مقالات مختارة

كيري يهدد بحرب لا نهاية لها في سوريا: فينان كانينغهام

    

 

هدد صانع السلام المزعوم جون كيري بشن حرب لا نهاية لها في سوريا – إذا وافقت دول الشرق الأوسط على طلب الولايات المتحدة بتغيير النظام،لغة الدبلوماسي ليست حسنة النية ابدا، المفترض انه معني بتقديم صورة السياسي المسؤول عن وضع حد للنزاع السوري المستمر منذ خمس سنوات .

بدا وزير الخارجية الاميركية حريصا على تخفيف معاناة السوريين الذين فقدوا على مدى السنوات الخمس الماضية نحو أربعمئة ألف ضحية بالإضافة الى تشريد الملايين منهم وأي شخص لم يتم غسل دماغه عبر الدعاية الإعلامية الغربية يعرف تماما أن معاناة سوريا سببها واشنطن وحلفاؤها الراعين للحرب السرية التي تقودها لتغيير النظام في ذلك البلد.

كان كيري يتحدث خلال جولة أخرى من المفاوضات الفاشلة – وهذه المرة في فيينا – جنبا إلى جنب مع قادة آخرين من مجموعة الـ 17 دولة التي تضم روسيا، فضلا عن الأمم المتحدة و”مجموعة الدعم” هو اسم خاطئ لكيان يضم في صفوفه -الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية وتركيا – التي فعلت كل ما في وسعها لرعاية حرب إرهابية بالوكالة على سوريا.

نقل تقرير “صوت أمريكا” الذي جاء تحت عنوان “الولايات المتحدة لا تزال تملك نفوذا في سوريا”، عن كيري قوله: “ان أكبر تأثير في سوريا هو أن يصبح الرئيس الأسد وأنصاره غير قادرين على وضع حد للحرب ويرفضون التفاوض على التسوية السياسية“.

وبعبارة أخرى، كبار “دبلوماسي” أميركا يعطون مهلة جنائية لدولة ذات سيادة ولحكومة ولرئيس منتخب. كيري يقول بعبارات لا لبس فيها أنه: “اذا لم تستطع السلطات السورية تقبل طلب واشنطن لتغيير النظام، سوف تواجه البلاد حربا قد لا تنتهي“.

بالطبع، لكونه دبلوماسيا متمرسا لا يستخدم كيري مصطلحا غير قانوني مثل “تغيير النظام”، بل يتحدث عن “انتقال سياسي”. وكان قد قرر ان يكون شهر أغسطس موعدا لهذا “التحول”. ولكن بلغة ملطفة يقول كيري: يجب اخلاء مركز الرئاسة والحكومة السورية – أو مواجهة المزيد من العنف والدمار.

هذا هو الهدف السياسي الذي ارادته واشنطن وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي، والمملكة العربية السعودية وتركيا طوال الوقت. هم يريدون من الحكومة السورية المستقلة المناهضة للامبريالية ان تفسح المجال امام النظام المركب الذي من شأنه أن يكون دمية لصالح اهداف واشنطن الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجية الحيوية الغنية بالنفط.

أي نظام بديل سيزدري حلفاء سوريا السابقين روسيا وايران وحركة المقاومة حزب الله في لبنان ويلتحق بعملاء واشنطن في المنطقة.

في الواقع، إن التغيير المؤيد للديمقراطية الذي تريد واشنطن تثبيته في سوريا سوف يسيطر عليه نظام قمعي، وسيكون بمثابة خيانة لمصالح الشعب السوري. نستطيع أن نعول على هذه النتيجة لأن الوكلاء الذين يشنون الحرب السرية التي تقودها واشنطن هم من المتطرفين المنحازين بالكامل الى الجهات الراعية الاستبدادية في المملكة العربية السعودية وتركيا.

ثقة كيري الواضحة في التنبؤ بأن سوريا ستواجه حرب استنزاف إذا لم تستسلم هو اعتراف ضمني من جانب واشنطن بان الفصائل المسلحة تسيطر بشكل غير قانوني في سوريا ولكن أي شخص لديه علم بحقيقة ما يحدث في سوريا وغيرها من البلدان التي تعرضت لتغيير الأنظمة الذي قادته الولايات المتحدة يعرف أن واشنطن قد دبرت هذه المجموعات الإرهابية نفسها لأهداف سياسية إجرامية.

هذا ما تؤكده حقيقة أن واشنطن ترفض تنسيقا (غير فعال) لحملة القصف مع روسيا للقضاء على الجماعات الإرهابية. ويبرر ذلك حقيقة رفض واشنطن وحلفائها لمقترحات روسيا في مجلس الأمن والأمم المتحدة لتعريف بعض الجماعات الإرهابية – جيش الإسلام والأحرار الشام- بأنها إرهابية.

جيش الإسلام وأحرار الشام يخوضون حربا خسيسة وهمجية ويمتلكون جميع المزايا الأخرى المعروفة لتنظيم القاعدة. هم جميعهم يعتنقون نفس الايديولوجية. حيث يقاتلون الى جنب بعضهم البعض وفي نهاية المطاف هم يعتمدون على نفس الجهات الراعية والأسلحة الأميركية المصدر.

اعترف علنا ​​بأن حلفاء أميركا المملكة العربية السعودية وتركيا، وكذلك قطر، يمولون جيش الإسلام واحرار الشام، وأن هذه العلاقة بمثابة قناة للأسلحة الأمريكية التي تصل من وكالة الاستخبارات المركزية.

وإلا لماذا يبدأ جون كيري حديثه “الدبلوماسي” في فيينا عن زيارته العاجلة إلى العاهل السعودي الملك سلمان في نهاية الأسبوع فبحسب ما أورد كيري ناشد النظام السعودي الراعي لأحداث 11/09 دعم حملته الدبلوماسية في فيينا. وتحدثت وسائل الإعلام الغربية عن زيارة كيري للسعودية كما لو كانت مهمة حميدة، ولكن كل ما كان يحاول ان يفعله هو الحصول على الدعم السعودي للتراجع عن الحرب على الإرهاب في سوريا.

واشنطن تسعى في الوقت الراهن إلى انتزاع تغيير النظام في سورية من خلال اتباع “المسار السياسي”. هذه هي توقعات وسائل الإعلام الغربية الساذجة وذرائع كيري “بالتفاوض على السلام الولايات المتحدة والسعودية تحتفظان بحق استخدام “الخطة ب” إذا لم يحقق المسار السياسي تغييرا في النظام.

هذا هو ما يعنيه كيري حقا عندما قال في فيينا أن “الأسد وأنصاره لن يكونوا قادرين على وضع حد للحرب في سوريا إذا ما رفضوا التفاوض على تسوية سياسية.”

نفوذ” واشنطن في سوريا، يخفي حقيقة شيطانية بأنها وحلفاءها الاستبداديين في نهاية المطاف يمكنهم تشغيل وإيقاف العنف بما يتلاءم مع مصالحهم، ويعتمد هذا العنف على المنظمات الإرهابية المعروفة، تلك التي ترفض واشنطن ادراجها كمنظمات “إرهابية لذلك دعونا نضع ذلك في منظور صارخ، فعلى الرغم من لقبه الغريب كدبلوماسي وصانع للسلام، وزير الخارجية الأمريكية جون كيري هو الوجه العام للمؤسسة الإرهابية.

من يعطي الحق لمجموعة ارهابية بان تهدد الدول ب “تغيير النظام أو الحرب”؟ لا يمكن ان يعتبر نفسه نموذجا للديمقراطية وحقوق الإنسان والاستقامة والتزام بالقانون.

جون كيري هو “بطل حرب”. خدم أربعة أشهر كضابط بحرية خلال حرب الإبادة التي شنتها الولايات المتحدة في فيتنام خلال أواخر ستينيات القرن الماضي إذا هو نفس كيري الذي يحاول إحلال السلام في سوريا !!.

كل ما تقوله واشنطن، مليء بالأكاذيب والخداع، والدرس: لا تدر ظهرك لواشنطن ودبلوماسييها وهم يناقشون سبل احلال السلام.

http://www.informationclearinghouse.info/article44724.htm

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى