية 30% و “اونجي سي” الهندية التي تملك 20 بالمئة أيضا.
 
و ينافس نفط سخالين مثيله المستخرج من المملكة السعودية و الإمارات و حقول غرب الشمال الأفريقي.
 
وتجدر الاشارة إلى إنطلاق “أسبوع الطاقة الروسي” الذي يشهد مشاركة إضافة لمن ذُكر مشاركة عربية واسعة و يصادف مع موعد زيارة لملك السعوي سلمان إلى روسيا، حيث يلتقي وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك بنظيره السعودي خالد الفالح والأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز محمد حسين عادلي في إطار الفعاليات. كما أن وفدا من وزارة الطاقة الإماراتية يرئسه وكيلها مطر النيادي و ممثل الإمارات لدى الأوبيك أحمد الكعبي، إضافة إلى مشاركة وزير الطاقة الجزائري و الفنزولي و أمين عام منظمة الدول المصدرة للنفط أوبيك و وفود أخرى.
 
في المحصلة يبدو المشهد كمواجهة روسية شاملة  لتحديات سوق الطاقة وأمنها عبر مساعي تعزيز تعاون مع شركاء ومنافسين بفضل سياسة أمر واقع يفرض نفسه على الخارطة الإقتصادية في الجيوسياسة العالمية!
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى