مقالات مختارة

الأجهزة الأمنيّة تملك لائحة بـ 120 إسماً إرهابيّاً دموع الاسمر

 

عاد القلق يسيطر على الساحة الطرابلسية جراء العمل الاجرامي الارهابي المزدوج الذي ضرب جبل محسن والذي هز المدينة بعد اشهر من الاستقرار عاشها الطرابلسيون اثر جولات العنف العشرين التي مضت.

قلق الطرابلسيون هذه المرة قد يكون مختلفا عما سبق من احداث امنية شهدتها طرابلس حيث تتوقع المصادر ان يكون العمل الارهابي الذي اعتمد على انتحاريين فاتحة لاعمال ارهابية اخرى بوسائل جديدة يصعب الحد منها وتقتضي استنفارا استثنائيا بالغ الدقة من جميع الاجهزة الامنية التي اثبتت مؤخرا ان التنسيق في ما بينها يؤدي الى نتائج باهرة في كشف الشبكات الارهابية وآخرها ما حصل في سجن رومية واستئصال «غرفة العمليات» الارهابية في رومية التي اكتشفتها الاجهزة انها مصدر التخطيط والتوجيه والاوامر، خاصة اثر اكتشاف ما بحوزة تلك الغرفة من تقنيات واجهزة اتصال وتواصل مع الخارج، ولطالما جرى الاشارة الى امتلاك الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية هذه الاجهزة المتطورة وعلامات التساؤل كانت تطرح حول كيفية دخول هذه الاجهزة الى السجن ومن زودهم بها وغض النظر حتى تفاقم الامر الى هذا الحد من الخطورة الامنية.

حسب المصادر الطرابلسية ان لدى الاجهزة الامنية لائحة بحوالى 120 اسما من الشباب المنتمين الى حركات ومنظمات اصولية تلقوا الفكر التكفيري على ايدي رجال دين متطرفين في طرابلس وثم شحنهم وغسل ادمغتهم بالفكر التكفيري في بعض مساجد طرابلس ومن ثم يتولى بعض المتطرفين نقل هؤلاء الشباب الى جبهات القتال في سوريا والبعض الى العراق.

وتشير المصادر الى ان الشباب الاصولي المتطرف هم من طرابلس ومن المنية والضنية وعكار تم نقلهم الى سوريا اما من خلال سيارات لقاء عمولة مالية وهويات مزورة واما عبر المرافىء البحرية وخاصة مرفأ طرابلس باتجاه تركيا ومن هناك الدخول الى «ولايات داعش».

وكشفت المصادر عن عدد من هؤلاء الشبان باتوا في جرود القلمون وتبوأوا مناصب قيادية في «داعش» و«النصرة» وجرى اعدادهم كانتحاريين لارسالهم الى لبنان وتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف التجمعات البشرية في مراكز تابعة لحزب الله وحلفائه .

ولفتت المصادر الى خطورة هذا النهج التكفيري الجديد باعتبار ان المكلفين بالعمليات ذاهبون الى الموت بعد غسل دماغهم، وهنا يشير المصدر الى ان الاجهزة الامنية في حالة جهوزية قصوى لكشف المتربصين بامن واستقرار المنطقة وقبل وقوع الكارثة سيما وان بعض الشبان باتوا في دائرة الضوء الامني ومنهم من هو على تواصل خارجي مع «داعش» و«النصرة»، ولا تستبعد المصادر ان تكون خلايا داعشية باتت على اهبة التحرك في اكثر من منطقة شمالية وخاصة في طرابلس وهو لم يقلل من مؤشرات الى هذه الخلايا التي سارعت الى طلاء جدران احياء شعبية في طرابلس بشعارات داعش بعد مجزرة جبل محسن وكأنها ـ اي الخلايا ـ تتحدى الدولة واجهزتها كافة.

ولا تخفي المصادر انه بالرغم من انحسار منابر التحريض المذهبي والحقد الطائفي فان منابر اخرى لا تزال تعقد حلقات التعبئة المتناغمة مع منهج «داعش» كما تعرب عن استغرابها ان بعض المشايخ المعروفين بتطرفهم لم يصدر عنهم حتى الآن تصريح ادانة واستنكار لمجزرة جبل محسن وإن دل هذا على شيء فانما يدل على مباركة غير معلنة للعمل الاجرامي الارهابي بينما يقتضي استنفار عام في صفوف رجال الدين الاسلامي لمواجهة الموجة الارهابية التي بدأت تضرب طرابلس والشمال، ولن ترحم لبنان كله.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى