مقالات مختارة

5.9 مليار دولار لمحاربة “داعش ” الياس فرحات

 

قدم الرئيس باراك اوباما الى الكونغرس مشروع موازنة وزارة الدفاع للعام 2016. تبلغ قيمة النفقات المطلوبة 534 مليار دولار والهدف “حماية الولايات المتحدة اليوم والتحضير لمواجهة التهديدات في المستقبل”. الجدير بالذكر ان موازنة الدفاع الاميركية تعادل موازنات الدفاع في الدول العشر التي تليها في الانفاق الدفاعي وهي الصين وروسيا والعربية السعودية وفرنسا واليابان والمانيا والهند وكوريا الجنوبية وايطاليا. تتضمن الموازنة مبلغا اضافيا مقداره 50.9 مليار دولار للعمليات الطارئة ما وراء البحار، وهو رقم لا يدخل في الموازنة. ما يلفت النظر ايضا هو تخصيص مبلغ 5.3 مليار دولار لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”. من ضمن هذا المبلغ تؤخذ نفقات تدريب القوات العراقية وتدريب المعارضة السورية المعتدلة .

اذا، عام 2016 سوف تنفق الولايات المتحدة مبلغ 5.3 مليار لمحاربة “داعش”. نحن الان في بداية 2015 وهذا يعني ان “داعش” باقية هذا العام والعام المقبل حسب التقديرات المالية للحكومة الاميركية. وهكذا الموازنة تقول لا حل هذه السنة لمسألة “داعش” ولا في السنة القادمة ايضا. في العام 2015 يجري الانفاق من اصل مبلغ 4 مليارات مخصصة لمواجهة انعكاسات الازمة السورية على المنطقة ومن ضمنها تمويل الحملة ضد “داعش“.

الرئيس اوباما والادارة الاميركية يخصصون هذا المبلغ الكبير لمحاربة “داعش” عام 2016 وهذا يعني ان السياسات الاميركية في المنطقة سوف تتوافق مع تصعيد الحرب ضد “داعش” او اطالة امد هذه الحرب بضع سنوات تكفي لانفاق المبلغ وفرض حل للازمتين العراقية والسورية يتناسب تماما مع مصالح الولايات المتحدة الاميركية.

نلاحظ ايضا ان قسما من الموازنة يتضمن تدريب المعارضة السورية المعتدلة. ما هي هذه المعارضة المعتدلة ومن هم اولئك المعارضون المعتدلون؟ كيف نصنف المواطن السوري معتدلا او متطرفا وعلى ماذا تبنى هذه المواصفات؟ متى يجري التدريب واين ومن هم المدربون ومن هم المتدربون ايضا؟

بالنسبة للولايات المتحدة لا حل قبل 2017 وبالنسبة للمعارضة السورية ابشروا “داعش” باقية حتى عام 2017 بانتظار الموازنة.

في الموازنات نقرأ السياسة الحقيقية. ارقامها لا تحتمل العواطف ولا المجاملات. يجب ان تتطابق السياسة الخارجية مع الانفاق العسكري. لغاية الان طلعات جوية لنحو ستة اشهر ولمسافات بعيدة. الفي طلعة جوية من الخليج الى عين العرب كوباني ومحيط الرقة والموصل. خلال مسير الطائرات يجري تزويدها بالوقود جوا. الطائرات تستهلك. سقطت طائرة ف 16 لاسباب فنية فوق العراق. مات الطيار ولم تمسكه “داعش”. عام 2017 او 2018 سنرى موازنة دفاعية تتضمن استبدال الطائرات القديمة باخرى حديثة بقيمة مليارات الدولارات.

هذه هي اميركا. موازنات للحروب ولتشغيل تجمعات الشركات الصناعية الكبرى على حساب “دافع الضرائب الاميركي”، وزبائن الاسلحة وغالبيتهم من العرب. سياسة خارجية لانفاق هذه الموازنات. لا نهاية لازمة قبل انتهاء الانفاق عليها، والانفاق لا ينتهي الا بانفاق في مكان اخر.

ملاحظة: طلب اوباما من الكونغرس تفويضا لمحاربة “داعش” لمدة ثلاث سنوات.لهذا الطلب طبعا ابعاد مالية تقدم لابعاد سياسية وعسكرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى