مقالات مختارة

الجيش يعزز طوقه حول حلب من محور جديد علاء حلبي

 

في وقت كان يشن فيه مقاتلون متشددون هجوماً عنيفاً على قريتَي نبّل والزهراء المحاصرتَين شمال حلب، فتح الجيش السوري جبهة جديدة، وتقدم عبر محور المدينة الشمالي الشرقي، حيث تمكن خلال ساعات من السيطرة على مناطق واسعة من حي السكن الشبابي، مقترباً من إتمام طوقه حول المدينة وعزل المسلحين الموجودين داخل أحياء حلب عن الريف الممتد نحو الريف الشمالي المفتوح على تركيا.

الاشتباكات العنيفة التي بدأت في وقت متأخر من ليل أمس الأول في محيط قريتَي نبّل والزهراء استمرت لساعات، حاول خلالها المسلحون التقدم نحو القريتَين، بالتزامن مع ضخ إعلامي عبر المحطات الداعمة للفصائل المسلحة يفيد بسقوط القريتَين، الأمر الذي نفاه مصدر عسكري من داخل القريتَين المتجاورتَين، موضحاً أن الهجوم فشل، وأن قوات الحماية، بمشاركة الطيران، تمكنت من صد الهجوم الذي يعتبر الأعنف منذ بداية الأحداث، حيث ترافق مع قصف بالأسلحة الثقيلة طال معظم أرجاء القريتَين.

وفي حين تمكن المسلحون من خطف ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة، أفاد المصدر العسكري، خلال حديثه إلى «السفير»، ان قوات الحماية تمكنت من القبض على ثلاثة مسلحين أحياء، حيث تم نقلهم إلى داخل إحدى القريتَين، بالإضافة إلى تدمير عربة مصفحة، لتنتهي الاشتباكات بمقتل نحو 20 مقاتلاً من «جبهة النصرة» تؤازرها فصائل من «الجبهة الإسلامية»، مشيرا إلى مقتل أحد عناصر الدفاع عن القريتَين خلال الاشتباكات، كما أصيب عدد من المدنيين جراء القصف العنيف.

وعن الأوضاع الميدانية في القريتين، ذكر المصدر أن المسلحين تمكّنوا من السيطرة على منطقة المعامل قرب قرية بيانون، حيث يجري العمل على استعادتها في الوقت الحالي، موضحاً أن القوات في القريتين «في حالة دفاع حالياً، وتعمل على استعادة النقاط التي خسرتها».

إلى ذلك، تقدمت قوات الجيش السوري، تؤازرها فصائل من قوات الدفاع المحلي، من محور البريج شمال شرق مدينة حلب نحو أحياء المدينة الشمالية الشرقية.

ووصف مصدر معارض التقدم بأنه «مفاجئ»، حيث تمكنت قوات من الجيش السوري خلال ساعات من السيطرة على مناطق واسعة من حي السكن الشبابي، لتقطع بذلك الطريق الواصل بين مساكن هنانو ودوار الجندول، وهو أحد أهم طرق نقل الأسلحة من الريف الشمالي نحو أحياء المدينة الشرقية، حيث تمركزت قوات الجيش السوري في منطقة تبعد نحو 1700 متر فقط عن نقطة «الكاستيللو» التي تعني السيطرة عليها قطع جميع طرق إمدادات المسلحين نحو المدينة.

وفي الوقت الذي ذكرت فيه مصادر معارضة أن قوات الجيش السوري تتقدم نحو الريف الشمالي للسيطرة على مدرسة المشاة، ذكر مصدر ميداني أن ما جرى قرب مدرسة المشاة كان عملية خاطفة وهمية، تهدف إلى تشتيت تركيز الفصائل المسلحة، الأمر الذي سهّل تقدم الجيش نحو حي السكن الشبابي، الذي يعني السيطرة عليه أيضاً محاصرة حي مساكن هنانو من محورَين (شمالي – شمالي شرقي)، الأمر الذي يمهّد للسيطرة عليه في عملية لاحقة.

وربط المصدر الميداني بين تقدم قوات الجيش نحو مدينة حلب والهجوم على قريتَي نبّل والزهراء في الريف الشمالي، موضحاً أن الفصائل المسلحة حاولت، مع تقدم الجيش، الحصول على نصر وهمي من جهة، وتأخير تقدمه عبر فتح جبهات عديدة من جهة أخرى، موضحاً أنه وبالإضافة إلى قيام المسلحين بالهجوم على القريتَين، فتحت جبهات عديدة قريبة من محور تقدم الجيش، إضافة إلى محاولات التقدم نحو نقاط جديدة داخل حلب، أبرزها محاولة المسلحين التقدم نحو نقاط تمركز الجيش على أطراف حي كرم الطرّاب، إضافة إلى شن هجوم عنيف على مبنى الاستخبارات الجوية في حي جمعية الزهراء، من دون أي تغيير يذكر على خريطة السيطرة.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى