مقالات مختارة

آل سعود يريدون شراء حرب «إسرائيلية» على حزب الله العلامة الشيخ عفيف النابلسي

 

هل يحضّر آل سعود المسرح ليشنّ العدو الإسرائيلي عدواناً جديداً على لبنان؟ لقد فعلها آل سعود سابقاً، خصوصاً العام 2006 ومهّدوا الطريق أمام العدو ليمارس همجيته وليستعمل عنفه المفرط ضدّ لبنان، فدمّر الكثير من البنى التحتية وقتل وجرح آلاف الضحايا، لكن لم يتغيّر المشهد ولا تبدّلت الوقائع لمصلحة إسرائيل وأعوانها، بل على العكس من ذلك أصيب العدو بهزيمة نكراء ما زالت آثارها بادية إلى الآن.

اليوم تتجدّد المحاولة، بعدما بات حزب الله قوة تؤثر في الميادين والساحات العربية وتعطّل على إسرائيل مشروع تمزيقها للمنطقة، وعلى السعودية مشروع تحويل أمتنا من أمة إسلامية إلى أمة وهابية.

فالبيان الذي صدر عن مجلس التعاون الخليجي، والآخر الذي صدر عن الجامعة العربية، بإيعاز سعودي واضح، هدفه تأليب المسلمين والعرب على حزب الله وتبرير أيّ فعل ضدّه، ولو جاء من العدو «الإسرائيلي» نفسه.

بالطبع مسألة تكرار تجربة العام 2006 ليست سهلة بالنسبة للقيادة «الإسرائيلية» ولو حصلت على الضوء الأخضر العربي والتمويل السعودي.

فالمسألة ليست فقط في أن تكون الأنظمة العربية ضدّ حزب الله وأن تكون السعودية مموّلة للحملة العدوانية المحتملة.

فالقيادة «الإسرائيلية» مهما بلغ كرهها لحزب الله ورغبتها في القضاء عليه اليوم قبل الغد، إلا أنها تحسب لأيّ حرب جديدة ألف ألف حساب.

فحزب الله لم يعد حركة مقاومة تمارس تكتيك حرب العصابات، بل بات جيشاً يمتلك آلاف الصواريخ التي سوف تجعل السماء تطبق على الصهاينة.

المحللون الصهاينة هم مَن يتحدثون عن مقدرة حزب الله وإمكانياته الكبيرة ما يجعل حسم المعركة لمصلحة «إسرائيل» غير مرجح على الإطلاق.

القيادة «الإسرائيلية» العسكرية تظهر فرعونيتها، ولكنها في الواقع تبكي بصوت خفيض وتخفي عجزها عن تحقيق نصر أكيد. لذلك يأتي جنون السعودية لتثبت خسّتها في التآمر على حركات المقاومة وتحالفها مع «الشيطان الإسرائيلي»، لا أن بمقدورها دفع القيادة العسكرية لتنفيذ رغبتها المجنونة. الصهاينة يزداد عجزهم يوماً بعد يوم ولا يستطيعون أن يعلنوا ذلك جهاراً، والسعودية بظنها أنها يمكن بما تمتلكه من مال شراء حرب «إسرائيلية» على حزب الله.

الحرب عندما تقترن بالمصائر، فإنّ أحلام اليقظة سرعان ما تتبخّر!

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى