مقالات مختارة

تحذيرات كلابر من الحرب الالكترونية د.منذر سليمان

 

جبهة اعداء جديدة

     لا تجهد الدولة التي كانت عظمى في استحضار معارك واعداء لتبرير “فراديتها وتميزها،” من جانب، وديمومة تشغيل اقتصاد الحرب من الجانب الآخر.

     بعد اعادتها لروسيا على صدارة قائمة الاعداء الوجوديين، والالتفاف شرقا لمواجهة الصين، استحدثت المؤسسة الاميركية الحاكمة جبهة الفضاء الخارجي وما يترتب عليها من تخصيص موازنات اضافية تثقل كاهل الميزانية العامة.

     في مطلع الاسبوع الجاري، وبينما كانت الجهود منصبة على معالجة لقاء جنيف بشأن الملف السوري، خصصت لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ جلسة استماع لمدير اجهزة الأمن الوطني، جيمس كلابر، محذرا من تفاقم وتيرة الهجمات الالكترونية والتي من شأنها “تقويض مكانة الولايات المتحدة اقتصاديا وكذلك الأمن الوطني.”

     واستعاد كلابر النزعة المتأصلة المعادية لروسيا متهما القوات الروسية “بانشاء جهاز قيادة العمليات الالكترونية لشن هجمات” ممنهجة، كما جاء في تقرير صادر عن قيادة الاستخبارات سلمه للجنة الكونغرس. واضاف التقرير عدة دول اخرى في مصاف مصادر التهديد للأمن الاميركي: الصين، ايران، وكوريا الشمالية.

     اما روسيا، وفق رؤية كلابر، فتشكل “اعظم تهديد الكتروني للمصالح القومية الاميركية .. واشد خطرا عما كان يعتقد سابقا.”

     يشار الى ان كلابر يأتي من صلب معسكر صقور الحرب في المؤسسة الحاكمة، وتربطه صلات وثيقة مع وزير الدفاع الاسبق روبرت غيتس، واحد اعوان وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد، وشارك الرئيس الاسبق جورج بوش الاب في مجموعة “ايران – كونترا،” او الفضيحة المعروفة باسم ايران-غيت.

     كما تجدر الاشارة في هذا السياق الى وثيقة صادرة عن البنتاغون، تموز 2015، تحدد معالم “الاستراتيجية العسكرية الاميركية” لضمان وحدانية سيطرتها على مفاتيح العالم عبر اشاعة العنف “لحماية اراضي الوطن الأم .. وصون المصالح القومية.. وتعكس الوثيقة – خارطة الطريق الاستراتيجية – تصميم المؤسسة الحاكمة القوي على الاستمرار بسياسات التدمير ونشر الحروب والفوضى الى ان يتم القضاء على كافة المنافسين التقليديين والصاعدين على السواء.

اميركا مصدر القرصنة

     نشرت صحيفة واشنطن بوست، تشرين2/نوفمبر 2013، مقتطفات من “وثائق عالية السرية،” اوضحت فيها ان الاستخبارات الاميركية “شنت نحو 231 هجوم الكتروني عام 2011،” استهدفت قوى ومنظمات دولية، من بينها ايران التي تعرضت منشآتها النووية لهجومي “ستكسنت و فليم،” مصدرها الولايات المتحدة.

     وافادة وكالة رويترز للانباء، 29 ايار 2015، ان الولايات المتحدة شنت هجوما الكترونيا شبيها بفايروس ستكسنت على منشآت كوريا الشمالية، 2009 و 2010 “لكن جهودها فشلت” في تحقيق المطلوب “وفق ما افاد به اخصائيون في العمليات السرية.” وعزت الوكالة فشل القرصنة الاميركية الى “عدم تمكن الخبراء الاميركيين التعرف واختراق الاجهزة المركزية للبرنامج النووي الكوري .. نظرا لافراطها في تطبيق السرية وقدرتها على فصل اجهزة الاتصالات الخاصة بذلك.”

     وفق محتويات وثائق المتعاقد السابق ادوارد سنودن، نقلت صحيفة ان ار سي هانلدزبادالهولندية ان وكالة الأمن القومي الاميركي “زرعت فايروسات ضارة في نحو 50،000 جهاز كمبيوتر على امتداد العالم .. لسرقة معلومات وبيانات حساسة.”

     اوضح جيمس كلابر في شهادته سالفة الذكر ان بلاده تعرضت لسلسة هجمات الكترونية متطورة في العام الماضي، والصقت تهمة قرصنة شركة سوني للافلام السينمائية بكوريا الشمالية.

     يشار الى ان الصين ايضا وجهت لها اتهامات بالقرصنة الضخمة العام الماضي عقب اختراق بيانات ادارة الرعاية الصحية المركزية والاطلاع على نحو 80 مليون ملف طبي؛ فضلا عن اتهامها ايضا باختراق شبكة اجهزة مكتب ادارة شؤون موظفي الدولة ونسخ ما لا يقل عن 22 مليون بيان بالغة الحساسية والخصوصية، من ضمنها بيانات تخص مدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون برينان.

     وحذر كلابر من انضمام فريق من اصحاب العقيدة لجهود القرصنة، لا سيما لعناصر تزعم بتأييد الدولة الاسلامية عقب اختراق بعض بيانات قيادة القوات الاميركية.

     واضاف ان القراصنة الاجانب “يشنون هجماتهم دون رادع ويقومون بمهام استطلاع، وتجسس، وشن هجمات الكترونية في الفضاء الخارجي نظرا ليسر سبل الوصول للهدف والكلفة المتدنية، والمردود الذي بانتظارهم، والتهرب من اي عواقب جادة.”

     وطمأن كلابر اعضاء الكونغرس على سلامة الشبكات المصرفية الكبرى والطاقة الكهربائية والتي تخضع لاجراءات وقاية شديدة وتبعد شبح الاختراق والقرصنة، مشددا على ان الولايات المتحدة تمتلك “قدرات هجومية” في هذا الشأن دون الخوض في التفاصيل.

            

تبلور التهديدات

     اقر كلابر ان كلا من روسيا والصين تمتلكان “برامج اختراق الكترونية بالغة التطور، تتبعهما كوريا الشمالية وايران اللتين تعززان قدراتهما الالكترونية على الدوام.”

     وخصصت البنتاغون بندا اضافيا في ميزانيتها العسكرية لمواجهة “تهديدات في طور التبلور،” قيمته 6.7 مليار دولار للانفاق على عمليات الحماية والقرصنة الالكترونية، بزيادة قيمية عن مخصصات العام الماضي بنسبة 16% “لمواجهة التهديدات المتنامية، ومصادرها ايضا.”

     ومن صلاحيات البنتاغون تعزيز هيكلية “قيادة الحرب الالكترونية،” التي تنوي رفدها بنحو 6،000 موظف واستكمال طواقمها الادارية العام المقبل، موزعون على 133 فريق متعدد الاختصاص في كافة اذرع القوات المسلحة.

     في هذا الصدد، توصلت الحكومة الاميركية الى “اتفاق انفراج الكتروني” مع الصين في شهر ايلول / سبتمبر الماضي، بيد ان معظم المؤشرات تدل على عدم ثقة اعضاء الكونغرس بفعالية الاتفاقية، وتعززت شكوكهم في اعقاب اعلان الصين عن تطويرها لسلاح “المدفع العملاق،” الذي يؤهلها لبسط سيطرتها بمراقبة الاتصالات الالكترونية خارج حدودها.

     اعرب رئيس لجنة القوات المسلحة، جون ماكين، في جلسة الاستماع سالفة الذكر، عن عظيم قلقه من استمرار اعتماد سلاح الجو الاميركي على صواريخ روسية الصنع لحمل معدات للفضاء الخارجي على رأسها اقمار اصطناعية متعددة الاهداف والتطبيقات. يذكر ان المركبة الفضائية الاميركية من طراز “اطلس 5” تسير بصواريخ اطلاق روسية الصنع من طراز (ار دي – 180).

     وفي معرض اجابته قال كلابر انه يفضل عدم الاعتماد على صناعة الصواريخ الروسية، لما تتضمنه من ثغرات تضر بالأمن القومي الاميركية، والى ان يحين موعد الانتهاء من التجارب على صواريخ اميركية لشركات خاصة، ابرزها “سبيس اكس.”

     والى ذلك الحين، تستمر برامج الفضاء الاميركية الاعتماد الكلي على صواريخ روسية لاطلاق حمولتها في المدار الخارجي للكرة الارضية، واستمرار الجدل والانتقادات السياسية لقصور التقنية الاميركية عن مثيلتها الروسية.

     ردد كلابر تعبير “التقنية المتبلورة” على اعضاء الكونغرس بغية حشد مزيد من الدعم للميزانيات المقترحة، والتي تندرج تحت عنوان “انترنت الاشياء،” وتتضمن مختلف اجهزة الاتصالات على كافة انواعها وارتباطها بشبكة توزيع الكهرباء وتقنية الذكاء الاصطناعي، والتي بمجموعها تشكل ثغرات أمنية محتملة للبنية التحتية المدنية وشبكات الاجهزة الحكومية.

     من بين تلك الاجهزة، الهواتف اللاسلكية، اجهزة التلفزيون، اجهزة الكمبيوتر، نظم الأمن المنزلي والتجاري، والتي توظف في مهام التجسس على الافراد داخل منازلهم وبث البيانات للدوائر الحكومية المعينة. في هذا الصدد، لم تقدم شركة مايكروسوفت لبرامج الكمبيوتر اتهامات الاخصائيين لها بأن احدث اصداراتها من برنامج “ويندوز 10” يرسل بيانات تحدد رقم اي جهاز يتم ربطه بشبكة الانترنت الى اجهزتها المركزية “بضع آلاف المرات يوميا.”

     الأمر الذي يضاعف من حجم المخاوف الأمنية لعموم الشعب على قدرة الاجهزة الأمنية القيام بتحديد هوية المستخدم ومراقبته ورصد تحركاته ونشاطاته وبيانات اخرى خاصة تعينها على ميل المستخدم للتجنيد، او على اقل تعديل فوزها باختراق شبكات النظم او الحصول على بيانات تؤهلها للدخول الآمن.

الصين وقرصنة الاقمار الاصطناعية

     شدد كلابر في شهادته على تنامي قدرات الصين التقنية “وتنفيذ اعمال تجسس الكترونية ضد الحكومة الاميركية، وحلفائها، والمؤسسات الاميركية” الهامة. ارتكز كلابر في اتهاماته الى دراسة اجراها طاقم من اربعة مهندسين صينيين في مركز البحوث الدفاعية ومقره مدينة شنغهاي، بعنوان “دراسة حول حرب الكترونية في الفضاء.”

     تفيد التقارير المنسوبة الى الدراسة المذكورة بأن الصين تعد لخوض حرب في الفضاء الخارجي تشمل هجمات على اقمار اصطناعية ثنائية الاستخدام، مدنيا وعسكريا، اتساقا مع فلسفتها “حرب الشعب الرقمية.” وشددت الدراسة على ان توصل الصين لامتلاك القدرة على شن حرب الكترونية في الفضاء الخارجي امر حيوي لتحديث القوات العسكرية الصينية.

     واوضحت الدراسة وفق المصادر الاميركية ان “الحروب الاستراتيجية في زمن تقنية المعلومات اضحت حروب الكترونية .. وبرز الفضاء الخارجي كساحة منافسة ساخنة في مجال الصراع على السيطرة الالكترونية.”

     تدرك الصين، بقياداتها السياسية والعسكرية، اهمية اعتماد الولايات المتحدة على سلسلة الاقمار الاصطناعية وحيويتها في نقل البيانات الالكترونية، وعرضتها لهجمات مباشرة، اضافة لتعرض المركبات الفضائية لخطر الاختراق نظرا لطبيعة مهام الحماية المحدودة المتوفرة للاقمار الاصطناعية في مكافحة التشويش.

     وتشير المصادر الاميركية الى وثيقة صينية اخرى صادرة عام 2005 حول نظم تحديد المواقع العالمية، وعزم القيادة العسكرية في الصين التوصل لتدمير او على الاقل تعطيل عمل تلك النظم التي تعمل بالاقمار الاصطناعية. تتعاظم اهمية تلك النظم في التطبيقات العسكرية الاميركية اذ تستخدمها البنتاغون في التصويب الدقيق لصواريخها الموجهة.

     واضافت المصادر نقلا عن الوثيقة ايضا ان من شأن هجوم صيني “للقضاء على مجموعتين من تلك النظم من الاقمار الاصطناعية بث البلبلة وتعطيل سبل الارسال والاستقبال لبيانات الخدمات الملاحية على مدار الساعة .. والتداعيات الناجمة عن تعطيل قدرات التصويب الدقيق لا تبدو غافية على احد.”

     تنقسم الهجمات الالكترونية على الاقمار الاصطناعية الاميركية الى قسمين: القتل اللين والقتل المميت.

     يرمي القتل اللين الى تعطيل او الحاق الضرر بنظم الاتصالات الموجهة للاجهزة الأم على الارض باستخدام اجهزة تشويش وشن هجمات على شبكات الكترونية محلية وخداع الاقمار الاصطناعية بتلقيمها معلومات تعتقد ان مصدرها الولايات المتحدة بدلا من الصين.

ايضا اطلاق هجمات بالفيروسات الالكترونية، سرقة البيانات والتلاعب بمضامينها، تعطيل سبل الوصول الى الشبكات، و”تفجير قنبلة شبكية من شأنها شل حركة او تدمير شبكة معلومات الخصم على الفور. تتميز اجراءات “القتل اللين بالخداع واخفاء الهوية، ومن الصعوبة بمكان رصدها وتعقبها.”

يشار الى ان وزارة الدفاع البريطانية اجرت تحقيقات استخدمت فيها هجمات الكترونية لشن هجمات مميتة ضد اقمار اصطناعية. واوضح احد خبراء الدفاع البريطانيين، مارك آدامز، ان وزارة الدفاع اطلقت هجوما افتراضيا قام به قراصنة استطاعوا السيطرة على احدى او بعض الاقمار الاصطناعية البديلة ووجهوها لتصطدم باقمار حقيقية بالغة الأهمية.

واوضح ان تلك الثغرة حقيقية ومثيرة للقلق نظرا لاحتواء عدد من جيل تلك الاقمار الاصطناعية على معدات تحكم قديمة ولم يدخل في حسبان تصميمها تزويدها بالقدرة على التصدي لهجوم الكتروني. اما برنامج الفضاء الاميركي الذي “عفا عنه الزمن فيعتمد بشكل متزايد على شبكة من اقدم الاقمار الاصطناعية.

الاقمار الاصطناعية الحديثة ايضا عرضة للاختراق، اذ ان غالبية الاقمار التي تدور حول الكرة الارضية اعدت وتم تصميمها في عصر سبق ادراك الخبراء لخطورة الهجمات الالكترونية.

من ابرز حوادث الاختراق والسيطرة، برزت مجموعة من القراصنة عام 1999 استطاعت التحكم بقمر اصطناعي للاتصالات العائدة لوزارة الدفاع البريطانية، مما تسبب اتخاذ الحكومة اجراءات فورية خاصة في اجهزة الاستخبارات والدفاع. وبعد بضع سنوات استطاع قراصنة آخرون اختراق شبكة كمبيوتر محصنة تتبع الحكومة الاميركية واستنساخ برامج كمبيوتر معقدة تخص آليات التحكم بالاقمار الاصطناعية الاميركية.

تساق الادعاءات الى ان الصين استطاعت الحاق الضرر باقمار اصطناعية اميركية واخرى تعود لمحطة الفضاء الروسية.

التهديدات “المتبلورة” لا تقتصر على اقمار اصطناعية للاغراض العسكرية. فالاحتياجات المدنية وسبل الاتصالات الحديثة تعتمد بصورة لا متناهية على الاقمار الاصطناعية لتيسير الاتصالات والخدمات الملاحية ونظم التحكم بالسير.

طواقم الاسعافات واجهزة الشرطة المدنية تعتمد بصورة متزايدة على نظم تحديد المواقع العالمية. ويحذر الكثيرون من الاخصائيين بحجم الضرر الذي قد ينجم عن نجاح مجموعة ارهابية السيطرة على تلك النظم واقمار الاتصالات. في هذا الصدد، افاد رئيس الاستخبارات العسكرية الاميركية، فينسنت ستيوارت، امام لجنة القوات المسلحة المذكورة ان “الولايات المتحدة لا تمتلك سياسة متماسكة تتعلق بالهجمات الالكترونية.” واضاف بصحبة جيمس كلابر ان القوات العسكرية الاميركية بحاجة ماسة الى توجيهات سياسية واضحة للتعامل مع الهجمات الالكترونية وتطوير استراتيجية تردع هجمات تستهدف شبكات الكمبيوتر.

واستغل رئيس اللجنة جون ماكين الفرصة لتوجيه انتقاد لادارة الرئيس اوباما قائلا “حسب فهمي، لا يتوفر لدينا سياسة تتعلق بالردع، او هل ينبغي علينا الرد، وان كان نعم فكيف نرد؟ اليس من المفضل ان تتوفر لدينا سياسة” محددة المعالم.

وكالة الأمن القومي “سربت” خريطة توضح مواقع الهجمات الالكترونية التي قامت بها الصين ضد الولايات المتحدة. وقالت شبكة (ان بي سي) للتلفزة، 30 تموز / يوليو 2015 انها اطلعت على الخارطة المصنفة “سرية،” توضح نحو 600 هدفا يعود لمراكز حكومية وشركات خاصة وقعت “ضحية تجسس الكتروني من الصين” على امتداد خمس سنوات، ابرزها في المدن الصناعية والكبرى الاميركية.

وطمأنت الشبكة الجمهور الاميركي في تقريرها بالقول ان وكالة الأمن القومي “استطاعت رصد وتقدير حجم الضرر الناجم عن عمليات التجسس الالكترونية للصين .. بيد انها احجمت عن تحديد الهيئات والشبكات المتضررة.”

وفي وقت لاحق من العام الماضي، تعرضت شبكة هيئة الارصاد الجوية الاسترالية الى “هجوم الكتروني كبير” من الصين، على الارجح، وفق انباء شبكة (ايه بي سي) للتلفزة، 2 كانون الاول / ديسمبر 2015. واضافت ان هيئة الارصاد منكبة على بناء اضخم جهاز كمبيوتر متطور هو الاول من نوعه في اميركا، بكلفة اولية بلغت 77 مليون دولار. اللافت في تقرير الشبكة ان شبكة كمبيوتر الهيئة “مرتبط بشبكة وزارة الدفاع.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى