مقالات مختارة

كفى للفيتو: جدعون ليفي

 

على كل اسرائيلي شجاع أن يتمنى بأن تكف الولايات المتحدة عن سياسة الفيتو التلقائية، وأن تؤيد الاقتراح الفرنسي من اجل انهاء الاحتلال خلال عامين، كل من يخاف على مستقبل الدولة يجب أن يتمنى ذلك، وأن يتدخل العالم بشكل حقيقي وينقذنا من الطريق المسدود، واذا كان الاحتلال الروسي للقرم يتسبب بعقوبات اقتصادية صعبة وفورية فقد حان الوقت للتدخل، لأن الاحتلال الاسرائيلي الذي عمره ثلاثة اجيال ليس أقل صلفا، وآن الأوان لانهائه. على العالم التصرف هكذا في القرن الواحد والعشرين، وبدون امريكا لن يستطيع.

هناك اسرائيليون يحلمون بذلك، ويأملون أن يُفرض الحل، أي ممارسة الضغوط الدولية على اسرائيل، وهم مقتنعون أن التغيير لن يأتي أبدا من داخل المجتمع الاسرائيلي في الوقت القريب، واغلبية الاسرائيليين ترى فيمن يحمل هذه القناعة خائن، وأن السماح للعالم بالتدخل هو عمل غير ديمقراطي.

هذا أحد الادعاءات الخاطئة التي تُقال هنا. استمرار الاحتلال هو ديمقراطي، والعمل ضده غير ديمقراطي. هذا مضحك. التقرير حول مصير ملايين الفلسطينيين بدون سؤالهم ديمقراطي. والأمل بتدخل الولايات المتحدة وعدم استخدامها الفيتو من اجل انهاء كل ذلك، غير ديمقراطي في الديمقراطية الوحيدة.

سنحت لبراك اوباما هذا الاسبوع فرصة اصلاح العالم، ومن المحتمل أنه سيفوت هذه الفرصة، يستطيع تحويل الولايات المتحدة من دولة تحمي اسرائيل الى ما يجب أن تكون عليه، قوة عظمى تعمل على الحفاظ على القانون الدولي.

فرصة لكي ينفذ الوعد الذي قطعه بتغيير الشرق الاوسط واظهار الالتزام بمستقبل اسرائيل، وتحقيق المصالح العالمية والامريكية وتحقيق العدالة، ولكن قد يظهر اوباما كساحر غير حقيقي.

اذا استخدمت الولايات المتحدة الفيتو من جديد في مجلس الامن، فانها ستتسبب للفلسطينيين والفرنسيين بتغيير أو تأجيل مشاريع القرار الى أجل غير مسمى، وسنعرف أنه يجلس في البيت الابيض أحد أكبر المخادعين في تاريخه، وأحد اسوأ الرؤساء تجاه الشرق الاوسط.

مرة اخرى فيتو؟ كيف لا تخجل امريكا من عشرات المرات التي استخدمت فيها الفيتو؟ كيف لا يخجل اوباما؟ ماذا يقول لنفسه عندما ينظر في المرآة؟ هل الامر مبكرا جدا كما تدعي اسرائيل؟ وأن هذه خطوة «أحادية الجانب» كما يقول بنيامين نتنياهو؟.

بعد 47 عاما من الاحتلال وثلاثة أجيال من الفلسطينيين عديمي الحقوق – ما زال مبكرا؟ والسياسة الاسرائيلية أحادية الجانب والغير قابلة للعودة الى المستوطنات والاعمال العنيفة الاخرى – قرار مجلس الامن أحادي الجانب؟ بدون أية خطة اسرائيلية – فرض الفيتو على الخطة الدولية؟.

لا يمكن تصور الفائدة من تأييد الولايات المتحدة للمبادرة الفرنسية. كان الفلسطينيون سيكتشفون أفقا غير عنيف، وكانت اوروبا ستتحرر من الصمت الذي فرضته عليها الولايات المتحدة. واسرائيل ايضا ستستفيد، ستتحرر من المظلمة السامة والجنونية التي سمحت لها بتجاهل العالم. والتصرف كما تشاء بدون أي اعتبار للعالم.

هذا لم يحسن مكانتها الدولية، مثل العنف في العائلة، ومثل الاغتصاب في الكيبوتس، حيث لا يقوم أحد بالابلاغ للسلطات، والفيتو الامريكي سمح باستمرار قمع اسرائيل للفلسطينيين، بدون أن تتحمل المسؤولية أو تعاقب على ذلك. الفيتو الامريكي أفسد اسرائيل، وازالة الفيتو ستساهم في التزامها بالتفكير بما يترتب على سياستها.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى