مقالات مختارة

الحقيقة المحرمة: داعش تحصل على تمويل اميركي ستيفن ليندمان

 

غلوبال ريسرش

معلومة واحدة نستقيها عبر الصحف من الأسرار القذرة الكثيرة في الولايات المتحدة. واشنطن تجند سرا، وتفتح الصناديق، وترسل الأسلحة، وتوجه الدولة الإسلامية المتطرفة والإرهابيين في الجماعات التكفيرية الأخرى إنها الأدوات التي تعتمدها الولايات المتحدة كوكلاء حرب ضد خصومها .

هذا ما جرى تحت رئاسة أوباما ضد القذافي في ليبيا. ويجري حاليا ضد الأسد في سوريا وربما ضد خضوم آخرين يعلن عنهم في المستقبل مثلا إيران يقال فيها كثير من الأشعار في واشنطن حاليا لكن لا تزال خطط الولايات المتحدة لتغيير النظام قائمة منذ فترة طويلة ثابتة.

قائد سلفي باكستاني رهن الاعتقال في باكستان، اعترف بالحصول على أموال من أمريكا وقال لوكالة فرانس برس في 22 كانون الثاني، إنه اعتقل هو واثنان من مساعديه في لاهور.

ووفقا لصحيفة تريبيون الصادرة باللغة الإنجليزية : “وخلال التحقيقات، كشف (الزعيم السلفي) أنه حصل على التمويل من مصادر أميركية لتشغيل التنظيم في باكستان وتجنيد الشباب للقتال في سوريا“.وجاءت المعلومات كذلك من الصحيفة الصادرة باللغة الأردية ديلي اكسبرس التي استقتها من مصدر قريب من جهات التحقيق الباكستانية طلب عدم نشر اسمه بعد اعتقال الزعيم السلفي في ديسمبر كانون الاول الماضي.

كما نقلت الصحيفة الباكستانية عن إمام باكستاني قوله انه تلقى أموالا اميركية مع شريك آخر للغاية نفسها وتابعت :”إن الولايات المتحدة أدانت داعش ولكنها للأسف لم تكن قادرة على وقف تمويل هذه المنظمات، التي يتم توجيهها عبر الولايات المتحدة.”

كان على الولايات المتحدة تبديد الانطباع بأنها تمول المجموعة لمصالحها الخاصة، وهذا هو السبب في أنها أطلقت الحملة ضد المنظمة في العراق ولكن ليس في سوريا“.والضربات الأميركية في سوريا استهدفت المنشآت النفطية والبنية التحتية وصوامع الحبوب والمواقع غير العسكرية الأخرى وقتل عشرات المدنيين أما مقاتلو داعش فإلى حد بعيد لم يلحقهم أذى يذكر من الضربات الأميركية بينما يتصاعد بقيادة اميركية تدخل جديد ضد سوريا عبر تركيا والأردن والجولان حيث تنشط إسرائيل.

ووفقا لمصدر أمني باكستاني، إن قضية تجنيد المقاتلين “أثيرت عدة عدة مرات من قبل وسائل الاعلام المحلية وفي أروقة الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وباكستان والتقارير الصحافية تشير إلى ان مئات من المجندين قد تم تصديرهم من باكستان ونوقشت هذه المسألة مع جون كيري في زيارته الأخيرة إلى إسلام آباد”.

وذكرت المعلومات الصحافية ان “الأمر نوقش أيضا مع القائد الأعلى لعمليات التحالف ضد داعش الجنرال لويد أوستن، خلال زيارته إلى إسلام آباد في وقت سابق من هذا الشهر”، وقال مصدر لم يكشف عن اسمه.لرويترز أن قياديا سلفيا متطرفا جاء إلى باكستان عن طريق تركيا قبل خمسة أشهرلتأسيس مجموعة تنطلق من باكستان وتظهر وسائل الإعلام المحلية تصاعدا سريعا في نفوذ هذه المجموعة الباكستانية السورية ربطا بحوادث في لاهور ومولتان وتبدو الأعلام والشعارات واضحة للعيان.

في العام الماضي، بدأ أوباما حملة ادعى انها تستهدف مواقع داعشفي العراق وسوريا. لكن واشنطن تريد السيطرة الإقليمية دون منازع.

التخويف يلازم سلوك الولايات المتحدة منذ فترة طويلة.والرئيس باراك أوباما يدعي بان هذه الجماعات الإرهابية “فريدة من نوعها … إذا تركت لحالها، يمكن أن تشكل تهديدا متزايدا المنطقة، بما في ذلك على الولايات المتحدة”، لكن الحقيقة ان أهداف واشنطن هي حماية السيطرة على النفط في المنطقة وتركيب الأنظمة العميلة الموالية للغرب.

بلقنة العراق عبر تقسيمه إلى الشمال الكردي، مركز بغداد والبصرة جنوبا بحيث تفرض السيطرة على البلاد أكثر فعالية بهذه الطريقة وإسقاط الرئيس بشار الأسد أي القضاء على خصم إسرائيل الرئيسي لاستبداله بدمية في يد واشنطن وعزل إيران بانتظار فرصة لتنفيذ خطط الولايات المتحدة لتغيير نظامها السياسي وهكذا إن الجانب المظلم لأميركا يهدد السلام العالمي. أوباما يريد من الكونغرس تفويضه سلطة غير مقيدة للحرب ومليارات الدولارات من التمويل.

منذ فترة طويلة لا تفعل اميركا غير خوض الحروب وهو ما يسميه أوباما ب “القيادة” الأميركية للعالم . لكن القانون الدولي يصف ذلك بالعدوان السافر وتشن تلك الحروب استنادا إلى أكاذيب كبيرة. ومع عدم وجود قضية عادلة. لا تهديدات وجودية أو غيرها. ولا صفة قانونية بغض النظر عن العمل في الكونغرس.

مجلس الأمن وحده يمكن أن يأذن بالحرب وكل حرب شنتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية كانت غير قانونية بما في ذلك تلك الحروب الجارية مباشرة وبالوكالة او تلك التي يخططون لخوضها مجددا فالحرب هي استراتيجية أمريكا في الاختيار. منها الدائمة. وتلك القذرة. التي شنت دون رحمة.

كم عدد البلدان التي سوف تدمرها أمريكا ؟ كم عدد الضحايا ؟عندما يترك أوباما منصبه سيترك حروبا جارية ومن يحل محله سيواصلها بسلاسة. وسوف يسعى إلى شن حروب جديدة.

نتوقع السير إلى ما لا نهاية في الذبح الجماعي والدمار. طالما يستمر حكم المجانين في واشنطن والحل الوحيد هو الثورة غير العنيفة فالبديل هوالموت والدمار والقمع المتزايد.

إنه الطغيان الذي يتنكر بقناع ديمقراطية لا تعمل لفترة طويلة ويختبيء خلفه الجانب المظلم القبيح لأميركا.

         ستيفن ليندمان كاتب أميركي يعيش في شيكاغو. عنوان كتابه الجديد كمحرر ومساهم “نقطة ساخنة في أوكرانيا: حملة الولايات المتحدة للهيمنة” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى