مقالات مختارة

بوتين لنصرالله : مصانعنا ومخازننا وكلّ السلاح المتطوّر في خدمتكم خالد عرار

 

شكلت، زيارة المبعوث الشخصي للرئيس الروسي، ميخائيل بوغدانوف، محور اهتمام محلي، واقليمي ودولي، وتركت تساؤلات كبيرة، حول الغاية الرئيسية منها، والتي بدأت من لبنان، وشملت سوريا وتركيا، حيث توجه بوغدانوف بزيارة سيد محور المقاومة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وتؤكد مصادر سياسية متابعة للقاءات بوغدانوف ان زياراته للشخصيات اللبنانية، تركز الحديث فيها على ثلاثة محاور، الاول دور روسيا الجديد في منطقة الشرق الاوسط، والثاني، قدرة روسيا ورغبتها بوقف التهور الاميركي حفاظاً على السلام العالمي، وحريات الشعوب في المنطقة، عبر مدّ كل ما يحتاجه محور المقاومة من دعم مادّي وسياسي، سواء من السلاح النوعي المتطور، وبالدعم السياسي الاممي من خلال دول البريكس، والفيتو المجهز للاستخدام في اللحظات الاستراتيجية، والثالث، هو ان سوريا لا يمكن ان يحكمها الا رئيس اختاره الشعب بالوسائل الديمقراطية وبشكل شرعي، الا وهو الرئيس الدكتور بشار الاسد الذي يعتبر حليفاً استراتيجياً لروسيا، وقد اعرب احد كبار المفكرين عن رؤيته لمشهد قديم جديد، يشبه التحالف العالمي ضد النازية، ويتجلى هذا التحالف بدول البريكس، وايران والعراق وسوريا وحزب الله، وتوقع المفكر ان تنضم تركيا في وقت ليس ببعيد الى هذا التحالف لمواجهة الجشع الاميركي المتوحش، الذي يشبه النازية الهترلية بشكل كبير.

وتشير المصادر نفسها ان بوغدانوف اكد امام جميع الذين التقاهم، ان روسيا دولة كبرى لها مصالحها في المنطقة، لكن ضمن القواعد الانسانية وعلى قاعدة التوازن في المصالح المشتركة، واحترام سيادة الدول، وتضيف هذه المصادر ان لقاء بوغدانوف بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو الغاية الرئيسية من زيارة بوغدانوف للبنان، اما اللقاءات الاخرى فجزء منها جاء في سياق استخراج الاراء، والجزء الآخر، جاء في سياق بروتوكولي، واكدت المصادر المتابعة للزيارة ان بوغدانوف نقل رسالة في غاية الاهمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسيد حسن نصرالله، ومما رشح منها ما تضمنته عن استعداد روسيا لفتح مخازنها ومصانعها بكل ما تحتاجه المقاومة من سلاح متطور ونوعي ومدّمر.

واكثر ما استوقفت المصادر، زيارة بوغدانوف لتركيا، ولقائه القيادة التركية، بعد مضي ايام قليلة على زيارة الرئيس بوتين لتركيا، وعودته الى سوريا، هذا التطور فسرته المصادر بان رسائل مهمة حملها المبعوث الروسي الى القيادة السورية، تأتي في سياق الرسائل المتبادلة بين الاتراك ومحور المقاومة، تمهيداً لترويض تركيا ووقف اندفاعها الارودغانية، وانزالها عن الشجرة التي تسلقتها بموضوع انخراطها في الحرب على سوريا، خصوصاً بعدما تمنى الرئيس التركي اردوغان من الرئيس الروسي اثناء زيارته لتركيا، بتخفيض سعر الغاز الروسي المستورد، وبعد ان ابلغ اردوغان من حكومته بان دورنا في الازمة السورية قد اثقل كاهل الاقتصاد التركي بشكل كبير، وتضررت جميع الصادرات والواردات كما تضرر قطاع السياحة بشكل كبير.

من جهة اخرى، والذي كان لافتا، تضيف المصادر، زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، لروسيا على عجل، واعتذاره بشكل مباشر عن تأخير فرنسا تسليم روسيا السفن الحربية مسترال، وابداء رغبة فرنسية بالتعويض على روسيا بالشكل الذي تراه هي مناسباً، محاولة هولاند الحد من الضرر الاقتصادي الكبير الذي تعانيه نتيجة العقوبات الاوروبية على روسيا، نتيجة الازمة الاوكرانية، فزيارة هولاند الى روسيا ومبعوثه جان فرانسوا جيرو، تأتيان في سياق انعطافة فرنسية لافتة، وقد ابدى جيرو رغبة فرنسا بالتعاون مع كل الاطراف اللبنانية، وعدم اشعار قوى 8 اذار بأن فرنسا تبشر بشكل كامل قوى 14 آذار التي ابدت دهشتها من زيارة جيرو لمسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، فيما زيارته لقوى 14 آذار، اقتصرت على الصف الاول لهذه القوى ولشخصيات لبنانية اخرى، ما اعتبرته قوى 14 آذار مؤشراً لا يخدم مصالحها في لبنان، وباتوا لا يملكون اي تأثير فعلي في المعادلة السياسية الداخلية في لبنان، وبالرغم من خصومة فرنسا مع حزب الله، الا انها ترى فيه خصماً واقعياً وقوياً ومؤثرا في المنطقة، وسربت بعض المصادر في قوى 8 اذار ان جيرو قد طلب موعداً من السيد حسن نصرالله، الاّ ان المقاومة وما تملكه من رصيد معنوي كبير جعلها تتعاطى مع الدول الكبرى والصغرى على حد سواء.

فامام هذه التطورات السريعة، تقول المصادر الديبلوماسية تقف ايران ساخرة هازئة، من هذه التحولات في مواقف بعض الدول الكبرى، لا سيما طلب الادارة الاميركية من الكونغرس تعويضاً جديداً بتوسيع الصلاحيات العسكرية واطالة مدتها الزمنية للقضاء على المسلحين التكفيريين في سوريا والعراق وهذا الطلب للادارة الاميركية جاء في اعقاب الاداء التكتيكي عالي المستوى والذي مارسته الجمهورية الاسلامية في ايران، لتوريط اميركا اكثر فاكثر بمواجهة الارهاب التكفيري ورفع مستوى التمويل الخليجي لهذه المواجهة، على قاعدة يجب على طابخ السمّ ان يتذوقه، لكن تؤكد المصادر ان اي عمل عسكري اوسع واشمل سيقع على الاراضي العراقية ستكون ضمن الدائرة التي رسمتها روسيا وايران ووافقت عليها سوريا واي خرق للخطوط الحمراء، سيفجّر حرباً واسعة.

هذه التطورات ايضاً دفعت بالمملكة السعودية بارسال وزير خارجيتها سعود الفيصل الى روسيا، حيث قدم عرضاً رسمياً وواضحاً بقبول السعودية وقفها كل اشكال الدعم للمسلحين التكفيريين في سوريا اذا وافق الرئيس بشار الاسد على تسمية اي رئيس يرضى عنه، وستشارك السعودية باعادة اعمار سوريا، لكن الجواب الروسي كان واضحاً ايضاً، بأن الرئيس الاسد منتخب وما اخذه بالحرب لن يعطيه بالسياسة، والرئيس الاسد هو رمز من رموز العالم، الذي يتصدى للارهاب التكفيري.

(الديار)

                            

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى