الصحافة الإسرائيلية

من الصحف الاسرائيلية

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي توفير الحماية اللازمة للمستوطنين الذين يرتكبون الجرائم ضد الفلسطينيين، خاصة في الضفة الغربية، وفي الوقت ذاته الاعتداء على الفلسطينيين حين يحاولون الدفاع عن أنفسهم، وسط غطاء سياسي توفره الحكومة وقيادة الجيش للجنود والمستوطنين على حد سواء.

هذا الواقع دفع أصواتا إسرائيلية للاحتجاج عما تصفه بـ”انحراف” الجيش عن مهمته الأساسية إلى العمل “مقاولا” لدى المستوطنين، وتعبيد الطريق للسيطرة على ملايين الفلسطينيين، واتهامهم بـ”الإرهاب” لتبرير استمرار هذا الاحتلال والسيطرة، وصولا إلى توفير كامل إجراءات الدعم والرعاية لقطعان المستوطنين الذين باتوا يمارسون ذات سلوك الجيش ضد الفلسطينيين، بتواطؤ واضح منه.

رينا عناتي الخبيرة القانونية وجهت في مقالها بموقع “زمن إسرائيل”، ما اعتبرته “انتقادا لسلوك الجيش القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي يزعم ارتكاب المزيد من الانتهاكات ضد الفلسطينيين بحجة حماية المستوطنين، مما أثار انقساما في إسرائيل، ونشوء فئة تكره الدولة والجيش، لأنه بات يخدم أجندة سياسية حزبية، وغير أمنية وعسكرية مهنية بحتة، وأوقع نفسه بين مؤيدي الاحتلال وخصومه داخل الساحة الإسرائيلية”.

هاجمت صحف وشخصيات إسرائيلية حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة اليميني نفتالي بينيت، بسبب تعاملها “القبيح” مع اللاجئين الأوكرانيين في مطار “بن غوريون” الدولي.

وقالت صحيفة “هآرتس” في مقال للكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي: (إسرائيل) التي اهتمت بمواطنيها في أوكرانيا وأيضا باليهود هناك، أغلقت أكثر من أي دولة أخرى أبوابها أمام الضحايا الآخرين”.

وأضافت: “إسرائيل تتصرف بالضبط مثل العالم في زمن الاختبار، حيث صمت وحرف نظره وأغلق أبوابه، والعالم لن ينسى صمتها وتلعثمها وسيأتي يوم ويحاسبها على ذلك”.

ولفتت إلى أن “إسرائيل التي تهربت من عقوبة احتلالها اللامتناهي، يمكن أن تجد نفسها أمام عالم جديد، لن يبقى موافقا ولا صامتا”، مضيفة: “من المثير رؤية رجال وزارة الخارجية وهم يخرجون عن أطوارهم كي ينقذوا من الجحيم كل شخص يحمل جواز سفر إسرائيليا، رغم أنه طوال أسابيع طلب منهم الخروج واستخفوا بذلك”.

ونوهت الصحيفة إلى أن “القلق على اليهود يثير إعجاب عشاق الجنس اليهودي، ولكن عندما يتوقف لاجئو الحرب في المطار الإسرائيلي، مطرودين أو مطلوب منهم إيداع مبلغ ضخم لا يوجد لديهم، من أجل تذوق طعم الحرية والأمن الشخصي، عندها يتبين أن شيئا ما في الضمير الإسرائيلي مشوه تماما وحتى مريض”.

وقالت: “الاهتمام فقط بجمهورك أمر مشوه”، متسائلة: “هل يوجد حقا فرق بين طفل من أوكرانيا هرب للبحث عن النجاة ولا توجد له جدة يهودية وبين طفل من أوكرانيا له جدته يهودية؟ ما هو الفرق؟ هذا يسمى عنصرية، والنبش في الدم خاصة في زمن الحرب، يسمى انتقاء”.

وقالت: “في الوقت الذي يستيقظ فيه الاتحاد الأوروبي رويدا رويدا، يظهر الوجه القبيح لدولة اللاجئين (إسرائيل)، عشرات السنين من الانتقاء في مطار “بن غوريون”، بما في ذلك طرد لاجئين من كل العالم، تؤتي أكلها؛ وعشرات السنين من الطرد والاحتلال، التي مرت بدون أي عقاب من المجتمع الدولي، تؤتي أكلها أيضا، وفي ساعة الظلمة هذه التي هبطت على العالم، تظهر ظلمة إسرائيل”.

وأوضحت أن التطور الخطير الذي طرأ على الجيش في السنوات الأخيرة أنه تحول تدريجيا إلى “خادم” لمجموعة صغيرة وخطيرة من اليهود القوميين، الذين يدافعون عن العنصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى