مقالات مختارة

جهات محليّة تساعد المسلّحين ليضغطوا على أهالي العسكريين خالد عرار

 

انطلاقاً من المشهد اللبناني، وبدءاً من ازمة العسكريين المختطفين، التي يعمل على اطالتها، بعض القوى السياسية في لبنان، رغبة منها برفع مستوى الارباك على حدّ قول مصادر في 8 آذار، خصوصاً بالشارع المؤيد للمقاومة، وتحديداً لدى العائلات التي تنتمي لجمهور المقاومة من اجل تحميلها اكبر قدر من المسؤولية لما آلت اليه الامور في السلسلة الشرقية لجبال لبنان خصوصاً في مناطق تواجد المسلحين التكفيريين، الذين يعانون نقص كبير في العنصر البشري ونقص غذائي حاد، في ظروف طبيعية قاسية جداً، فرضت هروب بعض قيادات الصف الاول للمسلحين التكفيريين في جرود عرسال، حيث القين القبض على بعضهم في شتورا، وكل ذلك بسبب الحصار الذي يفرضه حزب الله على المسلحين التكفيريين.

وتؤكد المصادر ان هناك جهات لبنانية تعمل على مساعدة المسلحين لممارسة الضغوط على اهالي المختطفين لاطالة امد التفاوض، من اجل ابراز بعض وجوه حزب سياسي لبناني من خلال هذه القضية، التي تتعثر فيها عملية التفاوض بسبب الحصار الذي يضربه حزب الله على المسلحين. واشارت المصادر الى انه بات واضحاً للقاصي والداني بان حزب الله ابلغ كل من يعنيهم الامر سواء عائلات المخطوفين، او الاطراف المفاوضة، بانه لا يضع خطوط حمراء على اي سلوك تفاوضي، وعليهم ان يقوموا بكل ما يجب القيام به لفك اسر العسكريين، وانه لا يعارض او يمانع اي صيغة تتبناها الحكومة تساهم في حل الازمة.

ومروراً بموضوع التمديد تقول المصادر والذي سعى اليه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بكل قواه، بعدما اظهرت نتيجة الدراسات التي اجرتها احدى الشركات التي كلفها جعجع، تقدم شعبي كبير للتيار الوطني الحر في الاوساط المسيحية التي كانت تقف في الوسط، وسعى اليه ايضاً تنفيذا لرغبات احدى الدول الاقليمية، وتشير المصادر الى ان الحملة على الفساد الغذائي، لامتصاص النقمة الشعبية على تمديد المجلس النيابي المنتهية ولايته، لنفسه، دون العودة لصاحب الوكالة وانتقالاً الى الازمة السورية، تقول المصادر انه بدا واضحاً في الدول الداعمة للائتلاف العسكري لمواجهة المسلحين التكفيريين بانهم بحاجة ماسة لتعاون عسكري جدّي مع الجيش العربي السوري على ارض الميدان، وقد ظهر ذلك من خلال تصريحات بعض قادة دول الاتحاد الاوروبي التي التقت في استراليا في «قمة العشرين» الاقتصادية، والذين اكدوا في مناسبات عدة انه لا يمكن تحقيق نتائج مرجوة في كبح جماح التكفيريين الا بعمل برّي حاسم، وهذا لن يتم الا بتعاون وتنسيق مع الجيش العربي السوري، وقد اكد ذلك كلام الرئيس الاميركي باراك اوباما، الذي ذكر فيه بان اي تعاون مع الحكومة السورية سيؤدي الى زعزعة الائتلاف من الداخل، وقد ترجم ذلك عملياً، عندما اوفد رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال ديمسي بموافقة الكونغرس الاميركي، الى العراق، للطلب من الحكومة العراقية الموافقة على مشاركة القوات الاميركية البرية بضرب المسلحين التكفيريين، للتأثير الجذري على بنية المسلحين، ولكن كان الجواب صادماً لديمسي، حيث حسم العراقيون بانه لا يمكن لاي جندي اميركي او غربي او غير ذلك من دخول ارض العراق، الا ما توافق عليه الحكومة العراقية من اجل التدريب والامور اللوجستية الاخرى، وما من دور عسكري للولايات المتحدة الاميركية في العراق الا من خلال الجو فيما الارض هي للقوات العراقية والايرانية التي وافقت على دخولها الحكومة العراقية.

من جهة اخرى، تؤكد المصادر في 8 آذار، اصبح مشهد المحكمة الدولية مضحكاً ومبكياً في آن واحد، خصوصاً عندما يتبين للادعاء بانه لا يمكن اصدار حكم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، من دون بروباغندا سياسية واعلامية، لانه وبعد مرور تسع سنوات من انشاء هذه المحكمة التي لم تستطع امتلاك اي دليل حسّي يتسلّح فيه الادعاء لاتهام سوريا وحزب الله، واستعاضت عن شهود يروون وقائع التخطيط والتدبير والتنفيذ، بشهود، يروون حكايات، ويبرعون بسرد القصص التي تعكس رغباتهم وتبعياتهم للولايات المتحدة الاميركية، وادواتها في المنطقة.

ولفتت المصادر الى ان كل من يتابع وقائع المحكمة منذ بداياتها، وقبلها لجان التحقيق، اصبح يدرك ان هذه المحكمة غير قادرة على تحقيق الاهداف التي انشئت من اجلها، لاتهام سوريا وحزب الله للقضاء على المقاومة واكدت المصادر بان موضوع المحكمة بالنسبة للمقاومة «لا يقدم ولا يؤخر»، وباتت خلفها بالاف الاميال، وكل اتهام منها فهو حكما مفبرك حتى لو صدر عنها حكم ببراءتها، ايضا، فالمقاومة التي تقاتل باليد والسلاح والكلمة والدم والمال، هي الان رأس حربة بمواجهة المشروع الاميركي الصهيوني – التكفيري، في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن والبحرين، وانها لا يمكن ان تأخذ بالاعتبار محكمة غير قانونية وغير دستورية وانشائها جاء بقرار من صغرى مكاتب السي اي ايه في المنطقة. بالرغم من شعور المقاومة بافتقادها رجل كان يمكن ان يكون حليفا استراتيجيا للمقاومة وهذا ما ادى الى اغتياله.

ودعت المصادر قوى الرابع عشر من آذار الى عدم استعمالها مجددا لاثارة زوبعة اعلامية من هنا وهناك بهذه القضية وعليها ان تدع الرئيس الحريري يرتاح في مثواه الاخير.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى