مقالات مختارة

تحديات الأمن القومي التركي: مواجهة غولين .. ومصير حلب محمد نور الدين

 

عقد مجلس الأمن القومي التركي، أمس، جلسة تميزت بأنها الأطول في تاريخ جلسات المجلس، إذ استمرت أكثر من عشر ساعات، وهي الأولى برئاسة رجب طيب اردوغان كرئيس للجمهورية.

وكان لافتاً ان مجلس الامن القومي لم يعقد جلسته في القصر الرئاسي الجديد، بل في قصر تشانقايا القديم، بالرغم من أن اردوغان انتقل إلى القصر الجديد.

وذكّر هذا الاجتماع الطويل، في شكله ومضمونه على حد سواء، بالاجتماع الشهير لمجلس الأمن القومي التركي في 28 شباط العام 1997، والذي اتخذ قرارات كانت في أساس الإطاحة بحكومة نجم الدين أربكان، وبدء حرب الألف عام ضد التيار الإسلامي، الذي كان يوصف بالتيار الرجعي.

اجتماع 30 تشرين الأول العام 2014 اتخذ قرارات شبيهة باجتماع 28 شباط العام 1997، إذ تحدث في بنده الأول عن ضرورة تصفية «الكيان الموازي» أي جماعة فتح الله غولين الإسلامية، التي اتهمها اردوغان بأنها كانت وراء احداث جيزي ـ تقسيم، وفضيحة الفساد، والإعداد للقيام بانقلاب ضد سلطة «حزب العدالة والتنمية».

أكثر من ذلك، فقد بات «الكيان الموازي» عنصر تهديد للأمن القومي سوف يدرج ضمن «الكتاب الأحمر» الذي يتجدد كل خمس سنوات، ويتضمن التهديدات التي تواجهها تركيا.

وكان اردوغان قال، أثناء زيارته استونيا الأسبوع الماضي، إن تهديد جماعة غولين سيتم تناوله في مجلس الأمن القومي، الذي سيرفع توصية إلى الحكومة التي ستقرر إدراج التهديد ضمن الكتاب الأحمر أو «الوثيقة السياسية لمجلس الأمن القومي».

اجتماع مجلس الأمن القومي أمس تناول العديد من الموضوعات المهمة والضاغطة والحساسة. من ذلك مسألة عبور قوات من «البشمركة» الأراضي التركية إلى مدينة عين العرب (كوباني) السورية، حيث كان خيار تركيا الأول إرسال عناصر من «الجيش السوري الحر» ومن ثم «البشمركة» التي ترى أنقرة أنها يمكن أن تحل محل مقاتلي «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سوريا الذي تتهمه أنقرة بالتعاون مع النظام في سوريا.

غير أن صحيفة «راديكال» تنقل عن مصادر متابعة أن موضوعاً آخر على قدر كبير من الحساسية، تم تناوله في اجتماع مجلس الأمن القومي، وهو مصير مدينة حلب.

تقول الصحيفة إن أول من أشار إلى إمكانية إرسال مقاتلين من «الجيش الحر» إلى عين العرب هو اردوغان شخصيا. في حين أن أحد المتحدثين باسم «الجيش السوري الحر» نزار الخطيب قال في لقاء في اسطنبول مع بعض الصحافيين إن فكرة إرسال قوات من «الحر» إلى عين العرب ليست جيدة، لأن ذلك سيضعف الدفاع عن حلب، التي تقع على بعد 60 كيلومترا من الحدود التركية، وهي محاصرة من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» مثلها مثل عين العرب. وهي مهمة جدا بخلاف عين العرب غير المهمة، إذ ان حلب هي المدينة الثانية في سوريا، ولها أهمية خاصة، بل مفتاحية، لتركيا وفقا للصحيفة.

وتقول الصحيفة انه وفقا لتقييمات أنقرة العسكرية فإن شمال المدينة يسيطر عليه «الجيش الحر»، بينما يتقاسم النفوذ في قسمها الجنوبي كل من الجيش السوري و«جبهة النصرة». ولو أن قوات «داعش» انطلقت من عين العرب والرقة إلى حلب، فإن المدينة ستكون مهددة بالوقوع في قبضة «الدولة الإسلامية».

وتضيف ان «أنقرة ليست فقط قلقة من سقوط حلب بيد داعش، بل إنها تحولت إلى كابوس لدى الحكومة التركية. إذ انه إلى جانب الاعتبارات الأمنية لسقوط حلب، ومن بينها مصير ضريح سليمان شاه، فإن ذلك سيخلق موجة نزوح تتجاوز المليون ونصف المليون في اتجاه تركيا. وهذا في أساس مطلب أنقرة إقامة منطقة عازلة. وترى أنقرة انه يمكن عرقلة سقوط حلب بيد داعش في حال إقامة منطقة حظر طيران ومنع الطائرات السورية من قصف الجيش الحر».

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى