مقالات مختارة

مانحون فى لندن متطرفون فى الرياض، لماذا؟!! … أحمد مصطفى

بالطبع سمع أمس معظمنا عن  مؤتمر  المانحين في  لندن لـ سوريا من أجل مساعدة  اللاجئين  السوريين والتعبير عما يسمى التعاطف مع الحالة الإنسانية للشعب السوري، الذين لا يستطيعون الحصول على الدعم أو المساعدة وفقا للموقف الحالى.

ليس ذلك فحسب، سمعنا أيضا أن هذا المؤتمر قد جمع ما يقدر بحوالى 10 مليار دولار، ولا نعتقد أن هذه المبالغ ستكون حقا موجهة إلى الناس الحقيقيين في سوريا، ولا تنفق على  الوسطاء، سواء كانوا من مسئولى الأمم المتحدة أم لا، وأيضا ويعد هذا المبلغ بسيط جدا ولا يكفي حقا لاستعادة جميع عمليات التدمير والخراب التي وقعت في سوريا التي وصلت إلى ما يقرب من تريليون دولار أمريكى، مع إستبعاد التخريب الذى طال التراث الثقافي؟ ولا نثق على أي حال في أي مؤتمر من مؤتمرات المانحين التي تشبه نفس المؤتمرات الخاصة بكل من  العراق و  فلسطين و  غزة و  ليبيا، إلا أن هذا فقط يخصص للإستهلاك الإعلامى، ولكنه في الواقع لا علاقة له للأسف بشيء.

وفي بعض كتاباتي السابقة حول سوريا، قد قمت بحث  النظام  السورى المنتخب الرسمى عدة مرات إلى رفع دعوى قضائية ضد الجهات والدول التي شاركت وتدخلت في الشؤون السورية من الناحية القانونية، سواء في  محكمة  العدل  الدولية أو  المحكمة  الجنائية  الدولية، وفقا للحجج الضعيفة، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، أن هناك  نزاع  طائفي من  الشيعة تجاه  السنة في سوريا من قبل النظام، بينما المفتي الحالي لسوريا سني المذهب، وكذلك معظم قادة  الجيش  العربي  السوري، ثم أن النظام في سوريا استخدام  الأسلحة  الكيميائية ضد جماعات المعارضة أو المدنيين، عندما تبين أن الأسلحة الكيميائية جاءت مع  داعش عبر الحدود السورية وفقا لبعض المعلومات المسربة من قبل المخابرات الروسية، ثم أن هناك  مكافحة  للارهاب من  التحالف  الدولى في سوريا بما في ذلك 60 دولة، لوضع حد للإرهاب في سوريا، ولكن كان من الواضح أن التحالف ساعد الجماعات الإرهابية أكثر وفقا لشهادة الطيار الأردني  الكساسبة، الذي ذكر أننا كنا لا نضرب مواقع أو مستودعات داعش أو النصرة وبالتالي واحدة من الطيارين الإناث، والتى تحمل جنسية الإمارات العربية المتحدة كانت سببا فى إسقاط طائرته فى يد داعش، لذلك قاموا بحرقه أمام العالم كله في قفص، وأخيرا إسقاط  المقاتلة  الروسيةS24 من قبل القوات التركية في نوفمبر تشرين الثاني 2015، عندما قامت  روسيا في قمة الـG20 في أنطاليا بالكشف عن أن تركيا تشترى  النفط  المسروق من داعش عندما هاجم سلاح الجو الروسي أسطول من ناقلات النفط المسروق في شمال سوريا.

أيضا كارثة كلا من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، ومن فعلا كان السبب في ذلك؟ هل النظام الرسمى أو التدخل الأجنبي، لأنه قبل أعمال الشغب التي وقعت من قبل جماعة  الاخوان  المسلمين فى  درعا في عام 2011، كانت سوريا بلد التعايش السلمي والتعايش وسط 20 من الطوائف السورية، في حين أن التدخل غير القانوني وطن الفرقة وسط الطوائف والفتنة في المجتمع السوري، على الرغم من أن سوريا وفقا لبيانات الأمم المتحدة التي كانت واحدة من أفضل الدول في احتضان اللاجئين الأجانب والإقليميين، وخاصة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيم اليرموك، فضلا عن اللاجئين العراقيين خلال غزو الولايات المتحدة للعراق منذ عام 2003، بالإضافة إلى غيرها من البلدان الأخرى، في حين أن سوريا لديها اكتفاء ذاتي في كل شيء.

بينما الجانب الساخرة الآخر من هذه الصورة، هو أن نفس الدول المانحة في لندن، هى للأسف المتعصبة والداعمة للجماعات الإرهابية و  وفد  معارضة  الرياض، الذي غادر  محادثات  جنيف  3 وفقا للشروط التي فرضها مسبقا، وكان منها وقف الضربات الروسية على الإرهابيين ، على الرغم من أنها جاءت إلى جنيف 3 مع تجاهلها طلب من جانبهم بما في ذلك قائمة الوفد التفاوضي، فضلا عن قائمة الجماعات الإرهابية قبل التوصل إلى مفاوضات مباشرة مع الوفد الحكومى أو حتى مع المعارضة الداخلية، في حين فإن المفاوضات في هذا الصدد ستسير بشكل غير مباشر في البداية، الأمر الذي جعل  دي  ميستورا وسيط الأمم المتحدة يعلق سير المفاوضات حتى 25 فبراير من هذا الشهر، إلا أن مجموعة أصدقاء سوريا بالإضافة إلى  لافروف و  كيري سيقوما بتسريع استئناف المفاوضات مرة أخرى قبل هذا التاريخ.

في حين لدي سؤال وجيه، هل انسحاب وفد المعارضة في الخارج ترتبط بتصريحات المخابرات الروسية أن هناك بعض التحركات المشبوهة من جانب الجيش التركي بالقرب من الحدود السورية؟ وهذا يعني أن من الغباء لـ  أردوغان الرغبة في الإشتراك في بعض الهجمات المسلحة التي قد تقود تقدم الجيش العربي السوري، ولكن في هذا الصدد، وينبغي أن نتذكر أن روسيا هذه المرة قد تكرر ما حدث مع  جورجيا في عام 2008، عندما إعتقدت جورجيا عن طريق الخطأ أن حلف شمال الاطلسي قد يدعمها في حين كانت العواقب سيئة جدا عليهم.

أيضا، يمكننا أن نشتم رائحة  البترودولار الخليجي في هذه المسألة، وكذلك  الولايات  المتحدة  الأمريكية و  إسرائيل لاستفزاز أردوغان لمحاولة إثارة كل من روسيا و  إيران و  الصين، وكبالون اختبار في هذه الحالة، فإن المشكلة هي أن  تركيا والشعب التركي، الذي سيدفع الثمن، فى حال أطاعوا رئيس جانح مثل أردوغان، وبطبيعة الحال فإنها ستخسر لعقود من الزمن، والشيء الجيد أن رئيسنا المصرى  السيسي رفض التسوية مع تركيا، ذلك الإقتراح الذى تبنته كلا من المملكة العربية السعودية وقطر، لأنه في الوقت نفسه يحاول إردوغان إساءة الوضع في كل من  ليبيا و  تونس، وهذا ليس في صالحنا استراتيجيا وقد يسبب اضطرابات في مصر من وقت لآخر.

النقطة الأخيرة الأكثر ضحكا، هى إعلان  أحمد  العسيرى نائب وزير الدفاع السعودى عن رغبته فى  التدخل  العسكرى  البري فى سوريا لمحاربة داعش الأمر الذى صرح به فى الولايات المتحدة صباحا وكان الرد من المتحدثة باسم الخارجية الروسية والذى اتفق معه تماما وهل يا عسيرى قد قمت بتسجيل اى إنتصارات فى  اليمن منذ 11 شهراً وأيضا أزيدكم من الشعر بيت هل لدى السعودية جيش برى نظامى ولا قامت بإستعارة قوات من السودان والسنغال والصومال وبنجلاديش بعد رفض كل من  مصر و  باكستان و  تركيا دعمهم فى هذا الجانب – اى تدخل بري يتحدث عنه وهو عديم الجيش – ثم لا أريد ان أسمع من رجال آل سعود أنهم ضد أمريكا وإسرائيل لأنهم دون أمريكا ليس لهم قيمة حتى وأن حاولوا من خلال إعلامهم الغير ناضج التصريح بذلك –  ^.

وهذا للعلم،،،،،

أحمد مصطفى: باحث اقتصادى وسياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى