مقالات مختارة

لا سامية جديدة في القارة القديمة… غي بخور

 

الكثيرون في اوروبا يفهمون أن تأييد الدولة الفلسطينية رغم عدم وجودها معناه تدمير دولة اليهود، وهي دولة اسرائيل. لذلك فان طرح الموضوع في البرلمانات في دول مختلفة يحمل معنى مزدوجا: لاسامية وأسلمة. وهذا لا صلة له بالفلسطينيين .

نعم، في حين أن اغلبية ضحايا الكارثة ما يزالون على قيد الحياة، ومعظم الدول الاوروبية لم تقم في استيضاح دورها في تدمير اليهود في القارة، فان الوحش اللاسامي يرفع رأسه من جديد وبطريقة ممأسسة، ليس فقط من خلال الكلمات والشعارات العنصرية، أو في صالونات اليسار السام، بل ايضا في البرلمانات. وبذلك تعود اوروبا الى سنوات الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي.

لا يوجد خجل أكبر من ذلك لقارة تعتبر نفسها مدافعة عن حقوق الانسان لكنها في نفس الوقت تنسى الانسان اليهودي. وفي حين أنها هي التي تفحص الآخرين بناءً على حقوق الانسان فهي تتجاهل ما يحدث عندها في البيت. من جهة الاعلام الاوروبي فانه لا تتم تغطية هذا الامر، والشرطة المحلية ايضا ليست معنية بالاهتمام والدفاع، واليهود يشعرون بأنهم متروكون لمصيرهم.

يجب استدعاء وزير الاتحاد الاوروبي – الذي يرى كل الوقت الفلسطينيين فقط – بعد كل هجوم على اليهود أو على اسرائيل، والطلب منه لأن يتخذ خطوات. هناك للاتحاد الاوروبي وزيرة خارجية جديدة، وقد حان الوقت لأن تبدأ بمعالجة المشكلة، قبل أن تصبح اوروبا من جديد بدون يهود، ويعاقب التاريخ كليهما. إن التعامل مع موضوع الفلسطينيين هو أمر جيد لكن المواطنين في اوروبا أهم. من الجيد اقامة نصبا تذكارية للكارثة، وهذا لا يحتاج أي جهد. لكن ماذا عن اللاسامية الحالية؟ اللاسامية الجديدة تلتقي مع القديمة، حيث أن النصب التذكارية والمقابر لليهود من ضحايا الكارثة يتم تدنيسها بشكل يومي.

هذه ايضا هي أسلمة. فالمبدأ يقول: كلما تورطت الدولة أكثر مع المهاجرين اليهود كلما زاد الاهتمام بفلسطين، وهذا يشبه التمرد.

ليس صدفة أن السويد التي تصل نسبة المهاجرين فيها نحوا من 20 بالمئة وتزداد 1 بالمئة كل سنة، هي الرائدة في هذا الموضوع. وهناك دولا اخرى تفهم أن هذا هذيانا معقدا وهي تضع الحدود لذلك. لكن هناك دولا معنية بالحفاظ على الهدوء في داخلها. وفقط قبل عامين حدثت مظاهرات في ستوكهولم من قبل مهاجرين مسلمين، وقد عاد الهدوء بعد أن تمت الاستجابة لمطالب المهاجرين. هذا هو السبب في أن يهود فرنسا يهاجرون الى اسرائيل بشكل كبير، فهم يدركون أنه ليس لهم مستقبل في فرنسا.

لذلك، من الجيد أن يعلم كل مواطن اوروبي مغزى هذا التهديد الذي يسمى دولة فلسطين. صحيح أنه يوجه ضد اسرائيل واليهود، واوروبا خبيرة بذلك على مدى ألف عام من احتقار اليهود واهانتهم وطردهم وقتلهم، لكن التهديد في هذه المرة يوجه ضد المواطن الاوروبي. إن التاريخ غريب جدا: في الاربعينيات لم يكن ليهود اوروبا مكانا يذهبون اليه، حيث أن دولتهم، اسرائيل، لم تكن قد نشأت بعد. أما اليوم فانه ليهود اوروبا مكان يذهبون اليه، الى دولتهم التي هي دولة اسرائيل، والتي ستقوم باستيعابهم في احضانها. لكن الى أين سيذهب باقي الاوروبيين عندما ينفجر البركان.

(يديعوت احرونوت)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى