مقالات مختارة

مثل اللطمة على الوجه: أمير أورن

 

في منتصف الاسبوع القادم سيكون نتنياهو، ليس للمرة الاولى وليس وحده، في مركز اهتمام الجمهور فيما يتعلق بطهارته ونزاهته. القانون يقوم الآن بمنع وسائل الإعلام من قول ما تعرفه، لكن من الواضح تماما أنه بعد بضعة ايام سيكون نتنياهو غارقا في الدفاع عن نفسه، الامر الذي قد يتحول إلى صراع على البقاء.

هذا هو التفسير وهذا هو السياق وهذه هي الخلفية للخطوة الجنونية من الاسبوع الماضي ولجهد التمسك بأي قشة من اجل عدم الغرق تحت الامواج. جلب السيء وحرف الانظار واطلاق المزيد من الفقاعات في الهواء، ولتذهب دولة اسرائيل إلى الاتجاه الذي فيه شتائم اريئيل مرغليت، بالروسية.

في 17 أيار قبل فترة من الزمن جلب مناحيم بيغن الليكود إلى الحكم. وأمس في 18 أيار جلب نتنياهو الأمن والدولة والليكود إلى شفا الهاوية. هذا لن يساعده، لكنه لا يهمه ايضا. فهو الوحيد الذي ليس له ما يخسره.

من اجل البقاء في رئاسة الحكومة، نتنياهو على استعداد لأن يلقي بكل شيء إلى الجحيم، بما في ذلك الحكومة، ويوجد له مساعدون مخلصون، كل الوزراء برئاسة رؤساء احزاب مثل موشيه كحلون ونفتالي بينيت، حيث ستعطي اصابعهم وزارة الدفاع لليبرمان. لأن الحكومة وليس رئيسها هي التي تقوم بتعيين الوزراء، وبعدها فان جميع اعضاء الكنيست الذين سيصوتون مع التعيين سيكونون شركاء.

وهناك شريك آخر، من كان حتى الاول من شباط الماضي المستشار القانوني للحكومة، يهودا فينشتاين، وقع على مسودة لائحة الاتهام الخطيرة ضد ليبرمان. وبعد ذلك تردد لاكثر من سنة وفي نهاية المطاف تراجع وأعلن عن اغلاق الملف واكتفى بالتوصية للجمهور بأن يحاكمه (وبعد ذلك عندما تمت تبرئة ليبرمان في قضية السفير، تراجع عن نيته الاستئناف).

يمكن التوقع أن رد فينشتاين على بشرى ليبرمان في وزارة الدفاع، قد سار أمس بين القشعريرة والشعور السيء، لكن التوقعات لا أهمية لها. ويجب على فينشتاين الذي صمت منذ مغادرته أن يخلع القفازات وأن يتحدث. وهكذا ايضا يجب أن يتصرف من أيد محاكمة ليبرمان، النائب العام السابق للدولة، موشيه لادور، ورئيس قسم التحقيقات والاستخبارات السابق في الشرطة، يوآف سغلوفيتش. لأن نتنياهو قد يقوم بتغيير رأيه إذا كان هناك احتجاج كبير، لا سيما من شخصيات امنية وقانونية وكذلك الاستطلاعات والمظاهرات الجماهيرية.

لكن ليبرمان سيكون وزير الدفاع القادم. وهو الشخص الذي ستكون اصابعه فوق الازرار الحساسة جدا. وهو الذي سيقرر وليس نتنياهو من سيكون رئيس هيئة الاركان القادم. وبدون موافقته لن يتم تعيين أي جنرال أو رئيس الاستخبارات العسكرية أو قائد سلاح الجو أو منسق الاعمال في المناطق وقائد المنطقة الوسطى. لأن هذه مناصب حيوية وهامة للمستوطنين. وايضا ضباط رفيعو المستوى في السايبر والعمليات الخاصة. من المنطقي أن ليبرمان يطمح إلى هذه القوة. والامر غير الطبيعي هو أن يختار بنيامين نتنياهو منح ليبرمان هذا الدور وهذه القوة.

ليس هناك شخص يكره نتنياهو أكثر مما يكرهه ليبرمان. وقد كان هناك شخص مثل هذا، لكنه لم يعد على قيد الحياة وهو اريئيل شارون. لقد رأى ليبرمان نتنياهو على ارتفاع العمود الفقري المتهاوي. ليبرمان الذي أدار الليكود ومكتب رئيس الحكومة لنتنياهو انفصل عنه وقرر تسلق ظهره لرئاسة اليمين والحكومة. ومنذ ذلك الحين حدثت تحولات كثيرة، شارون وكديما وعودة نتنياهو واتحاد بيبي ـ ايفيت وشرخ جديد وكل شيء. ولكن بعد عقد ونصف عادت الخطة القديمة إلى الحياة. وزير الدفاع هو الشخص رقم 2 في اسرائيل، وفي ظل غياب وريث لنتنياهو فان ليبرمان قريب من أن يكون رقم 1.

والى حين أن تصبح رئاسة الحكومة شاغرة، فان وزارة الدفاع هي حلم بالنسبة لليبرمان. في روسيا، الشخص الذي يصل إلى وزارة الدفاع يلبس في العادة زي الجنرال أو المارشال. سرغيه شويغو على سبيل المثال، وزير الدفاع لبوتين. ليبرمان أقل خبرة بالامن من شويغو ولا يصلح لأن يكون جنرالا.

من ناحية، ليبرمان على حق، حيث إنه شغل مناصب قريبة من وزير الدفاع من حيث التأثير والاطلاع على الاسرار ـ وزير خارجية، رئيس لجنة الخارجية والامن، عضو في الكابنت. الانطلاق من هناك إلى وزارة الدفاع يعني أن التغيير لن يكون كميا بل نوعيا.

ليبرمان يطمح ليكون جزءً من النخبة الاسرائيلية ـ بالنسبة له هذه مسألة منشأ وليس مسألة مكانة. لأنه يمكن البقاء لسنوات في الكنيست والحكومة والبقاء غريبا.

في 2012 عندما تمت اهانته في مقال توقع للمرة الاولى مسألة تعيينه وزيرا للدفاع، رد في صحيفة «هآرتس» من خلال مقال ساخر وقال: «على المرشح لوزارات حساسة أن يكون اسرائيليا طاهرا مع جيلين من جهة الأم والأب. والمواطن الاسرائيلي الذي جاء من الاتحاد السوفييتي يُحظر عليه الاقتراب من دائرة النظام دون فحص شامل. جميع القادمون مشبوهين أبديين كعملاء لـ كي.جي.بي ومحظور عليهم الاقتراب من مؤسسات الدولة».

لقد كان لنتنياهو إلى الآن اربعة وزراء دفاع، ثلاثة منهم من الجيش انتقلوا إلى السياسة واثنان من الليكود (اسحق مردخاي وموشيه يعلون) وواحد من حزب العمل (اهود باراك) وواحد عاد إلى السياسة وهو موشيه آرنس. أمس، بشكل دبلوماسي، أعرب آرنس عن معارضته لاقالة يعلون لصالح ليبرمان: «حتى لو كان ليبرمان سيكون وزيرا للدفاع لمئة سنة فهو لن يعرف ما يعرفه يعلون». نتنياهو الذي ليس بطلا كبيرا، فضل أن لا يكون مسؤولا عن وزارة الدفاع مثل دافيد بن غوريون واسحق رابين وبيغن وباراك. فهو عسكري كلاميا وشجاعا في بروفات الخطابات التهديدية. إن هجومية ليبرمان ستكون بمثابة اللطمة على وجه نتنياهو. وقد أثبت ليبرمان أنه لن يوفر العقاب الجسدي حينما فعل ذلك لفتى أغضبه.

اسحق هرتسوغ الذي أراد الحفاظ على نتنياهو موحدة، أدخل للقاموس البديل لمصطلح «الاهانة» وهو مصطلح «البجانة». وأمس سمعت من جديد النكتة حول اللقاء بين الماسوشي والسادي. الماسوشي من حزب العمل يقول «إضربني» والسادي من الليكود يرفض. وقد تبين أمس أن الماسوشي هو ليكودي والسادي من اسرائيل بيتنا والضحايا هم الاسرائيليون جميعا.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى