شؤون لبنانية

الصديق والأخ المجاهد محمود ريا ستبقى خالدا بريادتك  

غالب قنديل

هكذا يرحل الكبار والرواد يا أستاذ محمود، أيها الحبيب، الذي غاب عنّا بعد سنوات من العمل الدؤوب والمبدع، أمضاها كما رحل بهدوء وبساطة، وهما ميزته وبصمته. فقد كان دوما في الظلّ يمقت الضجيج والأضواء.

المتواضع الصامت رغم الريادية الإعلامية والتقنية، التي لو أتيح منها القليل لسواه، لملأ الدنيا ضجيجا وصخبا واستعراضا، لكنه ابن تجربة ومدرسة المقاومة، التي علّمته اقتحام الأصعب والتجلّي الإبداعي والابتكار المتواصل بهدوء وتواضع.

الأستاذ محمود صديق حبيب ورفيق درب وصاحب فضل، نتذكّره كل لحظة في الشرق الجديد، ونتذكّر مبادراته الكريمة والسباقة في وضع موقعنا على خطّ تطور وتقدّم وريادة، وهو كان المبادر والسباق دوما. وقد صدمني في البداية في اقتحامه التحدّي الصيني بموقعه الإلكتروني المميز والطليعي “الصين بعيون عربية”.

كانت مبادرة اعلامية ثورية واستشرافية، تلعب منذ سنوات دورا رائدا في مواكبة الجديد من إشراقات الصعود الصيني. وقد أصبح ذلك الموقع بوابة معرفية وثقافية مفتوحة للقارئ العربي على الصين، كما أراده مؤسسه الأستاذ محمود، وقبل ان يصبح مفهوم الريادة الصينية من المسلّمات الاقتصادية والتقنية والثقافية في العالم المعاصر.

محمود ريا باق بيننا، مشعّا ببصماته، وبما ترك من مآثر، إعلاميا ومناضلا مقاوما، نحبّه ونقدره ونحترمه. ونحن في الشرق الجديد لن ننسى أبدا فضله وكرم أخلاقه ومبادراته الخلاقة، التي ستبقى حية في وجداننا على مرّ الزمن.

كل الوفاء والحب من أسرة الشرق الجديد لعميد الإعلام الإلكتروني ورسول الصداقة الصينية العربية الأستاذ محمود ريا ولما قدمه تقنيا وثقافيا وحضاريا واعلاميا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى