مقالات مختارة

السويداء تسلّحت والاسد عزّزها بكتيبة مدرّعات كمال ذبيان

 

كثر في الاسابيع الاخيرة التداول في اوضاع محافظة السويداء ذات الاغلبية السكانية من ابناء طائفة الموحدين الدروز، بانها مهددة بالسقوط العسكري من قبل «جبهة النصرة» وجماعات ارهابية مسلحة، وعن هجوم يعد لها، تديره غرفة عمليات عسكرية في الاردن (موك) يتولاها ضباط اميركيون وغربيون ومن دول خليجية مع الانتهاء من تدريب الاف المقاتلين الذين يتحضرون لعملية عسكرية من درعا باتجاه السويداء تكون المقدمة او المدخل للوصول الى دمشق، بعد ان تسقط الجبهة الجنوبية بيد المعارضة المسلحة.

هذه الاجواء الميدانية يعترف بوجودها النظام السوري والمعارضون له، وفق ما تقول مصادر سياسية لبنانية متابعة للوضع في سوريا وتحديدا في «جبل العرب» الذي يعيش اهله قلقا وحذرا من الاوضاع التي تجري في جوارهم من اعمال حربية وقتالية، وما حدث في تدمر عبر السيطرة السريعة عليها من قبل تنظيم «داعش»، اضافة الى ما يتردد عن التحضير لمعركة الجنوب السوري.

والقلق الذي يسود سكان السويداء والبلدات الاخرى، لا يعني الخوف او انخفاض المعنويات، لا سيما مع حملات التضليل والتشويش التي تقوم بها وسائل اعلام وقوى سياسية وحزبية معارضة للنظام، اضافة الى ان شخصية سياسية لبنانية حليفة للنظام السوري، تحدثت عن ان الدولة السورية لا تقوم بواجبها في حماية ابناء الجبل، وهو ما ترك تساؤلات حول صحة كلامه، وما اذا كان الوضع العسكري يتجه نحو الانهيار.

وهذا ما تنفيه مصادر حزبية على صلة وثيقة بالقيادة السورية، وتستند في معلوماتها الى جولة ميدانية على عدد من بلدات في محافظة السويداء، حيث كشفت هذه المصادر نقلا عن زوار قيادات حزبية لجبل العرب وعاد هؤلاء بانطباعات ايجابية جدا، اذ تكشف المصادر عن ان الوضع ممتاز عسكريا ومحصن بالاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وان الجيش السوري ينتشر في كل ارجاء المحافظة، ولديه نقاط ومواقع عسكرية، وهو اعاد تموضعه في نقاط استراتيجية بعكس ما يروج من انه انسحب من السويداء وترك المواطنين لمصيرهم.

فالتضليل هو الذي يتقدم على الحقيقة تقول المصادر التي تؤكد ان الرئيس السوري بشار الاسد، مهتم شخصيا بالوضع في السويداء، وهي جبهة متقدمة مع العدو الاسرائيلي، كما انها تتاخم الاردن الذي منه تتوافد حشود المسلحين، كما تقول المصادر التي تكشف انه ارسل كتيبة مدرعة الى المحافظة مزودة بكل انواع الاسلحة، وعلى عكس ما تردد من شائعات عن ان الجيش السوري سحب السلاح الثقيل، وهذا تزييف للوقائع على الارض، اذ جرى تعزيز السويداء والبلدات المجاورة لها، بالاسلحة النوعية، وهو ما ترك المواطنين يتدفقون للانتظام في مجموعات مقاتلة تحت اسم «درع الوطن»، وان الضابط المتقاعد العميد نايف العاقل، يتولي تنظيم المجموعات التي تعد بعشرات الآلاف، للدفاع عن محافظة السويداء الى جانب الجيش السوري.

وتم تسليح مجموعات «درع الوطن»، تضيف المصادر، بكل انواع الاسلحة التي يفرضها الدفاع عن المحافظة التي تعيش اوضاعا طبيعية، وهو ما لمسه زوارها الذين جالوا فيها والتقوا العميد العاقل وفعاليات المنطقة، ومشايخ العقل، الذين اجمعوا على ان الوضع الميداني ممتاز، ولا خوف على السويداء التي لن تسمح ان تستباح ولن يتكرر ما حصل في ادلب وجسر الشغور وتدمر فيها، ولن يمر منها كل من يفكر انه سيصل عبرها الى دمشق، لأن التعزيزات العسكرية قوية، وان مطار خلخلة تحت سيطرة الجيش، والطائرات فيه تقوم بطلعاتها الجوية.

وما حصل في الحقف قبل اسابيع، تقول المصادر، ليس هجوما من «جبهة النصرة» بل قام به مسلحون من البدو، سبق لهم ان قاموا باعتداءات سابقة على بعض البلدات منذ اندلاع الاحداث في سوريا، وهو ما جرى في بلدة داما قبل اكثر من عام، وان هناك توتراً مزمناً بين بلدات شرق السويداء والمحاذية لمناطق في محافظة درعا، لأسباب تتعلق باراض عليها خلاف تجري محاولات من البدو للاستيلاء عليها في ظل انفلات الوضع الامني، فتقع المواجهات.

الوضع في السويداء ممتاز كما ينقل زوار ميدانيون عادوا بتفاؤل عكسه المواطنون وقد انتظموا في مجموعات «درع الوطن» معززين باسلحة لخوض معركة رابحة، اذا قرر المسلحون خوضها.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى