مقالات مختارة

الدول التي تهدد لبنان باجراءات سلبية تتراقص على صفيح ساخن…: خالد عرار

 

لم يكن مفاجئا، بل كان متوقعا أن يواجه حزب الله بعد كل إنتصار الكثير من الضغوط الدولية والإقليمية والمحلية بسبب إنتصاراته على أعتى عدو في العالم الذي بنى دولة لجيشه الذي هزم العرب لعقود طويلة .

وإنتصارات حزب الله لم تعد تقتصر على العدو المباشر بل إستطاع أن يسحق أدواته في سوريا والعراق وسلسلة جبال لبنان الشرقية. هذا الأمر أغضب أصحاب المشروع التقسيمي والتفتيتي للمنطقة وفي طليعتهم إسرائيل التي راهنت على إسقاط كل عناصر قوة محور المقاومة، من خلال تنظيم «القاعدة» فرع «جبهة النصرة» و«داعش». وأكثر ما زاد من حجم هذه الضغوط إسقاط الحلم الإسرائيلي في جرود عرسال وفليطا. وبعد جلاء الغبار عن الهزيمة النكراء التي أصيب بها أدوات إسرائيل في تلك المنطقة.

من هنا ووفق مصادر مقربة من المقاومة بدأ يطلق التهديد والوعيد والحديث عن إجراءات سلبية في حق لبنان، تتخذ على مستوى الدول الخليجية والسبب في ذلك وفق المصادر هو إعلان رئيس الجمهورية ميشال عون أن سلاح حزب الله ضروري ومكمل لسلاح الجيش اللبناني. هذه الإجراءات التي تفكر فيها بعض الدول العربية لم تكن مفاجئة بل هي تعبر عن حقيقة إرتباطات هذه الدول التي باتت علانية ومكشوفة ولأنها أداة بيد الإدارة الأميركية، وتهديدها بسحب الودائع لا يقدم ولا يؤخر ونأمل منها أن تسحب ودائعها المالية والبشرية.

ودعت المصادر هذه الدول أن لا تتأخر في تحديد مواعيد البدء بهذه الإجراءات السلبية لأن هذه الدول تعلم أو لا تعلم فإنها تتراقص على صفيح ساخن جدا قد يجعل من هذه الدول دويلات ولا ندري أين سينتهي المطاف بها، لأن اللبنانيين يحتشدون خلف من أحرز لهم الإنتصارات على العدوين الإسرائيلي والتكفيري ولا يأبهون في طرد أبنائهم من دول شيدوها وبنوها بعقلهم وتعبهم وعلمهم. ولا يزعجهم إذا أحجم سائح من هنا أو هناك علما أن السائحين القادمين من تلك الدول تراجع عددهم بشكل هائل منذ عشر سنوات، وباتت السياحة لديهم أمرا صعبا جدا وبات من نصيب الأمراء الأثرياء جدا، وهؤلاء إذا ما قرروا السياحة فتكون الدول الإشتراكية سابقا وجهتهم.

وحزب الله منذ نشأته وضع على لائحة الإرهاب وأقرت العديد من العقوبات الإقتصادية على مسؤوليه وعناصره ومؤسساته، لكن سلاح حزب الله ومجاهديه وفروا مجالا واسعا للإستثمار في لبنان بعدما أسقطوا قوة الردع الإسرائيلية وأنشأوا توازن رعب حقيقيا مع العدو الإسرائيلي مما حفز المستثمرين بإنشاء مراكز سياحية وصناعية وصحية وتربوية في الجنوب والبقاع وفي كل المناطق اللبنانية. واليوم مع سحق أدوات إسرائيل في جرود عرسال وطردهم من الحدود اللبنانبة نهائيا إزداد هذا الإطمئنان تضيف المصادر، والشركات العالمية التي تزور منطقة شتورة في البقاع لتحجز مكانا لها في هذه المنطقة القريبة من دمشق ما هي إلا دليل على ذلك.

ودعت المصادر السياسية بعض الذين نصبوا أنفسهم ناطقين رسميين بإسم هذه الدول أن يتوقفوا عن إطلاق التهديدات وتخويف اللبنانيين تحت غطاء مصادر موثوقة وعليمة في الدول العربية، وليدعوا المصادر نفسها أن تخرج وتصرح بذلك.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى