مقالات مختارة

بري لزواره: ملامح إيجابية قد تشكل منعطفاً في المنطقة محمد بلوط

 

ينقل زوار الرئيس بري تفاؤله، المقرون دائماً بالحذر، من التطورات التي تشهدها المنطقة لا سيما على صعيد اجواء المفاوضات حول الملف النووي الايراني، والحراك الناشط في موسكو بشأن الازمة السورية.

ويتابع رئيس المجلس شخصياً وعبر معاونيه باهتمام الوقائع التفصيلية لهذه التطورات والتقارير المتعلقة بها، مبدياً امام زواره تفاؤلاً نسبياً قد يمتد الى الساحة اللبنانية لا سيما على صعيد ازمة انتخاب رئىس الجمهورية.

ويلمس الزوّار من رئىس المجلس انه يعول على ان تتطور الامور ايجاباً على مستوى هذين الملفين الخارجيين، خصوصاً ان الوضع الداخلي على الصعيد السياسي يراوح مكانه لا سيما على صعيد موضوع الرئاسة.

وما يشجع على التفاؤل النسبي هو أن أجواء المفاوضات في مسقط بين الايرانيين من جهة والاميركيين والاوروبيين من جهة أخرى تتسم بجدية ملحوظة، خصوصاً انها تتناول التفاصيل ما يعني الرغبة في احراز تقدم جاد في معالجة الملف النووي الذي يعتبر مفتاح العلاقات بين طهران والغرب عموما وطهران وواشنطن خصوصاً.

واذا كانت الاجواء التي تسربت عن هذه المفاوضات لا تؤكد الوصول الى نتائج ايجابية حاسمة الا ان ردود افعال وموقاف الاطراف المعنية تؤشر الى ان ما جرى يمكن وضعه في الخانة الايجابية التي تبعث على الاعتقاد بأن هناك ملامح الوصول الى نقاط اتفاق في شأن هذا الملف.

ويقول الرئيس بري، حسب زواره، انه اذا ما سارت الامور بشكل جيد وإيجابي في هذا الشأن فان ذلك سيعتبر مفصلا مهما في مسار العلاقات الايرانية ـ الاميركية والايرانية ـ الاوروبية، مستدركا بالقول «علينا انتظار مزيد من الاشارات الايجابية وحصول تقدم فعلي في هذه المفاوضات».

ويضيف بان حصول هذه المفاوضات في مسقط وما تلعبه عمان من دور في هذا المجال استنادا الى خصوصية علاقتها مع طهران، يعتبر امر مشجع يساهم في اخفاء اجواء التفاؤل بشأن هذه الجولة الجديدة من المفاوضات.

وفي شأن الحراك التي تشهده موسكو مؤخراً حول السعي للحل السياسي في سوريا، يقول الرئيس بري ان هناك اجواء ومناخات يمكن ان تدفع باتجاه تحريك الحوار لحل سياسي في سوريا لا سيما في ضوء تعاظم خطر التنظيمات والجماعات الارهابية في المنطقة والعالم.

ويلاحظ ايضاً انه الى جانب اللقاءات الجارية في العاصمة الروسية يبرز سعي الموفد الدولي دي ميستورا مؤخراً لتخفيف الاحتقان ووقف القتال في منطقة حلب ورد القيادة السورية بالاستعداد لدرس هذا الموضوع.

وبرأى الرئيس بري ان هذه الحركة الناشطة في روسيا تؤشر الى ان اموراً معنية تحصل على مستوى تغليب الحل السياسي في سوريا، وهذا سيتأكد اكثر اذا ما ظهرت اشارات اوضح من الولايات المتحدة على انها لا تعارض المسعى الروسي وبالتالي الحوار الذي بدأت تفتح ابوابه بين النظام والمعارضين السوريين الذين يتواجون ويتوافدون الى موسكو، مع العلم ان ما يسمى الائتلاف الوطني لم يعد المفاوض الوحيد حتى بنظر واشنطن وحلفائها الاوروبيين.

والجدير بالذكر في هذا المجال ان الرئيس السابق للائتلاف المذكور معاذ الخطيب اعرب عن استعداده من موسكو على الحوار مع الجميع من دون شروط، ضاربا باب النظام للتفاوض من اجل الحل السياسي بعد سقوط الرهانات على الحلول العسكرية.

وبرأي الرئيس بري ان الحوار الذي تسعى اليه موسكو لتكريس العمل على حل سياسي للازمة السورية هو المسار المناسب، مشيرا الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت وما زالت مع الحل السياسي، وقد عبرت عن ذلك بكل صراحة ووضوح في مناسبات ومحطات عديدة واخرها للموفد الدولي دي ميستورا.

ويبقى الحذر قائما بانتظار صدور اشارات ايجابية صريحة من واشنطن للسير في هذا المسار او الاقلاع عن عرقلة الجهود التي تبذلها روسيا لبلورة حل شامل يقال انه يرتكز على تشكيل حكومة ائتلاف وطني من الموالاة والمعارضة مناصفة، مع بقاء الرئيس الاسد رئيساً للبلاد.

ولم تتضح ملامح اخرى من مشروع الحل لا سيما ما يتعلق بصلاحيات هذه الحكومة، وصلاحيات رئيس الجمهورية التي تعتبر اليوم صلاحيات واسعة وشبه مطلقة في العديد من المجالات.

اما الجانب الثاني الذي ترتكز عليه جهود موسكو هو الاجماع على محاربة الارهاب والجماعات الارهابية لا سيما «داعش» و«جبهة النصرة» التابعة للقاعدة.

وبانتظار جلاء الصورة اكثر، ان بالنسبة لمفاوضات الملف النووي الايراني ام بالنسبة للمحاولات الروسية المتجددة من اجل حل سياسي في سوريا، يرى الرئيس بري من زواره ان هناك برقاً يلمع اليوم في سماء المنطقة، فاذا سارت الامور بشكل جيد فان ذلك سيكون منعطفاً ايجابياً للغاية على الصعد كافة، وبالتالي سينعكس على لبنان ايضاً.

ومما لا شك فيه فان الاستحقاق الرئاسي العالق سيتأثر بشكل ايجابي بهذه التداعيات التي من شأنها ان تؤدي ايضا الى نتائج ايجابية اخرى على صعيد دحر الارهاب في المنطقة.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى