مقالات مختارة

المفتاح التركي: ايلي أفيدار

 

الحرب الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، التي بدأت في العام الماضي بنوع من الزخم، تراوح مكانها. في الغرب تُسمع اصوات أولية تشكك بفرص نجاحها، إلى جانب من يتحدثون عن تعميق الالتزام الأمريكي في العراق. هناك ايضا أحاديث أولية حول «احتواء» التهديد الجهادي. كيف وصلنا إلى هذا الوضع السيء؟.

لم تحظ حملة احتلالات داعش باهتمام كبير في الغرب إلى أن تم قطع رؤوس الصحافيين الأمريكيين وحملة تطهير الأقليات العرقية في العراق، سوريا وليبيا. الصدمة التي أصابت الرأي العام في الغرب حركت أخيرا البيت الابيض لكي يعمل.

في ايلول 2014 أوضح الرئيس اوباما استراتيجيته في الحرب الجديدة: قصف جوي، اضافة إلى المساعدة الكبيرة بالمستشارين والسلاح للقوى التي تقاتل ضد التنظيم. كان الهدف الاول وقف تمدد الجهاديين، وبعد ذلك كان يفترض القيام بالهجوم وتحرير المناطق التي احتُلت. منذ التصريح الاول لاوباما سجلت نجاحات متواضعة، مثل انقاذ المنطقة السورية كوباني، وتحرير مدينة تكريت في شمال بغداد وانقاذ اللاجئين اليزيديين في جبل سنجار. لكن الاتجاه العام لم يتغير.

ليس فقط أن داعش لم يضعف، بل وسجل في الآونة الاخيرة عدة انجازات منها الانتصار على القوات العراقية المدعومة من سلاح الجو الأمريكي في الرمادي. وفي أعقاب ذلك قال الجنرال المتقاعد، ديفيد برونو، إن الاستراتيجية الأمريكية هي احتواء تنظيم الدولة الإسلامية وليس الانتصار عليه.

أما الاصوات الاخرى فقد طلبت زيادة الضغط من الجو. خلال زيارة له في اسرائيل، كشف قائد الاركان الأمريكي دمبسي، أن بلاده تدرس امكانية زيادة القوات في المنطقة.

لكن مفتاح الحل أمام داعش ليس في كمية الطلعات الجوية والقصف، بل في الدول التي تمر الاموال والمتطوعين عبرها لصالح هذا التنظيم الدموي. اقتصاد داعش يعتمد على بيع النفط وصواريخ «ذهب» التي يتم تهريبها عن طريق تركيا، مقابل الاموال والدعم اللوجستي. ايضا قوافل المتطوعين من القفقاس، افغانستان والجاليات الإسلامية في الغرب، جميعها تصل عن طريق تركيا.

تُسمع في الولايات المتحدة في الاشهر الاخيرة انتقادات حول حدود تركيا المفتوحة مع تنظيم الدولة الإسلامية. وزير الخارجية التركي قال ردا على ادعاء أن دولته غير قادرة على السيطرة على الحدود الطويلة مع سوريا والعراق، «تماما مثلما أن الولايات المتحدة غير قادرة على اغلاق حدودها مع المكسيك».

هذا الادعاء يبدو فارغا من المضمون استنادا إلى الجهود الناجحة التي يبذلها الاتراك لوقف متطوعين أتراك عن الانضمام إلى الحرب ضد داعش. يبدو أن التخوف التركي من زيادة قوة الاقلية الكردية أهم بكثير من الطاقة الكامنة لمحاربة داعش.

في خطاب الحرب الذي ألقاه اوباما قال إن الولايات المتحدة لا يمكنها محاربة تنظيم الدولة الإسلامية بدلا من العراقيين. وهو على حق، لكنه يخفي، عن قصد، شيئا مهما: الصراع ضد الدول التي تشكل جبهة داخلية استراتيجية للمجموعات الإرهابية والجهادية في الشرق الاوسط، ولا تدفع الثمن عن ذلك.

تماما مثلما أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للعمل بجدية وتصميم ضد بنك الإرهاب القطري، وهي تمتنع دائما عن الضغط على حلفائها في أنقرة. إن الضعف النسبي لاردوغان بعد الضربة التي تلقاها في الانتخابات، يوفر الفرصة لتغيير الحسابات الاستراتيجية لتركيا. واذا قمنا بمحاكاة الماضي فانه لا يجب الاعتماد على الأمريكيين في ذلك.

معاريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى