مقالات مختارة

حزب الله مُرتاح لمسار معركة القلمون : أكثر من مُمتازة النتائج تجاوزت التوقعات بأضعاف.. والمواجهة مُستمرة: محمد بلوط

 

بعد 48 ساعة من معركة جرود القلمون في عسال الورد تبخرت حملة التهويل التي قادتها فضائيات عربية معروفة بدعمها للمجموعات الارهابية المسلحة، وحلّت محلها خيبة أمل ومرارة لم تبددهما مواقف بعض الاطراف والاشخاص الذين تبرعوا في لبنان لرفع معنويات الارهابيين المنهارة.

فما حصل في الايام القليلة الماضية في جرود عسال الورد والجبّة شكل ضربة قوية لهذه المجموعات، وفاجأ المراقبين بكل معنى الكلمة، لا بل ان النتائج على الارض جاءت اكثر من التوقعات لصالح الجيش العربي السوري وحزب الله.

ووفقاً للوقائع التي سجلت يمكن القول ان «جبهة النصرة» وأعوانها وملحقاتها منيت بهزيمة سريعة لم تكن تحسب حسابها، الامر الذي جعل عناصرها يفرّون من مواقعهم ومن النقاط الاستراتيجية في هذه الجرود بشكل عشوائي وغير منظم، بدليل ان بعض المواقع التي انسحبوا منها بقيت فيها كميات من الاسلحة والذخائر والعتاد.

وتقول المعلومات ان المعركة اتسمت بعنصر المباغتة من حيث سرعة حركة الهجوم التي نفذها المقاومون بالتعاون مع الجيش السوري على هذه المواقع المحصّنة في العديد من التلال والمرتفعات.

ومما لا شك فيه ان ما جرى حتى الآن أكان في عسال الورد او في الجبّة يشكل بداية جيدة للغاية في استكمال معركة جرود القلمون، وبالتالي يساهم في توجيه المزيد من الضربات الحاسمة للارهابيين في هذه المنطقة الوعرة، ويضيّق الخناق على الفارين باتجاه جرود عرسال.

ويبدي مصدر مطلع في حزب الله ارتياحاً لسير المعركة حتى الآن، واصفاً ما جرى بانه «اكثر من ممتاز» على كل الصعد، نظراً للنتائج السريعة والمهمة التي تحققت في مناطق جردية استراتيجية ليس على مستوى انحسار وجود المسلحين الارهابيين فحسب بل ايضاً على مستوى الهزيمة العسكرية والمعنوية التي لحقت بهم.

ويقول المصدر ان ما كنا نرصده من وقت لما انجز على يد الجيش السوري والمقاومين في الميدان كان بين عشرة ايام واسبوعين على الاقل، بينما لم يستغرق هذا الانجاز اكثر من ثلاثة ايام. وهذا يعني ان الامور سارت وتسير بشكل ممتاز، الأمر الذي يعزز الثقة بما نقوم به لمواجهة الارهاب والارهابيين.

ومما لا شك فيه ايضاً، حسب المصدر، ان النجاح في السيطرة على هذه المساحة الكبيرة في الجرود، والتمكن من تطهير مواقع ونقاط استراتيجية في فترة قصيرة يظهر مدى قوة ودقة حساباتنا في مقابل الوضع المتردي الذي تعيشه الجماعات الارهابية.

ويشير ايضاً الى انه «رغم وعورة المنطقة وقساوة المعركة فان المقاومة لم تخسر سوى ثلاثة شهداء في الوقت الذي كان يقدر ان تدفع اكثر من هذا العدد باضعاف، وهذا بطبيعة الحال يعتبر عنصراً ايجابياً لسير ونتائج المعركة حتى الآن من جهة، ويظهر في الوقت نفسه القدرة العالية والمعنويات التي يتحلى بها مقاومونا».

ويلفت المصدر الى الخسائر البشرية التي لحقت بـ«جبهة النصرة» وحلفائها ليس على مستوى العناصر فحسب بل على مستوى القيادات والرموز الارهابية، ما يؤكد انها تلقت ضربة قوية في المعارك التي جرت حتى الآن.

ويسجل ايضاً ان هذه الهزيمة التي الحقت بالمجموعات الارهابية ادت الى حصول حالة ارباك شديد في صفوفها ان على مستوى حملات التخوين فيما بينها، او على مستوى الصدام المباشر الذي حصل بين «النصرة» و«داعش».

ويرى المصدر ان المعركة مستمرة في القلمون، وأن البارز فيها سيكون في استكمال السيطرة على كامل جرود القلمون، وأن الامور تسير بشكل جيد وايجابي لصالح تحقيق المزيد من الانتصارات والحاق الهزائم المتتالية بـ«النصرة» واخواتها.

ورداً على بعض التصريحات التي حاول اصحابها التخفيف من حجم الهزيمة التي لحقت بالارهابيين في عسال الورد والجبّة، يقول المصدر: اننا لا نلتفت الى مثل هذه المواقف التي لا تقدم او تؤخر. فما نقوم به يتجاوز مثل هذا الكلام الذي يصدر إما عن اشخاص مأزومين لاسباب خاصة، او عن آخرين اعتادوا على تكرار مثل هذه الخطابات الاعلامية.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى