مقالات مختارة

قهوجي يُزكّي ضباطاً للقيادة.. بينهم روكز!: ملاك عقيل

من جرد القلمون «اللبناني» سيسلك التمديد الثاني في قيادة الجيش طريقه الى التنفيذ. هذه ليست انطباعات بقدر ما يقول مطلقو هذه المعادلة انها حقيقة يحاول الجميع تجنّب إعلانها صراحة!

وفي موازاة طبول الانتفاضة التي تقرع في الرابية، ثمّة مسار يشير اليه العارفون تحكمه قراءة هادئة ستفضي بالنهاية الى جعل العماد ميشال عون، وبعد ان رفع السقف كثيرا بشأن الاحتمالات الممكنة في مواجهة التمديد، ان يفتّش عن مخارج تبقيه لاعبا مؤثرا في إدارة التوازنات وليس متّهما بتفجير ستاتيكو رسمته التوافقات الاقليمية مذ ابصرت حكومة تمام سلام النور.

في الاسابيع الماضية، وبموازاة مضيّ الفريق العوني بالتلويح بخيارات قد تقلب المعادلات ردّا على توقيع وزير الدفاع قرارا إداريا يتيح تأجيل تسريح العماد جان قهوجي للمرة الثانية، برز معطى حسّاس عكسه على التوالي عون في إطلالته في 28 نيسان الماضي من منبر «التكتل» بعد صمت طويل، وثم خلال زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الى الضنية يوم الاحد. الاول اشار الى احتمال الطعن بكل تواقيع قائد الجيش لان تعيينه غير شرعي. والثاني إعادة تأكيده بأن لن يكون هناك جيش من دون قيادة شرعية.

الرسالة الموازية في كلام باسيل الاشارة علنا من جانب الرابية، للمرّة الاولى، بأن القبول بـ «التكامل» (على مستوى فريق سياسي او شخص) بين رئاسة الحكومة وقيادة قوى الامن الداخلي لدى السنّة، وبين رئاسة مجلس النواب ومديرية الامن العام لدى الشيعة، يجب ان لا يُحجَب لدى الموارنة (لدى الفريق المسيحي الذي يتمتع بالصفة التمثيلية الاوسع)، في إشارة واضحة الى ان احتمال تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش لا يلغي حق عون نفسه بالرئاسة.

في هذا السياق، ثمّة من بدأ يطلق في الرابية تلميحات جدّية بأن الردّ لن يكون فقط على مستوى الحكومة، وبأن الكرة ستوضع في ملعب قهوجي نفسه لناحية إعداد «جردة حساب» قد «يفجّرها» عون في اللحظة الاخيرة!

على الضفة الاخرى، تبدو الامور أهدأ بكثير. كان لافتا للانتباه أن من التقى قائد الجيش مؤخّرا لاحظ أنه لم يغادر هدوءه وأنه يصر على تثبيت معادلة رفض المس بها منذ اللحظة الأولى لتحمل المسؤولية، ألا وهي معادلة ابعاد الجيش عن التجاذبات السياسية ومنع السياسة من الدخول الى المؤسسة العسكرية، وأنه اذا في يوم من الأيام سيغادر المؤسسة مرتاح البال لأنه تمكن من تثبيت هذه المعادلة في أصعب مرحلة واجهها الجيش اللبناني بعد الطائف.

ونقل زوار قهوجي عنه أنه لم ولن يفاتح أحدا بالرئاسة ولا بالتمديد، بل سيستمر بالقيام بواجباته الوطنية من زاوية حرصه على حماية بلده وشعبه لا من زاوية التعلق بمنصب أو الطموح لمنصب آخر، ويردد أنه في مواجهة وضع سياسي وأمني مفصلي وحسّاس لبنانيا واقليميا، علينا أن نضع الاعتبارات الفئوية جانبا وأن نغلب الاعتبارات الوطنية على ما عداها.

غالبا ما سئل العماد قهوجي، وفق العارفين، عن الاسماء التي يراها مناسبة لتولي قيادة الجيش بعده. من دون تردّد، كان قهوجي يذكر أسماء بضعة ضباط موارنة من أصحاب الكفاءة والخبرة الميدانية الذين لا غبار عليهم، بينهم قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز الذي تلقى نصائح من العماد قهوجي بعد معركة عبرا طلب منه فيها توخي الحذر وتعزيز إجراءات حمايته.

لكن الدائرة الضيقة المحيطة بقهوجي تنقل استياء عارما من التداول المكشوف بموضوع قيادة الجيش من دون ضوابط، بما يعرّض المؤسسة لسياسة الابتزاز وشدّ الحبال وإرسال رسالة خاطئة للخارج في أصعب مرحلة يواجهها الجيش منذ اتفاق الطائف.

يتصرّف قهوجي على أنه قائد جيش حتى 23 ايلول، واي تغيير على مستوى التمديد او التعيين سيلتزم بموجباته. يضيف المتحمسون أن تعيين اي قائد جيش جديد، مهما كان اسمه، سيفرض حدوث مرحلة انتقالية قد تطول يتعرّف من خلالها، الضابط المعيّن في مجلس الوزراء، على تفاصيل الميدان، خصوصا في ما يتعلّق بملف الارهاب والتحكّم بالعسكر والادارة، العنصران الاساسيان في المؤسسة العسكرية، وهو ترف سياسي غير متاح، برأيهم، في ظل وجود لبنان في عين عاصفة الارهاب.

وعليه، يجزم هؤلاء ان التعيينات قدر لا مفرّ منه، وستشمل في هذه الحال أيضا رئيس الاركان اللواء وليد سلمان. أما داخل المؤسسة فثمّة ضباط كبار سيحالون تباعا الى التقاعد هذا العام بينهم نائب مدير المخابرات العميد عبد الكريم يونس ورئيس فرع مخابرات الجنوب العميد علي شحرور وكلاهما في الاول من تموز. وسيصار الى إصدار تشكيلات يتمّ بموجبها ملء الشواغر بعد ان وصل اقتراح رفع سن التقاعد للضباط واقتراح تأجيل تسريح عدد محدود من الضباط الى الحائط المسدود.

وقد صدرت مذكرة خدمة مؤخرا ضمن المؤسسة طلب فيها من الضباط العمداء، حفاظا على حقوقهم، الاستفادة من إجازاتهم المتبقية لهم مع قرب إحالتهم الى التقاعد. وهذا يعني ان عددا من الضباط، بينهم قادة ألوية وأفواج، بإمكانهم من الآن المكوث في منازلهم قبل ان يحين أوان التقاعد.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى