الصحافة الإسرائيلية

من الصحافة الاسرائيلية

من الواضح أن تفجير الموقع الإسرائيلي في محافظة أربيل شمال العراق بصواريخ إيرانية ما زالت تبعاته مستمرة، ونتائجه لم تتوقف بعد، في ظل أن ما تسمى “الحرب الهجينة” بين إسرائيل وإيران مستمرة منذ فترة طويلة، وإذا كان البرنامج النووي حتى الآن في بؤرة التركيز، فإن الجهود الإسرائيلية لمنع التواجد العسكري الإيراني في سوريا ودول أخرى بارزة ما زال مستمرا أيضًا، من خلال التقارير التي تتحدث عن هجمات إسرائيلية مركزة استهدفت مئات الطائرات بدون طيار في “كرمانشا”.

في الوقت ذاته، فإن الهجوم الإيراني على قاعدة الموساد في أربيل، يبدو أنه جاء ردا على الهجوم الإسرائيلي على مصنع للطائرات بدون طيار في محافظة كرمانشا بغرب إيران، مما يعتبران تطوران هامان في الحرب المختلطة بين إسرائيل وإيران، لأن تدمير بضع مئات من هذه الطائرات فيما اعتبرهما الموساد والجيش الإسرائيلي المكلفين بتنفيذ مثل هذه العمليات، إنجازا عملياتيا، تم بالتعاون مع أطراف أجنبية مثل المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية.

رون بن يشاي الخبير العسكري كشف في مقاله بصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “ما توصف بالحرب الهجينة بين إسرائيل وإيران مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات على أربع جبهات رئيسية: أولها وقف الأسلحة النووية الإيرانية، وثانيها منع تواجدها العسكري في سوريا، والحيلولة دون إقامة جبهة لبنانية سورية إيرانية مشتركة في شمال شرق إسرائيل، وثالثها التعامل مع المساعي الإيرانية لتسليح حماس وحزب الله بصواريخ دقيقة، ورابعها الجبهة البحرية حيث تعرضت سفن إيرانية تحمل أسلحة، وسفنًا إسرائيلية لضرب طهران ردًا على الهجمات المتبادلة”.

وأضاف أن “ما تخوضه إسرائيل في الساحات الثلاثة الأخيرة باسم “المعركة بين الحروب”، يتجسد في الأراضي السورية والعراقية ومنطقة الخليج والبحرين الأحمر والمتوسط، وتنفيذ عمليات إلكترونية إسرائيلية في الأراضي الإيرانية، انتقاما ضد الهجمات الإلكترونية الإيرانية على محطات البنية التحتية الإسرائيلية، مثل محاولة إتلاف محطة مياه الشرب قبل عامين، فضلا عن استهداف منظومة الطائرات بدون طيار، التي نفذت محاولات فعلية لضرب إسرائيل بطائرات متفجرة”.

كشفت وسائل الإعلام الاسرائيلية عن دخول الأجهزة الأمنية التابعة للاحتلال الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى، مع تصاعد “حرب المسيّرات” بين تل أبيب وطهران.

وأكدت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية “كان”، أن “أجهزة الأمن الجوية والاستخباراتية الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى، وذلك بعد أن شكلت سلسلة من الأحداث خلال الشهر الأخير بمجال الطائرات المسيرة معركة جديدة أمام إيران”.

وكشفت أنه “بسبب الحساسية الشديدة للموضوع فقد صدرت أوامر للوزراء الإسرائيليين بصورة استثنائية بعدم التطرق لهذه الحوادث الأخيرة، والحديث بصورة عامة بأن الجهاز الأمني يعمل كل الوقت وفي كل مكان لمنع التهديدات ضد إسرائيل”.

ما زال الإسرائيليون يبحثون آثار وتبعات زيارة الرئيس يتسحاق هرتسوغ إلى تركيا، ولقائه بالرئيس رجب طيب أردوغان، الذي قرر أن يعيد تموضعه في علاقاته الإقليمية، ليس فقط مع إسرائيل، بل مع الإمارات ومصر والسعودية واليونان، ويبدو أن حقبة جديدة قد بدأت في علاقات تركيا الخارجية، من خلال كسرها للجليد معها، ولعل ذلك يأتي انسجاما مع التحركات الجارية في المنطقة، وإعادة شبكة التحالفات التي تشهدها.

تبدي المحافل الإسرائيلية تقديرها أن تركيا لا تريد أن تتخلف عن الركب الجاري، كي لا تعيش في حالة من القلق، ولذلك قد تسفر هذه الزيارة عن افتتاح قريب للسفارة التركية في تل أبيب، رغم أن ذلك قد يحمل مجازفة إسرائيلية بعلاقاتها القوية مع اليونان وقبرص، ولكن حتى اللحظة ليس من الواضح كيف تلقت هاتان الدولتان الإيماءات الرمزية العديدة التي تلقتها إسرائيل من تركيا.

إيتمار ليفين رئيس رابطة أساتذة العلوم السياسية ذكر في مقاله بموقع “نيوز ون” أن “هرتسوغ خلال زيارته إلى تركيا، بدا أنه يركض باتجاه أردوغان، رغم أن العلاقات الثنائية بينهما شهدت على مر السنين تقلبات قليلة، لم تبدأ بمظاهرة الرافضين للحصار الإسرائيلي على غزة من خلال اقترابهم من شواطئها عبر سفينة مافي مرمرة أواسط 2010، بل بدأت قبلها بسنوات، حين بدأت اللهجة التركية بالتصاعد ضد إسرائيل، ثم انتهت باستسلام إسرائيلي مخجل”.

وأضاف أن “الزيارة تضع علامة بارزة في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، التي شهدت تهرباً إسرائيليا عن تحميل تركيا مسؤولية ما حصل للأرمن، حتى في السنوات التي أصبحت فيها تركيا دولة معادية تقريبًا، رغم أنه كان ينبغي الاعتراف بذلك منذ فترة طويلة، مما يشير إلى تفوق تركي في هذه المسألة على إسرائيل، بدليل أنه رغم الزيارة الأخيرة، فلا زالت تركيا تحتضن أعداء إسرائيل داخل حدودها، وهم الذين يعملون ضد إسرائيل، وفي هذه الحالة سيكون السؤال المشروع: ما معنى الزيارة إن لم تغلق تركيا مكاتب حماس لديها، خاصة وأننا نجازف بعلاقاتنا الجيدة مع اليونان وقبرص”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى