مقالات مختارة

الحق ينتزع ولا يستجدى ..خديجة ياسين

 

في هذا اليوم ترفع الاصوات مجددة المطالبة بإنصاف المرأة اللبنانية واعطائها حقوقها فيما خص حقها بحضانة اطفالها ومنحهم جنسيتها ومساواة حقوقها بحقوق الرجل الى جانب حقها بالتمثيل في الحياة السياسية بالمستوى المطلوب.

ربما علينا في هذا اليوم ان نذكر ولو القليل من الادوار التي قامت وتقوم بها المرأة على صعيد العائلة والمجتمع فلعل ذلك يفتح اعين البعض من الذين يتجاهلون او يغضون النظر عن قدرات المرأة ومساهمتها في بناء العائلة التي هي اصل المجتمع.

المرأة هي التي انجبت وربت وعلمت وفي بعض الاحيان كانت امية لا تعرف القراءة والكتابة ولكنها دربت نفسها وعملت على مساعدة ابنائها وحثهم على تحصيل العلم والوصول الى مراكز هامة.

انها المرأة اللبنانية التي عملت في الحقول وزرعت وحصدت ومونت اطيب وسهرت لتكفي احتياجات عائلتها، ومن منا يستطيع ان ينكر بصمتها في حياته ومن يتنكر لجماليات ما صنعت وأبدعت في المونة اللبنانية المعروفة بجودتها وطعمها اللذيذ في العالم كله تقريبا.

انها المرأة التي ناصرت وجاهدت وقاومت وقدمت الشهداء وهي تقف صامدة شامخة ومثابرة والنساء اللبنانيات وخصوصا الجنوبيات منهن يشهد لهن التاريخ في مقاومتهن للاحتلال الاسرائيلي وتحضير المقاومين وتقدميهم شهداء فداء للوطن ومنهن باقة شهيدات تزين مسيرة التحرير وتتوج الانتصار على المحتل.

لقد عملت المرأة في كل المجالات التي تدعم قيام العائلة والمجتمع، وساهمت في دورة الإنتاج وكانت الحاضرة دائما في ازمنة السلم والحرب وطورت نفسها ولكنها بقيت كالجندي المجهول، لا يقر لها المجتمع بما يليق من الفضل بسبب التمييز الذي تفرضه القوانين والمعتقدات.

اليوم المرأة اصبحت رائدة في كل المجالات التي اقتحمتها بشجاعة وتخطت العوائق والعراقيل الاجتماعية بفضل نضالها وتصميمها وقدرتها على بناء نفسها ومستقبلها، ولبديهي ان يكون الاعتراف بالمساواة في الحقوق بينها وبين الرجل.

هذا ربما جزء قليل مما أحمله في ذاكرتي ومما اردت ان أذكره في هذا اليوم كي يعرف الذين يتغاضون عن قدرات المرأة فيما هم يرون ويعايشون ذلك في كل يوم.

من العائلة المجتمع الصغير نستطيع ان نرى حجم التضحية والوفاء والقوة والقدرة والمثابرة والصمود والحب الذي تحمله المرأة فهل هذا يكفي لإعطائها حقها.

كما صنعتي نفسك ستصنعين النصر بحقوقك يوما من الايام فالحق ينتزع ولا يستجدى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى