مقالات مختارة

عالم يتشكل سوريا وروسيا حبيب سلمان

 

لعل اسبوعا واحدا كان كفيلا بكشف ثلاثمئة اسبوع من العدوان على سورية والمتورطين بهذا العدوان عربا وعجما فالضربات الروسية السورية جوا وبرا وبحرا كشفت الغرب عاريا امام السوريين اولا وشعوبه ثانيا بأنه يصون الارهاب ويرسم خطوط تمدده وانتشاره واستخدامه في تغيير الانظمة المقاومة وتفتيت الدول الرافضة للهيمنة والاستعمار قديمه وحديثه وخلال هذا الأسبوع تدمرت نحو اربعين بالمئة من البنية التحتية لدولة داعش الارهابية وفرّ آلاف الارهابيين في رحلة العودة من البوابات التي دخلوا منها سواء إلى الاردن أو تركيا او العراق .

دخول الروس مباشرة في الحرب التي تخوضها سورية جيشا وشعبا وقيادة على الارهاب خلق تحولات اقليمية ودولية وقبلها داخلية بأنّ الامور تغيرت إلى الامام وبلارجعة فبعد تدمير مخازن الاسلحة والوقود وأدوات الارهابيين وعرباتهم ودباباتهم شنّ الجيش العربي السوري عملية برية كاسحة لكسر خطوط الغرب المرسومة لتقسيم سورية وخلال ساعات استعاد الجيش العربي السوري نحو مئة كيلو متر مربع من المساحات التي تحصن فيها ارهابيو أردوغان والصهاينة من جيش الفتح وجبهة النصرة في ريف حماة الشمالي وتبددت أحلام الغرب وتهاوى من تبقى من الارهابيين قتلى ومصابين وتدحرجت رؤوس متزعميهم وفرّ من تبقى محاولا اللجوء إلى تركيا منصة اردوغان الارهابية ومأوى القتلة والمجرمين .

ومن خلال طلعات روسية واختراقات للاجواء التركية كانت الرسالة واضحة بأنّ أي ارهابي سيدخل من تركيا راجلا او بعربات سيكون مقتولا لامحالة وأنّ السماء السورية حرام كأرضها المقدسة ففهم الناتو والغرب الرسالة وجن جنونهم وانكشف عجزهم فتعالى صراخ الارهابيين ومشغليهم وتضاربت التصريحات الغربية الامريكية إلى حدّ التناقض وأحيا الرئيس بوتين يوم ميلاده الثالث والستين بدخول البحرية الروسية الحرب على الارهاب فدكت من بحر قزوين مواقع داعش في الرقة وحلب وادلب بستة وعشرين صاروخا مجنحا عالي الدقة قطعت مسافة 1500 كلم فوق إيران والعراق وقال وزير الدفاع الروسي تمّ القضاء على 19 نقطة قيادة و71 آلية مدرعة للإرهابيين في سورية وعلى مدى أسبوع نفذت القوات الجوية الفضائية الروسية 112 ضربة على الارهابيين، استهدفت بين ما استهدفته، مراكز قيادة ومعسكرات تدريب ومستودعات ذخيرة وغيرها .

بوتين قيّم عاليا العمليات مؤكدا أنها تتوقف بالمستقبل على التنسيق مع الجيش العربي السوري على الارض وقالت موسكو إنّ رفض واشنطن التعاون من دون شروط يكشف بحثها عن أي ذريعة حتى لاتحارب الارهاب ولكنّ التحالف العملي السوري الروسي سيمتد خلال الايام والأسابيع القادمة ليشمل الساحة العراقية بعد تقديم بغداد لطلب ألمحت إليه لاسيما وأنها جزء من هذا التحالف الرباعي مع ايران أيضا وتتحدث الانباء عن توجه سفن الصين للمشاركة في العمليات إلى جانب روسيا لاقتلاع داعش وباقي التنظيمات الارهابية التي استحضرت مع الغرب الاستعماري مشاهد التضليل والبهلوانات السياسية التي قاموا بها خلال الاشهر الأولى لعدوانهم على سورية من أجل شيطنة الاتحاد الروسي هذه المرة ولكنّ صور الاهداف ودقة العمليات جعلتهم يكذبون بعضهم البعض قبل أن تثبت سورية وروسيا كذبهم ونفاقهم .

وتبقى الايام القادمة حبلى بالمفاجآت السارة للسوريين وأصدقائهم الحقيقيين وأشقائهم المقربين وثقيلة كالمهل المغلي على أعداء سورية وأدواتهم ومرتزقتهم فالجيش العربي السوري قادم مسنودا بدفاعات جوية وفضائية هذه المرة ومعه الشعب السوري بكل فئاته ومكوناته فعالم سورية وروسيا يتشكل وقد اعترف اوباما بنهاية عالم القطبية الامريكية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى