مقالات مختارة

الاتحاد الأوروبي يترنح بين الولايات المتحدة وروسيا: بيبي اسكوبار

 

اتفاق مينسك أي حكم الأمر الواقع يظهر أن ألمانيا وفرنسا والقوى الاوروبية الكبرى تحاول الانفصال عن “مشروع الفوضى الأميركي.حيث نجحت واشنطن في التغلغل في الورطة الأوروبية المثيرة للجدل واستغلال حالة الفوضى التي تعيشها من أجل تأليب “الغرب” ضد روسيا .

إدارة أوباما – التي تتنامى فيها خلايا المحافظين الجدد، الذين يعتقدون دائما أن حزمة العقوبات الغربية بالإضافة إلى الحرب النفطية التي قد تطلق السعودية لها العنان ستكون كافية لإسقاط اقتصاد روسيا، وبالتالي “تغيير سلوكها” تجاه أوكرانيا، وهذا يعتبر أفضل سيناريو استفزازي لتغيير النظام في موسكو.

حسنا، هذه الخطة لن تعمل. اتفاق مينسك الهش – وبحكم الأمر الواقع يبين ان ألمانيا (بمساعدة من فرنسا)، والقوى الاوروبية الكبرى، تحاول كسر مشروع الفوضى الأميركية.

إمبراطورية الفوضى لا تريد اتفاقا دائما حول أوكرانيا – وسوف تفعل كل شيء لنسف اتفاق مينسك 2 فلا تزال استراتيجية حلف الناتو واضحة، استنفاد قوة موسكو الاقتصادية في الحرب مع أوكرانيا ومنع شراكة اقتصادية/تجارية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، والقضاء على روسيا كمنافس عالمي للولايات المتحدة.

حرب النفط لن تنجح بعد الآن. المحافظون الجدد يائسون فقد رأينا كيف أن الاستراتيجية السعودية تقتل صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة والآن هم لا يطالبون بصوت عال برفع أسعار النفط لمساعدة واشنطن على ضرب روسيا، في حين تكسب الولايات المتحدة أرباحا كثيرة من خلال فرض “تعريفة الحمائية”. كما يرى المحافظون الجدد أن هذه الطريقة تضر بالمملكة العربية السعودية وإيران.

إذا كانت إمبراطورية الفوضى تواجه المتاعب من الناحية الجغرافية السياسية وفي مجال الطاقة، فكل شيء جيد امام كارثة الرأسمالية. شكرا مرة أخرى إلى صندوق النقد الدولي.

فصندوق النقد الدولي ارتكب في أوكرانيا نفس الخطأ الذي ارتكبه في اليونان وأيرلندا، وفي جميع أنحاء الكرة الأرضية منذ العام 1970. “فالتكيف الهيكلي” لا يزال ساريا – مع مجموعة الخصخصة المتوحشة حيث يسندون أدوار البطولة إلى “المستثمرين” الغربيين الذين يستولون على الأراضي من خلال قروض صندوق النقد الدولي.

قرض صندوق النقد الدولي الذي بلغ 17 مليار دولار الذي تم إنتاجه بأعجوبة عشية اجتماع مينسك يسمح للطغمة في كييف باتخاذ قرار المضي قدما في حرب الوكالة ضد روسيا فأوكرانيا هي ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم ، وخامس أكبر مصدر للقمح، وهي غنية، بالتربة السوداء حيث كل شيء يمكن أن ينمو.

الاتحاد الأوروبي، بريكس ومنظمة شنغهاي

إمبراطورية الفوضى بالتأكيد لديها اسبابها لتشمت بالانقسام بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. فرضية العمل مع موسكو هي أن العقوبات لن تتوقف في الوقت القريب، ولننسى فكرة “البيزنس المعتاد” فقادة ألمانيا ليسوا مستمتعين بما يحصل.

قبل بضع سنوات فقط كان الرئيس بوتين يقترح – في ألمانيا – توسيع أوروبا من لشبونة الى فلاديفوستوك، ولكن مأساة أوكرانيا في الواقع هي خطوة “التوجه نحو الشرق”.

العلاقات الروسية ـ الصينية مكوّن اساسي وبوصلة رئيسية في العلاقات الدولية والسياسة الدولية برمتها. فعلى التناقض، او الفتور، او التعاون، او التحالف، او الاتحاد، فيما بين روسيا والصين يتوقف النهج السياسي والعسكري لجميع الدول والكتل الدولية الكبرى في العالم. وقد شهدنا مؤخرا بداية “انسحاب” اميركا من الشرق الاوسط وإعطاء الاولوية للتواجد الاميركي في الشرق الاقصى والمحيطين الهادي والهندي، تحسبا لاحتمالات التقارب الروسي ـ الصيني، وما قد يصل اليه، وما سينتج عنه، بعد ان تأسست، بمبادرة من روسيا، مجموعة شنغهاي (روسيا، الصين، كازاخستان، طاجيكسنان وقيرغيزستان) ومجموعة بريكس (روسيا، الصين، الهند، البرازيل وافريقيا الجنوبية).

وربط الصين بأوروبا عبر آسيا الوسطى أيضا سيكون عن طريق رفع مستوى السكك الحديدية عالية السرعة عبر سيبيريا ،أسطورة “عزل” روسيا تخدم واشنطن. امبراطورية الفوضى والحرب الباردة لن تنهي العالم (ولا روسيا). الدبلوماسية الروسية تنشط على جميع الجبهات – من جنوب آسيا (الهند) حتى منطقة الشرق الأوسط (مصر) وهذا الصيف، سوف تستضيف روسيا قمتين حاسمتين: بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون (SCO).

البريكس للحفاظ على عالم متعدد الأقطاب – لتنفيذ بنك التنمية من أجل التداول بالعملات الخاصة بالدول الأعضاء ومنظمة شنغهاي للتعاون ترحب قريبا بالهند وباكستان كأعضاء، وفي المستقبل القريب، إيران – سوف ترسخ موقعها كحليف اقتصادي/سياسي آسيوي.

الإمبراطورية تحت تأثير جدول اعمال الفوضى والهوس تحول دون أي فوائد للاتحاد الأوروبي. وبصرف النظر عن جازبروم، تم تهميش روسيا كشريك تجاري – على الأقل في المستقبل القريب. وليس هناك الكثير ليستفيد منه الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا.

ولكن الشركات الألمانية تريد القيام بأعمال تجارية مع قوى أوراسية وروسيا والصين. وألمانيا السياسية لا تزال تتساءل أين تكمن أولوياتها الاستراتيجية.

دبلوماسيون مطلعون على الانقسام ألمحوا إلى موسكو برسالة واضحة. إما الجميع يشرع على الطريقة الصينية، من لشبونة الى فلاديفوستوك. أو الاتحاد الأوروبي يظل اعمى على اعمال إمبراطورية الفوضى، او ان يختار المواجهة في أوكرانيا، ويتلقى الهدية المسمومة بحرب المنطقة الحدودية في الشرق والتي لا يمكنه الفوز بها.

انفورميشين كليرينغ هاوس

ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد- ناديا حمدان

http://www.informationclearinghouse.info/article41080.htm

                                    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى