مقالات مختارة

إنتقاد السعوديّة للسويد تجنٍ وظلم شارل أيوب

 

السويد التي اعترفت بدولة فلسطين وقامت قيامة اسرائيل على هذا الامر، تعاملها المملكة العربية السعودية بإجحاف وظلم لمجرد ان وزيرة خارجية السويد صرّحت بان المرأة السعودية تتم معاملتها في السعودية مثلما كانت تعامل في العصور الوسطى.

السويد وقفت معنا موقفاً وطنياً قومياً، واعترفت بدولة فلسطين، وما ان صرّحت وزيرة الخارجية السويدية عن رفع الظلم عن المرأة السعودية حتى منعوها من القاء خطابها في الجامعة العربية واستدعوا السفير السعودي والغوا رخص العمل لكل سويدي يريد المجيء الى المملكة العربية السعودية.

هل تقول وزيرة الخارجية هذا الكلام لمصلحة ايران كي تستنفر السعودية ضدها؟ ام ان السويد بلد شيعي يأتمر بولاية الفقيه وهو في صراع مع السعودية؟

كل ذلك غير وارد. حقيقة الامور، ان المرأة السعودية تعامل مثلما كانت تعامل في القرون الوسطى ولا يُعطى حقها، ولا تقوم المرأة السعودية بدور النهضة في المملكة. وبدلاً من اتباع مبادىء حقوق الانسان وجعل الشبان والشابات السعوديين يقومون بنهضة المملكة العربية السعودية، اذ ان القوانين السعودية لا تجيز للمرأة المشاركة في نهضة المملكة ولا في العمل، ولا في الدور الاجتماعي ولا في الدور الانمائي للبلاد حتى اصبحت المرأة السعودية مجرد رقم من ارقام المواطنين في المملكة، لا حقوق انسان لها، وتعامل معاملة سيئة الى اقصى الحدود.

حتى المرأة السعودية لا يحق لها قيادة سيارة، ولا يحق لها ان تكون وزيرة. ولم نسمع يوماً انه تم تعيين سيّدة سعودية سفيرة للمملكة لدى الاونيسكو. ولم نسمع عن مشروع انمائي للاطفال وللنساء تترأسه سيدة سعودية.

ووزيرة خارجية السويد لفتت النظر بصورة غير مباشرة الى كيفية تنفيذ الاعدام في السعودية بقطع الرأس بالسيف على الطريق العام او امام الجمهور أو امام المساجد كما يفعل «داعش» عبر قطع الرؤوس بالسيف وفصل الرأس عن الجسم، وكما يرتكب «داعش» كل اعمال الاضطهاد الوحشي ضد حقوق الانسان والانسان.

نقلت صحيفة سويدية عن لسان وزيرة الخارجية انه كان بودها تشبيه «داعش» بالسعودية، لكنها تجنبت الامر كيلا تثير الغضب.

وواقع الامور هو ان «داعش» ولد من رحم السعودية بأعمالها بقطع الرأس بالسيف ومنع قيام الكنائس والغاء الصلبان، لكن الوزيرة السويدية لم تقل كل الكلام.

«داعش» هو وهابي، وولد من رحم الوهابية، المعتنق الديني للمملكة العربية السعودية، ولا يمكن محاربة «داعش» وكل التنظيمات التكفيرية الا بتغيير اسلوب الحكم في المملكة العربية السعودية، والادعاء بأن ذلك يطبق وفق الشريعة.

المملكة العربية السعودية دينها الاسلام الحنيف، وكلنا يحترم الاسلام رسالة سماوية جاءت الى الانسان عبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكن الشريعة تفسرها السعودية من خلال معتنقها الديني الوهابي، وهذا موضع جدل في الفقه الاسلامي الذي ليس من اختصاصنا بل نحن نلفت النظر اليه.

اذا اكملت السعودية طريقها لقطع العلاقات مع اي دولة لها وجهة نظر بشأن حقوق الانسان خاصة حقوق الرأي في المملكة العربية السعودية، فإن النفط وكل الثروة السعودية لا يكفي لاعطاء الصورة الحقيقية عن وجه السعودية الراقي والانساني، بل سيكون الامر مجرد استبداد وان الجميع محتاج للنفط السعودي، ومحتاج للاسواق السعودية. وبالتالي، فإن كانت السويد قد اعترفت بفلسطين، فالأمر لا يهم، فلنتخذ ضد السويد كل الاجراءات لأنها تجرأت على لسان وزير خارجيتها بإبداء وجهة نظرها حول حقوق الانسان وحقوق المرأة.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى