حطيط للشرق الجديد: ما يجري في حلب خطة اميركية بخطوط حمراء في الميدان ومناورات احتيالية في السياسة

في قراءة لما يجري في حلب من معارك بين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة والفصائل المسلحة التي تنصلت من التزاماتها بوقف القتال من جهة ثانية، رأى الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيطفي حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، ان “الولايات المتحدة الاميركية التي هالها ما تحقق من انجازات في الميدان على يد الجيش العربي السوري وحلفائه والتي صدمت ايضا بالعملية السياسية الداخلية التي تقودها الحكومة السورية والتي تجلت مؤخرا بالانتخابات التي تشهد كما يبدو حتى الان اقبالا مرتفعا واصرارا من الشعب السوري على التمسك بدولته والالتزام بمقتضياتها ، مقابل ذلك اتجهت الولايات المتحدة الى امرين، الاول عسكري والثاني سياسي:

الامر العسكري، شاءت الولايات المتحدة ان تضع خطوطا حمراء امام عمليات الجيش السوري لمنعه من تحقيق انجازات جديدة ولجأت هنا الى مناورة احتيالية وخدعة ميدانية بدءاً بتسليم ما اسمته الفصال المسلحة المنتقاة والتي كانت قد التزمت ظاهريا بوقف العمليات مسؤولية المنطقة الواقعة ما بين شمالي حلب الى الحدود التركية وبهذا التسليم تخرج منها داعش في مرحلة اولى وتستلم الفصائل السيطرة في مرحلة ثانية، وتتغلل بعد ذلك في داخل مدينة حلب لوضع يدها عليها، وتجد في هذا التسليم وضع حد امام تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه تحت طائلة اتهامه بخرق قرار وقف الاعمال القتالية، وهذه الخدعة تترافق ايضا مع تزويد الفصائل تلك بأفضل وأفعل الاسلحة التي فيها ما هو مضاد للدروع ومضاد للطائرات، وبذلك تحقق اميركا في الميدان ما نسميه التجميد المانع من تراكم الانجازات للجيش العربي السوري ثم تفاوض على مسالة الرقة وتحريرها من داعش في مرحلة لاحقة.

الأمر السياسي، وذلك من خلال المناورات الاحتيالية ايضا في جنيف التي تبدت بشكل اساسي بشكل اساسي بورقة دي مستورا التي في جزء منها تعتبر استعادة لشروط كولن باول في العام 2003 وخاصة في امرين، الامر الاول، دفع سوريا للتنازل عن حقها في استعمال القوة لتحرير ارضها والنص على ان الجولان لا يستعاد الا بالطرق السلمية، والامر الثاني، دفع سوريا لمواجهة تنظيمات المقاومة تحت عنوان اعتباراها إرهابية فضلا عن التأثير على سوريا لإفراغها من قدراتها الديموغرافية الاساسية تحت عنوان نازحين او النظرة الى الشعب السوري بانه ليس شعبا موحدا، هذه هي الخطة الأميركية التي تعمل عليها والتي يفسر بها ما يجري في حلب، وما يجري من انكار لمشروعية الانتخابات النيابية القائمة الان وفي مواجهة ذلك نجد ان سوريا وحلفائها الذين اكتشفوا خبث الخطة الاميركية ويعملون على تعطليها ويمضون قدما في الميدان دون ان يتوقفوا عند خطوط اميركية حمراء وفي السياسة دون ان تعرقلهم المناورات الاحتيالية من اسقاط مشروعية من جهة او من افخاخ دي مستورا من جهة اخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى