مقالات مختارة

عن أسرى إسرائيل: ايتان هابر

 

قليل من الإسرائيليين يتذكرون اسم إسرائيل آرليخمان. كان من سلاح المدرعات وشارك زميله في المصير، هو ايضا من المدرعات، موشيه تكاش، في معركة الكرامة في الاردن. منذ تلك العملية في 1968 التي كان ثمنها حياة الكثير من الجنود الإسرائيليين، مرت 47 سنة. آرليخمان وتكاش اعتبرا مخطوفين منذ تلك المعركة وحتى اليوم لم يتم العثور على جثثهما.

لم توفر عائلاتهم أي جهد، وخلال عشرات السنين سألوا جهاز الامن عن اولادهم. وعندما تم التوقيع على السلام مع الاردن بذل الاردنيون جهدا كبيرا في البحث عنهما، لكن دون نتيجة. بعد حرب يوم الغفران خصص المصريون ضباط وجنود لمساعدة الوفد الإسرائيلي الذي خرج باحثا عن مقاتلين مفقودين في سيناء ومصر.

قصة البحث عن آرليخمان وتكاش وأسرى آخرين في حرب الغفران في سيناء، تضع خط الحدود الذي تعتمده دولة إسرائيل في اولوياتها: الواجب الاول للدولة هو تجاه رجال الامن. هم الابناء المفضلون في المفاوضات مع الاعداء، وثمن حريتهم يكون دائما قاهظا. جلعاد شليط مثلا، حيزي شاي ويوسكا غروف وآخرين. الدولة لا تميل إلى الاهتمام بظروف وقوعهم في الأسر، أو أن سلوكهم قد ألحق الضرر بروح الجيش الإسرائيلي. قبل كل شيء العودة إلى البيت. وبعد ذلك تتم محاسبتهم، هذا إذا تمت محاسبتهم.

كان مناحيم بيغن كرئيس للحكومة، قد دفع ثمنا باهظا عندما أطلق سراح قتلة من السجن مقابل جندي متقاعد سافر مع اصدقاءه لقطف الثمار وراء الحدود. في هذا التصنيف يوجد ايضا مقاتلو الموساد الذي القي القبض عليهم اثناء القيام بعملهم. باروخ مزراحي مثلا، من كبار الوكلاء الذين كانوا لإسرائيل وأُسر سنوات في مصر.

التصنيف الثاني للأسرى والمفقودين هو اولئك الذين يعرفون أسرار دولة. على فرض أنه كلما مر الوقت كلما زاد احتمال كشفهم عن هذه الاسرار. في الاجهزة الامنية يتم دائما اجراء تحقيق حول المعلومات المفترضة التي لدى المفقودين. إذا كان الحديث عن شخص يعرف سر مهم جدا، بناء على وظيفته العسكرية، فانه يتم بذل كافة الجهود لاطلاق سراحه على فرض أن كشف السر من قبل محققيه قد يتسبب بكارثة لحياة الكثيرين. انظروا مثلا حادثة الحنان تننباوم.

التصنيف الثالث هو الذي ينتمي اليه ابرا منغستو: مواطنون اجتازوا الحدود بارادتهم إلى دولة عربية، أو أنهم غير عاقلين ويبحثون عن سعادتهم عند حماس أو المصريين أو السوريين. في فترة ما قبل حرب الايام الستة كان هناك الكثيرين مثل هؤلاء. وكانت الحدود سهلة نسبيا، وكل من ضاق ذرعا من الدولة ذهب إلى هناك. كانت هناك فترات احتجز فيها المصريون والسوريون عشرات الإسرائيليين الذين وصلوا اليهم، وتم احتجازهم لسنوات طويلة في السجون. مرة كل بضع سنوات كانت تحدث صفقة لتبادل الاسرى، وفي اغلبية الحالات أعاد السوريون مثلا اشخاصا نقلوا مباشرة من الحدود إلى اماكن علاج مناسبة.

حسب علمي، فان دولة إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تبذل جهدا ومصادر كبيرة للبحث عن المفقودين، واحيانا بعد اختفائهم بعشرات السنين.

هناك دول لها آلاف أو عشرات الآلاف من المخطوفين لكنها لا ترفع إصبع من اجل البحث عنهم. الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل ليسوا كذلك، بل العكس.

لذلك طالما بقي هناك مفقودين فان إسرائيل ستستمر في جهدها. من هذه الناحية على الاقل فنحن بلاد رائعة.

يديعوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى