مقالات مختارة

ما لا نعرفه: يوسي ميلمان

 

تعمل في حماس وحدة سايبر قدراتها لا بأس بها ـ هكذا يتبين على خلفية الحملة الخاصة التي تخوضها شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع جهاز الامن العام «الشاباك» ضد المنظمة الغزية. وقد تلقت وحدة السايبر لدى حماس مساعدة من الخبراء.

تشير مساعي حماس المتواصلة منذ اشهر طويلة، إلى الخطر الاكبر على أمن المعلومات وإلى احتمال الضرر على الامن القومي الكامن في الانترنت، في اجهزة الهواتف الذكية، في الشبكات الاجتماعية وفي كل وسائل الاتصالات الرقمية. هذه الامور ليست جديدة. ومع ذلك، فإننا نتفاجأ في كل مرة من جديد عندما يتبين كم نحن منكشفون وكم هو سهل كشف أسرارنا.

ذات مرة خرجت وحدة أمن ميدانية في رحلة كان شعارها «العدو يتنصت» وذلك لتعميق الوعي بين الجنود بعدم الثرثرة في شبكات الاتصالات، في الهواتف (الارضية) او في الاحاديث العادية في الشارع.

منذئذ تغير اسم وحدة أمن المعلومات، والتكنولوجيا تطورت: فقد اضيفت حواسيب على انواعها وهواتف ذكية تستخدم ليس فقط كأجهزة اتصال بل وايضا ككاميرا واجهزة تسجيل وغيرها. ولكن الجمهور لم يتغير ـ الحياة والموت على رأس اللسان.

تشهد مساعي حماس للتسلل عبر الشبكات الاجتماعية وحمل الجنود والضباط في الجيش الدائم على انتزاع معلومات منهم عن وحدات الجيش الإسرائيلي، عن التدريبات، عن المخططات العملياتية وعن وسائل القتال، تشهد على الشوط الطويل وعلى التغيير الذي يجتازه عالم التجسس. فهو يحتاج إلى عملاء أقل فأقل، مع كل مصاعب تجنيدهم، كي يأتوا له بالمعلومات. بدلا من هذا يمكن عمل هذا من خلال الفيس بوك، الواتس أب، التويتر وغيرها.

يبدي ضباط الاستخبارات لدى حماس إبداعاً كبيراً. فهم يتسللون إلى الشبكات الاجتماعية ويسرقون هويات المستخدمين. وفي الغالب يفعلون هذا من خلال هويات مسروقة او وهمية لنساء شابات، حسناوات في الصور المرفقة، ويبدأون في البحث عن ضحاياهم بين جنود الجيش الإسرائيلي. يبدأ هذا بالتسكع العادي بهدف التطور إلى حديث يسلم فيه من يتعرض إلى الاغراء ويوافق على الحديث عن تفاصيل عن نفسه، عن رفاقه، عن الوحدة التي يخدم فيها والصور من خدمته العسكرية. في حالات اخرى يتسلل رجال حماس إلى المجموعات التي اقامها جنود في الجيش في كل المستويات: الطاقم، الحظيرة، السرية أو الكتيبة.

لشدة الحظ، نجح أمن المعلومات والشاباك ـ المخابرات في اكتشاف عمليات السايبر لحماس، وكشفها وربما ايضا تضليل ضباط الاستخبارات لدى حماس والتسلل عبرهم إلى منظوماتها، الامر الذي يسمى في لغة الاستخبارات «نسخهم».

ولكننا لا نعرف . ينبغي أن نأخذ بالحسبان بأنه قد يكون التجسس المضاد وحماية السايبر لدى «أمان» و «الشاباك» لم ينجح في منع كل محاولات حماس، وينبغي الأخذ في الحسبان ايضا سيناريو الحالة الأسوأ. بمعنى ان يكونوا نجحوا في الحصول على معلومات هامة وسرية، وفي إسرائيل لا يعرفون هذا.

اذا كانت هذه هي قدرات السايبر لدى حماس، فيمكن التقدير بأن هذه القدرات لدى حزب الله وإيران اكثر تطورا بكثير. لم يعد قتال السايبر موضوعا للمستقبل – بل بات هنا وبكل القوة.

معاريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى