مقالات مختارة

بين الأساسي والهامشي:اوري سفير

 

من كثرة القناني لا نرى الغابة. لم يسبق أن أجريت انتخابات بهذا القدر من المصيرية حول مستقبل الدولة التي تدار في نقاشات سطحية على أمور صغيرة. ما هي أهمية أن تأخذ سارة نتنياهو 4 آلاف شيكل بدل القناني المدارة في الوقت الذي تسرق فيه خزينة الدولة في ظل حكم زوجها بمليارات الشواقل مقابل توسيع المستوطنات. بالنسبة لليكود من السهل عليه أن يتركز النقاش حول الاتهامات المتبادلة عن الفساد. قناني مقابل روابط.

الفساد يقاس بمقياس أن على الدولة أن تخدم الجمهور ولا تسرقه.

خدمة الجمهور هي اساس الديمقراطية ولكن السلطة أفسدت أصحاب الوظائف الحاليين الذين يهتمون بانتخابهم أكثر من اهتمامهم بالجمهور واحيانا يهتمون فقط بجيوبهم.

بقي ما يقرب من الشهر على المعركة الانتخابية ويتوجب أن تُجرى بنقاش معمق حول المواضيع الهامة التي تواجه الدولة. على سيد وسيدة إسرائيل أن يسألا الناخبين عددا من الاسئلة حول مواقفهم ويطلبان منهم اجابات. الاسئلة الاكثر مركزية هي هل حل الدولتين على أساس خطوط 1967 مع تبادل للاراضي هو المطلوب أو دولة يهودية ثنائية القومية؟ استمرار توسيع المستوطنات أو التجميد خارج الكتل الاستيطانية من اجل التمكين من اجراء المفاوضات السياسية؟ محادثات وتعاون مع اوباما كمصلحة أمنية أو مواجهة معه فيما يتعلق بالموضوع الإيراني؟ هل على إسرائيل اتخاذ مبادرة سياسية اقليمية أمام مصر والاردن والسعودية تتضمن تنازلات في الموضوع الفلسطيني من اجل التعاون ضد الارهاب الإسلامي. وفي هذا السياق هل من المرغوب فيه دعم المبادرة العربية كقاعدة للمفاوضات السياسية؟ الاستثمار في المستوطنات أو في الضواحي الجنوبية والشمالية؟ هل زيادة ميزانية التربية والصحة والشؤون الاجتماعية على حساب ميزانية الأمن؟ هل تعزيز مكانة محكمة العدل العليا أو اضعافها أمام الكنيست؟ هل قيمة المساواة في المجتمع الإسرائيلي هي قيمة عليا فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين وبين الأقليات والتفضيل الجنسي؟.

هذه اسئلة أساسية سيتم حسمها في السنوات الاربعة القادمة إلى هذا الجانب أو ذاك، وستشكل هوية دولة إسرائيل. هذه انتخابات على هويتنا وعلى روح إسرائيل.

هل سنقوم ببناء دولة يهودية ديمقراطية مستعدة للتنازلات من اجل السلام مع دولة فلسطينية.

دولة تقدس الديمقراطية ليس أقل من اليهودية، تؤيد المساواة على أساس وثيقة الاستقلال مع سياسات اقتصادية ـ اجتماعية من خلال جسر الفجوات الاجتماعية، هل نريد دولة محترمة في أسرة الشعوب.

البديل هو الاستمرار في التدهور باتجاه الدولة ثنائية القومية تكون في نظر العالم دولة ابرتهايد، التي تستثمر في المستوطنات أكثر مما تستثمر في الضواحي والمحيط، وتسجد أمام الرأسمالية دون الالتفات إلى الفقراء، وتتوق إلى اضعاف محكمة العدل العليا من اجل تمرير تشريع عنصري، دولة متخاصمة مع معظم اصدقائها في العالم. حسب الاستطلاعات الحالية يبدو أنه سواء بصورة مقصودة أو من خلال إبهار الآلات الدعائية التي تقدم الهامشي على الاساسي، فان إسرائيل ستستمر بعد 17 آذار في التدهور نحو منزلق خطير.

معاريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى