مقالات مختارة

سوريا نهاية اللعبة: معركة حلب و “الخطة c”….البروفيسور تيم أندرسون

 

أجبرت معركة حلب مجموعات تنظيم القاعدة على العودة الى مواقفهم السابقة، فالحرب بالوكالة المدفوعة من واشنطن على سوريا تنتقل إلى مراحلها النهائية، تحرير حلب سيكون بداية النهاية .

الخرائط الموجودة على الإنترنت مضللة، حتى قبل أن تدخل القوة الجوية الروسية في سبتمبر 2015 تسيطر الحكومة السورية على 85٪ من المناطق المأهولة بالسكان في البلاد، ولكن استعادة حلب أمر بالغ الأهمية من أجل السيطرة السورية على خطوط الإمداد وتقليصوجود داعشفي الشرق.

كانت المشكلة الرئيسية في سوريا دعم تركيا شبه المفتوح للجيوش الجهادية لعبور الحدود الشمالية التي تمتد على طول 800km، والدعم الذي تمنحه تركيا والسعودية وقطر لتنظيم داعش من الشرق. في الأشهر الـعشرة الماضية تقدم التحالف السوري بنجاح مرة أخرى على الجبهتين، ومنذ الشهر الماضي، تبدو تركيا في حالة من الفوضى غارقة في مشاكلها الداخلية.

الجميع اتبع منطق القوى المهيمنة، ولكن لفهم المرحلة النهائية في هذه الحرب، منطق المقاومة لا يقل أهمية، سوريا اثبتت أن الشعوب المستقلة هي التي توحد والمقاومة يمكن في نهاية المطاف ان تلعب الدور الحاسم في تحديد النتيجة.

بدأت حرب واشنطن على سوريا بجيوش طائفية ارسلت لإسقاط الحكومة في دمشق. ودعم هذا التحرك الإعلام الغربي من خلال الحديث عن “المتمردين المعتدلين”، ولكن الأدلة واضحة على أن الولايات المتحدة وحلفاءها أيدوا كل المجموعات المسلحة في سوريا، بما في ذلك المجموعات التي تعرف باسم“جبهةالنصرة” والآن باسم “جبهةفتح الشام”، في محاولة غير مجدية لتجنب القصف السوري الروسي)، وكل المجموعات المشاركة لديها أيديولوجية طائفية مماثلة.

على الرغم من سفك الدماء والبلاغة، فشلت الخطة “أ” في العدوان.

الخطة ب” تهدف إلى تقسيم البلاد باستخدام “الورقة الكردية” كما فكرت الولايات المتحدة.

ناهيك عن أن مثل هذا التقسيم هو ضد أحكام قرار مجلس الأمن الدولي 2254، الذي يؤكد على التزام الامم المتحدة القوي بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، ولكن الولايات المتحدة تتجاهل مثل هذه الافكار.

ومع ذلك، “خطةب” فشلت بسبب تماسك المجتمع في سوريا، والدعم الذي قدمه الشعب للجيش السوري، والتضامن الإقليمي القوي، وخاصة من إيران وروسيا وحزب الله والميليشيات الفلسطينية الوطنية.

حتى الميليشيات الكردية في سوريا تم التنسيق معها وبدورها اعتمدت على الجيش العربي السوري. فكل ما يريده أكراد سوريا، هو إذا طرح التصويت، فالسوريون لن يؤيدوا “الحكم الفدرالي” لأنه سيضعف البلاد ضد أعدائها.

“الخطةc

“الخطة cحيث تلتقي القوات بشكل أفضل، “الدول المارقة” هي الخاسر. فقد احتاجت واشنطن لسبع سنوات للانسحاب من فيتنام، بعد أن عرفت أنها خاسرة، لكن سوريا لديها رئاسة دبلوماسية، على شكل الرئيس الروسي، ومستعدة وقادرة على تعليم أميركا الشمالية “الكرامة.

أعطى الرئيس بوتين الرئيس أوباما وسيلة للخروج، مرة واحدة من قبل، في سبتمبر 2013، تحت مظلة الأسلحة الكيماوية، التي تستخدمها جبهة النصرة وشركاؤها (أندرسون العام 2016، الفصل التاسع). وتفكيك مخزون الأسلحة الكيميائية السورية (الذي وجد ليكون رادعا ضد إسرائيل) منع هجوما صاروخيا “محدودا” للولايات المتحدة على سوريا.

قد نرى اتفاقا مماثلا حيث اشاد بوتين بدور أوباما في إحلال السلام في سوريا، والسماح لواشنطن بوضع سوريا على نار هادئة كما فعل مع إيران العام الماضي. وبطبيعة الحال، فإن ذلك لن يكون كذبة ، ولكن محاولة لوقف اراقة الدماء.

تغيير النظام في تركيا يساعد بالتأكيد على مثل هذه الخطة. ولكن وبالرغم من نجاة أردوغان من تمرد القوات المسلحة الخاصة، الا ان الوضع الاستراتيجي والاقتصادي ينقلب ضد الدور التركي في سوريا. وبينما تخسر الجيوش تحاول انقرة إصلاح علاقاتها السيئة مع روسيا في حين تتفاقم أزمتها مع واشنطن. أردوغان عن حق أو باطل، يلوم الولايات المتحدة على دعمها المحاولة الانقلابية الأخيرة.

“خطة ج “، في الاشهر الاخيرة المتبقية لإدارة أوباما ربما تترك بعض المسائل من دون حل منها الحملات الإيديولوجية الاميركية والعقوبات الاقتصادية ضد سوريا وإيران وحزب الله، المعارضين الرئيسيين لإسرائيل.

تجربة حروب واشنطن السابقة في أميركا اللاتينية وفيتنام تخبرنا أن الولايات المتحدة ستحاول الحفاظ على الأساطير، و”التاريخ الرسمي”، لأطول فترة ممكنةحلب هي نقطة تحول نهائية في هذا الصراع، لأنه بعد تحرير حمص، والقصير وتدمر، واجه الجهاديين وكفلائهم الكثير من النكسات.

في العام الماضي ضربت الجماعات المتطرفة ريف دمشق. العاصمة، التي يبلغ عدد سكانها ما بين 7 و 8 ملايين نسمة، ولكن اليوم تراجع عدد الصواريخ، ومدافع الهاون والسيارات المفخخة بشكل كبير. والحياة في الشوارع اصبحت أكثر تحررا، فوقف إطلاق النار قد “عمل” جيدا لأن الجماعات المسلحة المتبقية (في الغوطة الشرقية وداريا) ضعفت كثيرا.

وفي حين استعادت دمشق بعض الشعور بالأمن، اندلعت الحرب في مدينة حلب. وكما جرت العادة، تكذب وسائل الإعلام الغربية دون توقف، مركزة بشكل خاص على هذا الجزء الذي تسيطر عليه مجموعات القاعدة الذين يجمعون اليوم أقل من مئتي ألف شخص، بما في ذلك عملاء الاستخبارات الاميركية والبريطانية والفرنسية والتركية والاسرائيلية، والعديد من المنظمات غير الحكومية الغربية مثل الخوذات البيضاء.

في الأيام الأخيرة استسلمت مجموعات صغيرة من الجهاديين، للاستفادة من العفو الرئاسي، بينما العشرات من الاهالي فروا من خلال ممرات إنسانية سورية روسية. ويتم تشغيل تلك الحواجز من قبل وحدات كوماندوز، بما في ذلك قوات سهيل الحسن، ونقاط التفتيش لا تزال تواجه الانتحاريين والسيارات المفخخة، كما في تدمر.

والبارز انه في وسائل الاعلام الغربية لم تتحدث التقارير عن وجود 1.5 مليون شخص في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة يقتلون والمستشفيات الكبرى تقصف من قبل “المتمردين” المدعومين من حلف شمال الاطلسي.

في ابريل ومايو قال اصحاب الخوذ الابيض ان الضربات الجوية الروسية أو السورية دمرت “مستشفى القدس”، مما أسفر عن مقتل طبيب أطفال في حلب. في الواقع، أشار الدكتور نبيل أنطاكي والجمعية الطبية إلى ان هذا المرفق ليس مستشفى مسجل، وهي عيادة مؤقتة في مبنى سكني قائم في منطقة تابعة للنصرة. في الواقع، هناك العشرات من أطباء الأطفال في المستشفيات العامة الرئيسية في حلب.

أطلقت عصابات المرتزقة مئات الصواريخ على الجزء الرئيسي من حلب، والقنابل المحملة بالغاز في المناطق الكردية للمدينة وقامت علنا بقطع رأس فتى فلسطيني، وزعمت أنه جاسوس لأحد الميليشيات الفلسطينية التي تقاتل إلى جانب القوى الشعيبة. وأعطت بي بي سي الأولوية لادعاءات الجهاديين بقولها أن الفتى ذات الـ ​​12 عاما كان “مقاتل” (بي بي سي 2016)..

وسائل الإعلام الغربية، لا زالت تنشر القصص الكاذبة حيث تقول ان “كل حلب تحت الحصار، أو أن العيادات الميدانية لتنظيم القاعدة هي “المستشفيات الوحيدة “في حلب. وعلى سبيل المثال، ذكرت وسائل الاعلام الاسترالية: “ان الطعام نفد من مدينة حلب السورية”. في الواقع، فان 15٪ فقط من سكان حلب كانوا تحت حصار الجيش السوري. في الوقت عينه نجد ان البلد بأكمله تحت حصار العقوبات الاقتصادية الاسترالية (ايه بي سي راديو الوطنية 2016) والاميركية وعقوبات الاتحاد الأوروبي.

الجهاديون المدعومون من الغرب يفقدون الدعم العام في المنطقة. زعيم المعارضة المدنية السورية مصطفىكيليتشي (غير المتحالف مع الجماعات المسلحة) يقول ان معركة حلب “هي حرب لسحق الجماعات التكفيرية”. والحكومة العراقية، التي هي مجرد دمية في يد الولايات المتحدة، أكدت مرارا وتكرارا تعاونها الوثيق مع نضال الحكومة السورية ضد الجماعات الإرهابية (سانا 2016).

التحالف الإقليمي مزور.. في هذه الحرب – سوريا وإيران وروسيا والعراق وحزب الله والميليشيات الفلسطينية الوطنية – ستحافظ على دورها القوي لإنهاء اللعبة في سورية وجميع أنحاء المنطقة.

انفورميشين كليرينغ هاوس

ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد- ناديا حمدان

http://www.informationclearinghouse.info

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى