مقالات مختارة

داعش الوهابية ..قاتلوا فكرهم اوﻻ د.حسن السيد سلمان


ظاهرة داعش والنصرة او كل اجيال القاعدة …يجب ان تفهم وفق المعادلة التالية :-ان الكثير من اﻻفكار والمواقف الصادرة من صميم تلك الجماعات فان رواجها ونموها في مجتمعنا اﻻسﻻمي مقترن بتوافر عوامل متعددة لكن اهمها المرتكز الفكري ثم تﻻزمه بالسلطة الداعمة له لردع مخالفيه وطبعا هذا يستتبعه المال الممول ﻻنتشار الفكر سواء بقصد اﻻغواء او توفير المؤسسات ﻻنتشاره..ثم يأتي اﻻعﻻم في كل الثﻻثية المتقدمة ليدخل في تفعيل الفكر وترويجه..!!

وهنا يجب ان تسمى اﻻمور باسمائها وتحدد المسؤليات على اساسها..فنقول ان الطائفة السنية الكريمة ،.فقهائها وعلماءها وحسب التسلسل الزمني بدأ من اﻻمام ابو حنيفة النعمان 150-80للهجرة..ومالك والشافي واحمدبن حنبل المتوفي 241ه فاﻻمام الشافعي في مصر، ومالك في المدينة المنورة .،وابو حنيفة وابن حنبل في العراق..رحمهم الله تعالى جميعا..والسؤال كيف يأتي بعد اكثر من الف سنة من هذا التاريخ والتطور المعرفي والفكري اﻻسﻻمي .، كيف يأتي مذهب مصطنع تأسس على كل انواع البجع وفتاوى التكفير ليلغي هذا التاريخ ..!!؟ سؤال محير ..! لكن الحقيقة يجب ان تقال ..انه محمد بن عبد الوهاب (مؤسس الحركة الوهابية) الذي قال عنه مفتي مكة المكرمة اواخر العصر العثماني “الشيخ محمد زيني دحﻻن” (ان اركان اﻻسﻻم عنده اي -محمد بن عبد الوهاب- ستة ..والسادس هو :-ان من لم يتبعه فليس بمسلم..)..!!كيف تمكنت الظاهرة الوهابية وهي الحاضنة اﻻساسية للفكر التكفيري -لداعش او ماعش او نصرة او اي من مسميات القتل..كيف تمكنت في جانبها الفكري وبزمن قياسي من مصادرة اﻻرث الفقهي والانتاج الفكري والعقائدي للمذاهب والمدارس اﻻربعة والعبث بمضامينها وتشويه اسسها حتى صار اﻻسﻻم كله مهددا فكرا ومجتمعا.!؟..والجواب كان ذلك :-بسلطة المال والجهل والدعم السياسي الذي توفر لهذه الحركة من خﻻل.” الدرعية”مقر آل سعود ومن خﻻل الدعم الخارجي المخابراتي البريطاني عن طريق الجاسوس المعروف “همنفر”..حيث قدم له محمد بن سعود المﻻذ اﻻمن والدعم وكان اﻻتفاف والتعاقد بين هذا الثالوث يقوم على “” الدعوة لمن يقبلها..والمال لمن يبشر بها..والسيف والقتل لمن يرفضها..”” وتم استكمال هذه الحلقة باﻻتفاق الثﻻثي بين .”مستر همنفر” وأل سعود..ومحمد بن عبد الوهاب .وقامت ثنائية السلطة بالتزاوج والتعاون بين المذهب الوهابي والعائلة الحاكمة الى يومنا هذا…!!وقد كشف هذا اﻻمر تطور اﻻحداث ووثائق الحكومة البربطانية ولنأخذ هذه الشهادة من مذكرات الجاسوس همنفر..””فيقول:-بعودتي الى بريطانيا رسمنا خطة من خمسين صفحة ترمي الى تحطيم اﻻسﻻم والمسلمين خﻻل قرن واحد من الزمن…وقد ربطنا مع محمد بن عبد الوهاب صلة قوية من اجل تحقيق اهدافنا وتم تقديم اﻻغراءات له..وكانت اولى المباديء في خطتنا هي- تكفير كل المسلمين-واباحة قتلهم..وكان من تجليات هذه الخطة هدم العتبات واﻻضرحة واﻻماكن المقدسة عند المسلمين ..بأسم انها وثنية وشرك بالله. .””

اليوم هو امتداد لهذه الحلقة الثﻻثية التي تجمع ما بين الفتوى ومال النفط وتبني سياسة القتل والتكفير بهدف العبث في بﻻد المسلمين من العراق الى سوريا ولبنان واليمن ومصر وباقي بﻻد المسلمين..

لقد استولدت لنا المدرسة الوهابية باﻻمس القاعدة واليوم داعس و..دامس والنصرة …وكلها تنهج فكرا تربية وهابية وتمول من النفط ومال المسلمين وتغطى سياسيا من احزاب ودول كبرى بهدف تجمير اﻻسﻻم السني والشيعي على حد سواء..فسهام ترمى على اﻻزهر الشريف وتضعيفه وتوهينه..وهو دائما كان “المرجعية” التي تمثل اﻻعتدال والتقارب بين المذاهب اﻻسﻻمية كما وان الوهابية تسعى جاهدة لتعطيل ادوار الجوامع والمساجد والمراكز اﻻسﻻمية وحرفها عن مسارها اﻻسﻻمي واﻻيماني اﻻصيل وتزرعها بهذا الفكر الهدام الذي يقوض اسس الدين والمجتمع….

لكن في المقابل نحن اليوم وفي الساحة اﻻسﻻمية السنية على وجه الخصوص علماء وفقهاء ومفكرون وقادة راي يعلمون تماما ان مبادئ الوهابية ومتبنياتها من جماعات القتل والتكفير هي مخالفة بتمامها الى عقائدهم وتاريخهم الفكري والعقائدي.؛ وان مدارسهم اﻻربعة وبالتنسيق مع المدرسة الجعفرية الساندة لهم فان لها من العمق النفسي والروحي واﻻيماني الذي يقف حاجزا وسدا ومانعا في وجه من يروم الى مصادرة القرار الديني والسياسي …وان التصادم الحقيقي واقع ﻻ محالة مع من يستند ويستمد شرعيته من الكتاب والسنة النبوية الطاهرة..ابناء الصحوة اﻻسﻻمية المباركة .،وبين من يسعى الى ضرب اﻻسﻻم ووحدة ابناءه واشعال الفتن في المجتمع ﻻغراض سياسية وسلطوية ومشاريع صهيونية واستكبارية امريكية وغربية…وان القرار سيعود ﻻهله وهو امر محتوم انشالله. .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى