مقالات مختارة

الخلاف الإيراني السعودي وتخاريف إعلامية مصرية وعربية: الباحث المصري أحمد مصطفى

 

بعد حادث استشهاد الشيخ النمر على يد النظام السعودى بسبب اعدامه الذى لا نعرف له أى نظام قضائى معمول به داخليا فلا هو نظام فرنسى كما هو فى مصر وإيران، ولا هو نظام انجليزى ولا هو نظام مبنى على الشريعة لأنه لا يطبق على تجاوزات الكبار أو أفراد العائلة المالكة السعودية التى وضحناها ومثبتة بالصوت والصورة وكانت آخرها فضيحة أمير الكبتاجون والكوكايين بمطار بيروت بلبنان وأين كانت الشريعة منه عندما عاد للرياض؟؟؟؟ !!!!!!

كان من أحلى ما حدث فى ذكرى ميلاد سيدنا عيسى المجيد تكريم المرشد العام لإيران لأسرة شهيد مسيحى إيرانى قضى نحبه أيام الحرب ضد نظام صدام وذلك تبيانا للعالم أن إيران دولة متعددة الأديان والطوائف وبها 14 مليون من السنة و5 مليون من المسيحيين الأرثوذوكس و30 الف يهودى وحوالى ما يقارب مليون أو أكثر من اليزدية/ الذرادشتية، غير أعراق متنوعة “فرس وعرب وأرمن وآزريين وتركمان وبلوش ولور وهذا يعتبر من مصادر قوة الدولة حيث يعيش الجميع فى جو متعايش ويتمتع بحق التمثيل بالبرلمان بنسبة وتناسب مع مكونات الشعب الإيرانى.

والكارثة أن غالبية الإعلام المصرى ظل يطبل ويهلل على حادث الإعتداء على السفارة السعودية فى طهران بالرغم من أن قتل الشيخ النمر كان شىء متعمد من خلاله تم إثارة ليس فقط 400 مليون مسلم شيعى من إجمالى 1600 مليون مسلم على مستوى العالم بموجب إحصائية لمعهد ليوفورم ببريطانيا، بل وكل المثقفين والحقوقيين بالعالم، لأن الكل توسط فى العفو عن الشيخ النمر الأخير الذى طالب نظام آل سعود مرارا وتكرارا، بعدم التدخل فى شأن الداخلى للدول المحيطة وأن تصبح ثروات السعودية للشعب السعودى وليس للإنفاق على الخراب والحرب وليس هنا للموضوع أى شان بالطائفية لأن الرجل لم يهاجر من الأراضى السعودية – المشكلة انه فى الإعلام المصرى الذى افتخر أنه كان يوجد إثنان من القتلى مصريين لا نعلم على أى أساس قضائى وقانونى تم إعدامهم وهناك ايضا 2000 سجين مصرى بالسجون السعودية لا نعرف مصيرهم ولماذا لا نطالب بالإفراج عنهم إن لم يكونوا مدانين وهل بالفعل تعرضوا لقضاء نزيه أم قضاء يسير على سطر ويترك سطر؟!!!!

ما أردت أيضا أن أقوله أنه بإيران يوجد معارضين كثر للنظام من الطائفة السنية ومن إتحاد الطلاب، وعلى رأس المعارضين أيام الرئيس الأسبق أحمدى نجاد الشيخ الملا عبد الحميد والذى يعتبر الشخصية السنية الأقوى فى إيران، رئيس جامعة دار العلوم وإمام مسجد أنا صوفيا بمدينة زاهدان عاصمة إقليم سيستان وبلوشستان فى أقصى شرق إيران بطول الحدود مع باكستان والذى كان على خلاف دائم مع أحمدى نجاد، ولم يقم أحمدى نجاد بحبس اى شيخ كبير من شيوخ السنة كالشيخ عبد الحميد أو فاضل الحسينى أو الجامى أو قادر قادرى أو غيرهم – وهؤلاء مما سجلت معهم داخل فيلمى أهل سنة إيران – حتى الشباب المتهم بقتل ماموستا شيخ الإسلام عضو مجلس الخبراء فى كردستان إيران الذى يختار المرشد الأعلى من الطائفة السنية، لم ينفذ فيهم حكم الإعدام وهناك مطالبات كثيرة بالعفو الرئاسي عنهم لا لشىء إلا لكونهم شباب صغير تم عمل غسل مخ لهم من خلال مساجد للاسف مشبوهة لا تخضع لرقابة الأوقاف والحوزة السنية فى إيران.

وانا لا أبرر طبعا الإعتداء على مقار أى سفارة لدى الدولة المضيف، لأنه عمل يخالف القانون الدولى والدبلوماسي معا ولا يليق بدولة كإيران أبهرت العالم فى مفاوضات النووى وكسبت وكسرت عقبة 5+1 لإحترامها القانون الدولى وكونها عضو فى إتفاقية حظر إنتشار الأسلحة النووية منذ سبعينات القرن الماضى، وضربت مثلا فى الوفد المفاوض وخلفياته على مدى سنة 2014 وحتى منتصف 2015، وكان أولى بالجانب الإيرانى التعلم من الجانب الروسي ضبط النفس مقارنة مع حادث إسقاط الطائرة السوخوى 24 من قبل نظام ادروغان التركى، والذى جعله بوتين عبرة وشكل من أشكال الحثالة امام العالم بموجب تطبيق قواعد القانون الدولى.

إلا أن الإعلامى العربي وخصوصا الخليجى وبعض من الإعلام المصرى الفاشل بامتياز والمطبل لأن مواقفه تتناقض مع مواقف كل من روسيا والصين وايران وحتى مع الرئيس السيسي فى مصر فى سوريا، لأنهم شركاء فى تخريب سوريا وتهجير شعبها، يتحدث عن حوادث هجوم على سفارات فى ايران سابقا ومن ضمنها سنة 1980 على السفارة الأمريكية، التى حاولت استخدام سفارتها للتجسس على النظام الثورى الجديد أثناء الحرب من قبل نظام صدام على ايران، والتى كنا كعرب شركاء فيها كالنعاج، وفقا لخطة كسنجر لتخريب المنطقة على أساس مذهبي وطائفى، فيتم القضاء على الجيش العراقى ثالث أكبر جيوش العالم وقتها، والثورة الإيرانية التى أتت بعد نظام الشاه الموال لأمريكا وإسرائيل، والذى ظل الخليج موال لهم إلى الآن ويدعمهم بالمال والنفط ونجد مؤخرا رجل المخابرات السعودى الأمريكى “أنور عشقى – رئيس مركز جدة للدراسات الإستراتيجية” (ولا نسميها الدراسات المخابراتية) داخل الكيان الصهيونى إسرائيل عيانا بيانا ويدعى صنعه للسلام لصالح الفلسطينيين هناك وما أخزى وأقذر مثل هذه المبادرات، شيء بالفعل مقزز ويندى له الجبين – ولا نعلم هل يزور الكيان الصهيونى ليزوده بمعلومات عن العالم العربي ولا ماذا – يا ريت يخبرنا؟!!!!

ونجد رجل آخر اسمه خالد المطرفى مما يسمونهم خبراء إستراتيجيين و أيضا خاشفجى لا يزالوا يصفون ثورة 30 يونيو بـ (الإنقلاب) فى كل مداخلاتهم ومقالاتهم، وأيضا يريدون إجبار مصر على الصلح مع الإخوان والذين يرددون أنهم ضدهم فى إعلامهم، فى حين وجدنا ترحيب بالقرضاوى وبالمرتزق خالد مشعل فى منتصف السنة الماضية 2015، مواقف شديدة التناقض والضحك من كبراء ما يسموا مفكرين سعودين وصفوة، ونسوا ان السعودية هى أول الدول التى طلبت المخلوع مبارك للعيش لديها ليكون مع صديقه الفاسد بن على من تونس بعد تهديدات سوزان ثابت زوجة المخلوع لهم بأشرطة سجلت لهم اثناء وجودهم فى مصر صفوت الشريف – طبعا فاضحة للاسف – وهى التى لديها اموال مبارك هى والإمارات ولكننا ننسى لأن لدينا ذاكرة السمكة.

جدير بالذكر انه حدث إعتداء على السفارة الإيرانية من ما يسمى قوات تحالف بقيادة السعودية فى صنعاء أمس، وللأسف نجد المجتمع الدولى عاجز تجاه المجازر التى يقوم بها هذا التحالف فى اليمن من قتل ما يزيد عن 6000 مواطن يمنى وجرح ما يقرب من 20000، وايضا الإعتداء على مستشفى اطباء بلا حدود وقذف أعراس، لأن ما حدث من تدخل بالإضافة إلى إتلاف البنية التحتية، وعدم محاربة داعش والقاعدة، التى للأسف ما زال يتدفق منها إرهابيين بتمويل سعودى وتدريب أمريكى وصهيونى للعالم، ومنهم مصر وخصوصا غالبية ارهابيين سيناء قد تدربوا فى اليمن تحت إشراف سعودى أمريكى، ومن قاموا بهجمات شارل ابدو العام الماضى وهذا بشهادة المخابرات الجزائرية، وبالقرب من القاعدة الأمريكية الموجودة فى الربع الخالى، التى فضحتها قناة سى إن إن والبي بي سى ويا ريت الحرب فى اليمن ضد عدو ولكنها حرب عرقية مع فصيل اساسى ومكون أساسى للشعب اليمنى يشكلون ما لا يقل عن 35% من مكونات الشعب اليمنى.

جدير بالذكر أن قوات التحالف أنفقت ما لا يقل عن 300 مليار دولار على لا شىء إلى الآن ملموس وأوصلت كلا من السعودية والإمارات لحالة اقتصادية سيئة مع تخفيض السعودية أسعار النفط فى العالم نكاية فى روسيا وإيران، وخسائر بالجملة كان أولى بها الشباب العربي والمسلم فى هذه الدولة التى تعتقد نفسها راع الإسلام فى العالم وهى أكثر من شوهته بموجب مذهب التطرف الذى تتبناه المذهب الوهابي المهلهل المتشدد، ولا تدمر الخير إلا لنفسها بدليل هذه الكتاب الذى أصدرته وزارة الحج السعودى فى عام 2014 وفيه أحد الفصول الذى يتم فيه إزدراء وتكفير “الجيش المصرى” والكتاب تحت عنوان “فتاوى علماء البلد الحرام” كان يوزع على الحجاج فى هاتين السنتين، وأيضا حرمة تهنئة إخواننا من المسيحيين واليهود بأعياد لأنهم فى حكم هؤلاء كفار كفتوى ما يدعى “ياسر برهامى” الموال لهذه التيار الوهابي والذى منع أتباعه أحد شيوخ الأوقاف من صلاة الجمعة بالجماهير، ولم يتحرك ساكن لوزارة الأوقاف المصرية ولم يمنع ياسر برهامى من دروسه وخطابته المليئة بالمتفجرات الفكرية بينما يحبس “إسلام البحيرى” وذلك لأنه اعمل عقله.

ولماذا سنذهب بعيدا فتطال هذه الفتاوى الشاذة المجتمع السعودى نفسه إذا كانت المرأة السعودية تحرم من قيادة السيارة خوفا من ممارسة الرذيلة وفى نفس الوقت يتم إستجلاب سائقين أجانب لها وبهذا تكتمل الخلوة الشرعية مع أجنبي داخل السيارة، غير فتاوى جهاد النكاح واللواط من أجل الجهاد، تلك الفتاوى التى لا تخرج إلا من مرضى نفسسين أو مشوهين فكريا ليصبح نصفهم الأسفل فقط هو مصدر الفتوى وكذلك الفتوى المضحكة فتوى “عدم إختلاء الشيخ/الرجل بالشاب الجميل خوفا من أن يقع بالزنى معه خخخخخخخخخخخخخخخ” للشيخ السعودى عبد الله الداوود الذى دعى على صفحته بالتحرش جنسيا بالنساء العاملات السعوديات حتى لا يعملن – هل هؤلاء أمناء على العالم الإسلامى؟!!!!!!!!!!!!!

وفى النهاية أسأل سؤالين مهمين للغاية: أولا – هل مع حلول المبادرة الصينية العالمية “إحياء طريق الحرير” والتى إيران ومصر ضلعين مهمين فيها بشكل كبير، والتى ستضم 56 دولة تربط طريق تجارة الصين حيث ستصبح إيران مسئولة عن منطقة وسط آسيا إلى الخليج، ومصر عن شرق إفريقيا والشرق الأوسط، ويتوجب أن يكون هناك شراكة وتنسيق بين الجانبين لأن الصين ستضخ بإستثمارات كبيرة فى الدولتين لأنها تقدر موقعهما وتاريخهما وحضارتهما، كونها أكبر دولة إقتصادية فى العالم حاليا وستظل لفترة طويلة ودخول عملة الصين اليوان إلى بورصة العملات الدولية مع الدولار واليورو والإسترلينى هل هذا سيحتم علينا البقاء فى حالة تباعد مع الجانب الإيرانى ام يتوجب التقارب وان يكون للصين ربما دورا فى اصلاح الشروخ المصرية الإيرانية لأن هذا التحالف والتعاون سيزيد من قيمة مصر إقتصاديا واستراتيجيا؟!!!!

وما هو دور مصر فى المستقبل فى العالم العربي، هل سترجع الكبيرة بحكم الحضارة والتاريخ والقوة الفكرية والإستراتيجية، أم هل ستظل فى موقف رد الفعل بسبب حفنة اموال مع غض الطرف السعودى عن قوات عربية عربية والإتجاه لما يسمى تحالف إسلامى لا نعرف ما هو أصلا مثار لسخرية الجميع؟ وأيضا بعض الصراع على النفوذ الإيرانى السعودى وانفاق تريلليونات على هذا الصراع من الجانب السعودى – متى سنجلس سويا لحل مشاكلنا وايقاف النزاع ولو لسنة واحدة، والتفكير فى مشاكل الجيل القادم والتنمية والمياه والطاقة والبطالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى