مقالات مختارة

لماذا ذاب يعلون وشتاينيتس؟: تسفي برئيل

 

«خائنان» هما بوغي يعلون ويوفال شتاينيتس، جلسا في غرفة دار فيها النقاش عن الهجوم المحتمل على إيران في 2011. بلغة مسممة وصفهما باراك كـ «ذائبين» وليسا رجلين، وعلى وجوههما ظهر خوفهما من النتائج المحتملة لمهاجمة إيران. قبل الجلسة بوقت قصير وعدا نتنياهو بتأييد الخطة.

هاتان «الدُميتان» كان يجب أن تقولا نعم للجنرال. «إما أن بيبي لم يقم بالتحضير الكافي، وإما أنه لم يُقدر بشكل صحيح ماذا تعني الاجابة نعم». وبذلك يجلب باراك رئيس الحكومة ايضا. كان يمكن للهجوم أن يكون في جيبه لو لم يطعنوه من الظهر.

يتبين أن نتنياهو لم يُهييء شهوده بشكل كاف. فحسب شهادة باراك «غانتس يطرح الموضوع والصعوبات والتعقيدات والمشكلات ويشمل ذلك احتمال سقوط الضحايا، وهذه ليست امور نظيفة تماما. وأنت ترى كيف يذوب كل من بوغي وشتاينيتس».

ما الذي أثار باراك؟ هل يمكن أن تكون هذه هي المرة الاولى التي يسمع فيها شتاينيتس ويعلون وغيرهم عن تقدير الوضع والنتائج المدمرة للهجوم؟ قد يكون باراك غضب لأن نتنياهو لم يستطع الكذب كما توقع؟.

ولكن ماذا عن باراك نفسه؟ ألم يعرف ماذا أراد رئيس الاركان قوله للثمانية؟ ربما عرف وحاول اقناع رئيس الاركان بالتحدث بطريقة أكثر تعقيدا، من السهل هضمها، ولم ينجح؟ هذا ما يمكن معرفته إذا وافق غانتس على قول روايته.

يمكن التساؤل ايضا ما الذي أحدث التغيير في 2012، حيث تم تأجيل مناورة الهجوم التي خططت مسبقا مع الأمريكيين، هل كان الثمانية يوافقون على الهجوم، والخوف من الرد الأمريكي فقط هو الذي منع ذلك؟ ألم يتم أخذ هذا في الحسبان في 2011؟ هل زادت قوة شتاينيتس ويعلون بعد الذوبان الذي مرا فيه؟ هل التوقعات السيئة التي طرحها رئيس الاركان لم تعد تخيفهما، ورد واشنطن فقط هو الذي منع الهجوم؟.

هذه فقط المقدمة لعدد من الاسئلة التي على الجمهور الاسرائيلي أن يسألها. لأن المقلق حتى الجنون هو ما الذي قاله رئيس الاركان وجعل الوزيرين يتوجها لرئيس الدولة وغيره للتحذير من مهاجمة إيران؟ كان تقدير باراك في حينه هو أن مهاجمة إيران ستتسبب بموت 500 شخص فقط. «ثمن معقول». هل هذا هو الذي أخاف غانتس المعتاد على المعارك، والذي يعرف أن تاريخ حروب اسرائيل كان فيه ضحايا أكثر؟.

ما عدد الصواريخ الإيرانية التي كانت ستطلق على اسرائيل؟ كم صاروخ من بين 170 ألف صاروخ موجهة لاسرائيل، حسب اقوال رئيس الاستخبارات، كان سيسقط في المراكز السكانية؟ هل كانت المستشفيات ستنجح في استيعاب آلاف أو عشرات آلاف المصابين؟ هل كنا سنتعرض لهجوم كيميائي؟ لا أحد تقريبا يتحدث عن ذلك.

تخطيط الهجوم كان سريا، لكن الثمن الذي كان على الجمهور الاسرائيلي دفعه ليس فقط أنه سريا، بل كان يجب على الحكومة الاعلان عنه وعن ضحاياه المحتملين. لكن العادة السيئة التي تجذرت هنا هي أن رؤساء الحكومة والضباط رفيعي المستوى في الجيش ومتخذي القرارات ينشرون المعلومات بعد انهاء وظائفهم، من اجل تصفية الحساب أو ترتيب وضعهم السياسي. وحسب هذه العادة مسموح المبالغة بالتهديدات التي تواجه اسرائيل، لكن محظور اشراك الجمهور بالنتائج المتوقعة. من حق الجمهور معرفة سعر «الكوتج»، لكن ليس من حقه التدخل في ما من شأنه التسبب بموته.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى