مقالات مختارة

هل يكفي ان نعرف ماذا نأكل ؟ خديجة ياسين

 

ظهرت موجة من ردود الفعل الشعبية والسياسة التي أثارها المؤتمران الصحافيان اللذان كشف فيهما وزير الصحة وائل ابو فاعورعن بعض المخالفات الخطيرة في عدد كبير من المؤسسات الغذائية على مساحة الوطن وحيث لا تتوافر شروط السلامة الصحية للمواطنين.

منهم من اعتبرها تشهيرا بالمؤسسات وتهديدا للسياحة وغير ذلك، لكنها جاءت خطوة تصب في مصلحة المواطن اللبناني. لان ما قام به الوزير ابو فاعور يعتبر بالنسبة للمواطنين اللبنانيين عملا جيدا جدا ومهما لأنه كشف لهم عن مواقع ومصادر الامراض والمخاطر التي تهدد حياتهم وحياة أبنائهم، وعلى الرغم من ان المعلومات التي كشف عنها الوزير مريعة ومرعبة لما تحتويه المواد التي تم اجراء الفحوصات المخبرية عليها من بكتيريا منها سالمونيلا وE.coli والبكتيريا الهوائية وغيرها، لكن المواطن بات يعرف من أين يجب ان يأكل وماذا يأكل، وأي من المؤسسات والسوبر ماركيت والمحال التي يجب ان يقاطعها، والتي تمثل زيارتها والشراء منها خطرا على صحته وسلامته.

يجب ان تستمر الحملة وان يكشف المزيد والمزيد وان تستكمل الاجراءات بحق المؤسسات والتجار، وربما يشكل الاعلان عن المؤسسات امام الرأي العام رادعا لمالكيها ليلتزموا بالشروط الصحية ويحسنوا من منتجاتهم ومبيعاتهم.

كشف الوزير ابو فاعور في مؤتمره الصحفي الأول عن تقصير وزارة الصحة “على الرغم من وجود عدد كبير من المفتشين والمراقبين الصحيين الموجودين في المناطق وأطباء أقضية ومحافظات، وانه من المفترض أن يكون عمل هؤلاء دوريا وروتينيا في زيارة المؤسسات التي تعنى بالغذاء والكشف على ما يباع فيها للتأكد ما إذا كان مستوفيا للشروط الصحية والغذائية”. وأسف أبو فاعور “لكون هذا الأمر لا يتم إلا نادرا”.

من المفترض إذا ان يلتقي الوزراء المعنيون على كل ما من شأنه ان يؤمن سلامة وصحة الشعب الذي يرزح تحت وطأة العديد من المشاكل المعيشية والاقتصادية، وان يبدأوا بالمحاسبة من وزاراتهم، لوضع حد للتقصير ولفرض استمرارية المراقبة، فالمطلوب هو المضي في هذا الملف قدما ووضع خطط وفرض رقابة مستمرة تشارك فيها كل المؤسسات المعنية .

غير صحيح انه لا داعي للهلع والخوف فحجم المخاطر كبير على صحة المواطنين فمثلا الاصابة ببكتيريا E.coli تسبب بالإسهال والمغص والاعياء والجفاف، ويحدث أحياناً ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.

اما بكتيريا السالمونيلا فهي تسبب الحمى والمغص والإسهال والتقيؤ، والسالمونيلا خطيرة على حياة الرضع والأطفال الصغار والنساء الحوامل وكبار السن.

الذي نشر كان جزءا مما سينشر في الأيام القادمة بحسب الوزير ابو فاعور وعلى ما يبدو ان الآتي أعظم والعبرة بالعمل لاحتواء تلك المخاطر وفرض تراجعها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى