مقالات مختارة

شروط جديدة للتفاوض على إطلاق العسكريين رامح حمية

 

يبدو أن الرحلات الفردية لأهالي العسكريين الذين تحتجزهم «جبهة النصرة ــــ فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام» لم تعد تكفي للضغط، فجرى الانتقال الى تنظيم رحلات جماعية. قياديون في «النصرة» تواصلوا مع مصطفى الحجيري (أبو طاقية) الخميس الماضي، طالبين إليه إحضار الأهالي يوم العيد الجمعة. غير أن الأخير طلب إرجاء الزيارة الى السبت لإعطائه الوقت اللازم للتنسيق. صبيحة العيد، يوم الجمعة، تواصل «أبو طاقية» مع الأهالي لإبلاغهم بشروط الزيارة التي «تكرّم» بها أمير «النصرة» أبو مالك التلي لمناسبة العيد، وأبرزها أن «رجال الشيعة ممنوعون من الزيارة»، طالباً منهم إحضار بعض الحاجيات والمبالغ المالية التي قد يحتاج إليها أبناؤهم.

استعدّ الأهالي سريعاً للزيارة المقررة صباح السبت. ثلاث حافلات (باصان وفان) نقلت نحو ستين شخصاً من أطفال ونساء ورجال استقبلهم «أبو طاقية» في عرسال، وعبر معهم حواجز الجيش، في اتجاه وادي حميد. برنامج الرحلة المنسّقة بين «النصرة» و«أبو طاقية» تخلّلته جولة لنحو ساعتين في مخيمات النازحين المنتشرة بين وادي حميد ومدينة الملاهي وبداية منطقة العجرم، حرص خلالها الحجيري على نقل معاناة النازحين السوريين، وهو ما برز في تصريحات الأهالي بعد عودتهم، ووصل الأمر بالبعض إلى المقارنة بين وضع النازحين وحال أولادهم المختطفين.

بعد انتهاء الجولة المكوكية بين المخيمات عند أطراف جرود عرسال، نُقل الأهالي إلى خيمة كبيرة حيث كان اللقاء جماعياً مع المخطوفين الذين لم يُسمح لأي منهم بالانفراد بذويه. وفيما رفض الأهالي الإفصاح عن مكان الخيمة، علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن «الأهالي نُقلوا برفقة أبو طاقية إلى مغارة ضخمة معروفة من قبل أبناء بلدة عرسال (كان يلجأ إليها مربو الماشية العراسلة بإدخال آلاف رؤوس الماشية إليها هرباً من الأمطار والسيول، وقد وسّعتها الجبهة الشعبية الفلسطينية بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982)، علماً بأنها «إحدى النقاط الأساسية» لمسلحي «النصرة»، وهي تقع في تلة الحصن في الجهة الشمالية الشرقية لوادي الخيل الممتد من سرج العجرم حتى وادي الحقبان (بطول يتراوح بين 8 و10 كيلومترات). وعلى الرغم من أن باب المغارة من الجهة الغربية المواجهة للأراضي اللبنانية، إلا أنه لا يمكن رصدها من قبل مواقع الجيش بسبب وجود عدد من التلال بينهما. وأوضحت المصادر أن الأهالي «حصلوا على أرقام بغية تنظيم دخولهم إلى المغارة»، ومن ثم إلى الخيمة الكبيرة (بطول 50 متراً) التي نصبت داخلها، وعلقت فيها أعلام لجبهة النصرة بالإضافة إلى شاشة عرض (بروجكتور)». بعد موجة البكاء والعناق الطويل، سلم الأهالي، تحت حراسة مشددة، الأغراض والأموال الى أبنائهم. اللقاء دام نحو ساعتين، اقتطع منهما «أمير الجرود» نحو ثلث ساعة ليحاضر في الأهالي والتأكيد لهم أن «المفاوضات مقطوعة مع الدولة اللبنانية»، كاشفاً عن محاولة منذ شهرين تقريباً لإطلاق كل من المخطوفين بيار جعجع وجورج خزاقة «مقابل الإفراج عن 5 أو 6 أخوات في السجون اللبنانية»، إلا أن «الملف توقف» رغم محاولة الدولة اللبنانية التواصل «على أساس الموضوع نفسه». وقال التلي إن مطلب الإفراج عن «الأخوات المسلمات في السجون اللبنانية لكونهن مسلمات، وذنبهن أنهن مسلمات فقط، ولم يفخخن ولم يفجرن، وحتى جمانة حميد هي إنسانة غرّر بها وضُحك عليها وأدخلت سيارة وأوقفت ولا علم لها بأنها تحوي متفجرات». وكشف التلي عن شروطه التفاوضية الجديدة: «إذا أخرجوا أخواتنا القابعات في السجون، سمر وليلى وعلا وسجى، تكون خطوة أولى للخروج والتفاوض. إذا خرج الأهالي وجاؤوا غداً بخمس أخوات فسأعطيهم ثلاثة شبان من العسكريين». وأكد أن «المرحلة الماضية تغيّرت والملف بات قسمين: الأول خروج الأخوات المسلمات من سجون الظالمين، والثاني عودة الأهالي (النازحين السوريين) إلى بيوتهم»، شارحاً أن المرحلة الثانية سيبقى فيها العسكريون في الجرود «إلى أن يعود النازحون السوريون إلى بيوتهم أو حتى تُفتح لهم قريتان فقط»، من قرى القلمون التي يُسيطر عليها حزب الله.

(الأخبار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى