شؤون عربية

السودان: الاشتباكات مستمرة بانتظار المفاوضات في السعودية

بانتظار تكشف المزيد من التفاصيل عن ما أعلنه المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس عن موافقة الجيش السوداني والدعم السريع على إرسال ممثلين إلى محادثات تُعقد في السعودية، إضافة إلى محاولات من عدة دول أفريقية التوسط بين طرفي الأزمة،  تتواصل الاشتباكات وعمليات إجلاء الرعايا الأجانب في البلاد.

في التفاصيل، فقد قال بيرتس، في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس، إن طرفي النزاع وافقا على إيفاد ممثلين لإجراء مفاوضات قد تعقد في السعودية. وأوضح بيرتس أن المفاوضات ستركز في البداية على إرساء وقف لإطلاق النار “مستقر وموثوق”، ويشرف عليه مراقبون “محليون ودوليون”. لكنه نبّه إلى أن ترتيبات عقد هذه المحادثات لا تزال قيد الإنجاز.

وقال “من المهم التواصل مع كلا الطرفين، وجعلهما يلتزمان بوقف إطلاق النار حتى يتضح أن القتال والمضي قدما ومحاولة تحقيق انتصارات على الأرض، هي في الواقع انتهاك لوقف إطلاق النار”.

وأضاف أن “أحد الاحتمالات هو إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار تضم مراقبين سودانيين وأجانب، لكن يجب التفاوض على ذلك”، قائلاً إن “المحادثات بشأن ترسيخ وقف إطلاق النار يمكن أن تتم في السعودية أو جنوب السودان، مضيفًا أن إجراءها في الرياض قد يكون أسهل من الناحية اللوجيستية؛ لأنها تربطها علاقات وثيقة بالجانبين.

لكنه استدرك قائلاً “حتى المحادثات في السعودية تنطوي على تحديات، لأن كل جانب يحتاج إلى ممر آمن عبر أراضي الطرف الآخر للوصول إلى مقر المحادثات. وهذا صعب للغاية في حالة انعدام الثقة”. ولم يصدر أي تعقيب فوري من الجانب السعودي بشأن احتمال استضافة محادثات بين ممثلين عن البرهان وحميدتي، كما لم يصدر أي إعلان رسمي من جانب الأمم المتحدة.

وفي سياق متصل، قال رئيس الاتحاد الأفريقي رئيس جمهورية جزر القمر غزالي عثماني -خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان- إن الاتحاد سيطلق مبادرة لمعالجة الوضع في السودان، وإنه يأمل أن يقبلها طرفا النزاع.

وحسب بيان لمجلس السيادة السوداني، فإن رئيس الاتحاد الأفريقي بحث مع البرهان خلال الاتصال جهود حل الأزمة، ودعا إلى التهدئة ووقف التصعيد.

من جهته، قال الرئيس الكيني وليام روتو إنه بحث مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سبل تخفيف الأزمة الإنسانية وإنهاء الصراع في السودان. وأضاف أن الوضع الإنساني في السودان يزداد سوءا.

وأوضح أن كينيا ستعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة والإيغاد والاتحاد الأفريقي والوكالات الأممية والدول الصديقة من أجل تنسيق الاستجابة الإنسانية اللازمة.

وفي أول تعليق له على الأوضاع في السودان، أكد الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ضرورة دمج قوات الدعم السريع داخل الجيش السوداني لطي الخلافات.

وقال أفورقي -في مقابلة مع التلفزيون الإريتري- إن وأد الخلافات ضروري لحماية سيادة السودان، مشددا على ضرورة إيقاف الاقتتال الدائر في السودان، داعيا في الوقت نفسه أطراف النزاع لحل الخلافات بالتحاور تحت رعاية دول الجوار، وعدم فتح باب التدخلات الأجنبية.

وفي واشنطن، أكد فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم الخارجية الأميريكية أن واشنطن تواصل مطالبة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بإنهاء الاقتتال في السودان. وكرر باتيل تحذير الخارجية للأميركيين من السفر إلى السودان في ظل الأزمة الحالية.

بدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جون-بيير إن واشنطن تواصل إجراء محادثات مع طرفي النزاع في السودان لإنهاء القتال بشكل فوري ومن دون شروط. وأضافت جون-بيير في مؤتمر صحفي أن الوضع في السودان متقلب، وأن الولايات المتحدة تركز على مساعدة الأميركيين الراغبين في المغادرة.

وعلى مدى الأيام الماضية، أجلى العديد من الدول الغربية والعربية رعاياها توازيا مع جهود دبلوماسية سعيا للحلّ. ووصلت سفينتان أميركية وسعودية إلى المملكة أمس الاثنين حاملتين نحو 500 مدني من جنسيات عدّة من السودان، وفق ما أفادت به مصادر سعودية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس الاثنين إن الولايات المتحدة أجلت أكثر من 700 شخص من القتال العنيف في السودان خلال الأيام الثلاثة الماضية. بدورها، أعلنت بريطانيا انتهاء مهمة الإجلاء الجوي من السودان، حيث من المتوقع أن يصل ركاب آخر رحلات العودة إلى بريطانيا في غضون ساعات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى