مقالات مختارة

نتنياهو وترامب… والعيش في ظل التحقيقات: ناحوم برنياع

 

في 13 آذار/مارس 1996 انعقد في شرم الشيخ مؤتمر قمة. وكان المخرج الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. موجة الإرهاب الحماسي التي بدأت في كانون الثاني/يناير وبلغت ذروتها في شباط/فبراير هددت فرص بيرس للفوز على نتنياهو في الانتخابات بعد شهرين من ذلك. كلينتون أراد جدا أن ينتخب بيرس واستثمر كثيرا في المفاوضات مع الفلسطينيين ولم يرغب في أن يضيع استثماره هباء. فقد اعتقد بان صورة جماعية للزعماء من العالم ومن المنطقة، مع بيرس في مركزها ستحدث التغيير. بل وقام بزيارة إلى إسرائيل في إطار المهمة ذاتها. أمريكا، التي تشكو بمرارة من التدخلات الأجنبية في الانتخابات عندها لم تتردد أبدا بالتدخل في انتخابات الآخرين .

كنت هناك. لم يكن تقدم نحو السلام. ولكن الصورة كانت مثيرة للانطباع. أما ما حصل في الانتخابات فكلنا نعرفه.

في الاسبوع القادم سيهبط نتنياهو في واشنطن وسيكون الاحتفال عظيما. كلينتون تحدث بإعجاب عن رابين؛ بوش الثاني توصل إلى علاقات ثقة عميقة، حميمية، مع أولمرت؛ العلاقة بين ترامب ونتنياهو حملت طابعا آخر.

اثنان يركبان ذات الموجة السياسية، كلاهما يتحدثان باسم الفكر ذاته. توجد بينهما أخوة الخاضعين للتحقيق وإحساسا مشتركا للضحية. أما الاعداء، بعضهم حقيقيون، بعضهم وهميون، فهم ذات الأعداء. نتنياهو بحاجة لترامب كي يدافع عن نفسه ضد التحقيقات في الداخل.

ترامب بحاجة لنتنياهو كي يثبت بأن سياسته الخارجية تعطي ثمارا ـ توجد دولة غربية واحدة معجبة به. ونتنياهو سيوفر له هذا الإعجاب بوفرة.

سيذكر نتنياهو موفدي مؤتمر اللوبي اليهودي بأن ترامب، هو وليس أسلافه، قرر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. والتصفيق سيستمر لدقائق طويلة. هذا جيد لترامب وجيد لنتنياهو. السفارة كان ينبغي نقلها قبل 1967. ما أعاق النقل كان الوهن الدبلوماسي لرؤساء سابقين وسلم أولويات حكومية إسرائيلية في مداولاتها مع واشنطن. فالقرار أزال مشكلة وخلق مشكلة أخرى. في غربي القدس ستكون من الآن فصاعدا سفارتان أمريكيتان، واحدة لإسرائيل وأخرى، منفصلة، لفلسطين.

لم يكن أي شيء صدفة في قرار تسريع النقل وإلصاقه، بشكل رمزي على الأقل لاحتفالات السبعين للدولة. كعمق التحقيق، عمق الاعتراف. سفير إسرائيل في واشنطن، رون ديرمر، يطلب، والبيت الأبيض يستجيب. وهذه العلاقات ستستمر حتى لو اضطر جارد كوشنير، صهر ترامب اليهودي، إلى الرحيل. فقد ادعت صحيفة «واشنطن بوست» هذا الأسبوع بان أربع دول أجنبية شجعت كوشنير على خدمة مصالحها في الإدارة: الصين، الإمارات، المكسيك استغلت المصاعب التي علقت فيها مصالحه التجارية الخاصة؛ وإسرائيل استغلت جهله في مواضيع المنطقة. لم يكن مفر من تخفيض مستوى التصنيف الأمني له وهكذا أفرغت مناصبه من محتواها.

الثلاثة يعيشون في ظل التحقيقات. وحسب كل المؤشرات، فأول من سيسقط يكون كوشنير.

يديعوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى