مقالات مختارة

تحدي السايبر: طل فابل

 

يستدعي المجال الالكتروني تحديات شديدة القوة في مجالات مختلفة ومتنوعة الكثير منها في مراحل التكون والتنمية. نحن، كمواطنين، منظمات، شركات ودول، لسنا واعين بعد لكامل حجم ومعنى ذلك في مواضيع مثل القضاء، الخصوصية، حرمة الفرد، السياسة، الدفاع عن النفس، الهوية، التحذير وغيرها.

ومؤخرا بشرنا بتسريب نحو 4 مليون بطاقة لموظفين في الولايات المتحدة، في الماضي وفي الحاضر، تسريب تفاصيل 1.25 مليون حاصل على تقاعد في اليابان، وكذا 1.1 مليون بطاقة لمؤمنين في شركة تأمين طبية في الولايات المتحدة. وكل اسبوع تقع احداث في ارجاء العالم ترتبط باقتحام مخزونات المعلومات وتسريب ملايين البطاقات للمواطنين، الزبائن ومحافل الحكم؛ وتشويش وتعطيل منظومات مادية مختلفة من خلال اقتحام منظومات الحاسوب التي تتحكم بها والمس بالنشاط الانترنتي. وذلك إلى جانب التقارير عن برامج التجسس المختلفة التي زعم بان هدفها جمع المعلومات عن محادثات النووي التي يجريها الغرب مع إيران وبالمقابل ادعاءات بان إيران استخدمت من جانبها برنامج تجسس الكتروني لجمع المعلومات عن اهداف مختلفة.

يدور الحديث عن مخاطر واضحة وفورية تقف أمامها الدولة الحديث التي تعتمد على التكنولوجيا المتطورة لغرض سلوكها الجاري. هذه التحديات، التي سيعنى بها مؤتمر السايبر الدولي الخامس لمركز بحوث السايبر على اسم بلفاتنيك في جامعة تل أبيب بالتعاون مع قيادة السايبر الوطنية، والذي سينعقد الاسبوع القادم، تواجه كل دولة وكل وسط، بما في ذلك العسكري في إسرائيل.

ولغرض هذه المواجهة بُشرنا بنية رئيس الاركان ان يقيم في السنتين القريبتين جسم جديد يوحد معظم اعمال الدفاع والهجوم في الجيش الإسرائيلي في ذراع سايبر جديد.

اذا حصرنا رؤيتنا لنشاط الدفاع الالكتروني على المنظومات المختلفة للجيش الحديث، سيتبين لنا ان هذا عمل مركب. أولا، المجال الالكتروني يفتقد للحدود الجغرافية. ثانيا، فان تميز هذا الذراع في أنه يتجاوز المجالات والاسلحة بشكل يحتمل الا نكون شهدناه من قبل؛ الدفاع الالكتروني عن منظومات الجيش يتضمن الدفاع عن منظمات الاتصال، التحكم والرقابة ومنظومات السلاح المتطورة.

كل هذه تضع تحديات شديدة القوة على تشكيل ذراع السايبر هذا، مثلما في كل محاولة لتحقيق دفاع شامل ومتعدد المنظومات في وجه تهديدات السايبر في الدولة الحديثة. ويجسد هذا النشاط مرة اخرى كون المجال الالكتروني ليس فقط بعدا يحتل مساحة متعاظمة في حياتنا تكنولوجيا وحوسبة، بل وايضا كونه أداة اخرى في الترسانة القائمة لدى الافراد، منظمات الجريمة والإرهاب بل والدول. وبالتالي، فان هناك حاجة للاستعداد ايضا على المستوى العسكري لمواجهة جملة تهديدات من لاعبين متنوعين، لا تجد تعبيرها دوما في العالم المادي بالشكل الذي يضطر لان يواجهه الجيش الحديث.

ان نجاح الجيش الإسرائيلي في اقامة ذراع السايبر هذا والمواجهة الجارية لجملة التحديات التي يقف امامها الجيش الحديث والتكنولوجي ستشكل مثالا ملموسا لمدى نجاح الدولة المتطورة في العصر التكنولوجي في المواجهة بشكل واسع النطاق، جار ومنظوماتي لتحديات وتهديدات المجال الالكتروني.

٭ خبير في تهديدات الانترنت والسايبر

معاريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى