الصحافة الإسرائيلية

من الصحافة الاسرائيلية

قال مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي إن تشغيل صافرات الإنذار في أعقاب دخول طائرة مسيرة تابعة لحزب الله إلى أجواء شمالي البلاد، يوم الجمعة الماضي، كان “خللا عملياتيا”، خاصة وأن تحقيقا أوليا أظهر أن الجيش الإسرائيلي أدرك، قبل تجاوز الطائرة المسيرة للحدود، أنها لا تشكل خطرا على مواطنين وأنها تحمل كاميرا “في أسوأ الأحوال”، وفق ما نقل عنهم موقع “واللا” الإلكتروني .

وأجرى مسؤولون أمنيون تقييما للوضع بعد دخول الطائرة المسيرة إلى أجواء شمالي البلاد مباشرة، ولاحقا تم إجراء تحقيقا أوليا. ووصف المسؤولون الأمنيون رد فعل الجيش الإسرائيلي بـ”خلل عملياتي”. ويذكر أن صافرات الإنذار انطلقت في مناطق الجليل الأعلى وإصبع الجليل وهضبة الجولان وشمال بحيرة طبرية.

ونقل “واللا” عن أحد المسؤولين الأمنيين قوله، إنه “تابعوها منذ أن ارتفعت في الجو، وقبل أن تتجاوز الحدود. وجرى تقييم سريع للوضع في الجيش الإسرائيلي وأدركوا أنه في أسوأ الأحوال هذه طائرة مسيرة تحمل كاميرا. ولا ينبغي أن تهزّ الشمال كله بصافرة إنذار، فالجمهور جرى إلى أماكن آمنة، وتم إطلاق مروحيات مقاتلة وطائرات مقاتلة، وصاروخ اعتراض من القبة الحديدية، وفي النهاية عادت الطائرة المسيرة إلى المجال الجوي اللبناني. وهذا ليس مقبولا. وهناك حلول أخرى”.

وأضاف المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أنه “إذا أدركوا في حزب الله أن مقابل أي طائرة مسيرة ستجعل الشمال كله مُستنفر، فإنهم سيتحدونك. وستخسر في (معركة) الوعي. وتشغيل صافرات الإنذار كان خللا عملياتيا”.

ويوجه المسؤولون الأمنيون هذه الانتقادات إلى قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي، التي شغّلت صافرات الإنذار، وتزايدت هذه الانتقادات “إثر الحقيقة أن الجيش الإسرائيلي علم أن هذه طائرة مسيرة لا يمكنها تشكيل خطر على الجبهة الداخلية، وإنما كانت غايتها تنفيذ عملية استفزاز من أجل إحداث انتصار إدراكي، وانشغلوا بها في إسرائيل طوال يوم كامل”.

مع بدء العد التنازلي لتوقيع اتفاق النووي بين القوى العظمى وإيران، صدرت جملة من المواقف الإسرائيلية المتباينة إزاء هذا التطور، بين من يرى أنه لا يمكن لإسرائيل التعايش مع اتفاق النووي الإيراني، وبين فريق آخر يرى أن التوصل لاتفاق نووي، بغض النظر عن سوئه، سيكون أفضل لتل أبيب من هذه الحالة، التي لا تود أي رقابة فيها على إيران.

رئيس الموساد السابق يوسي كوهين كشف خلال مداخلة له في مؤتمر اقتصادي نظمته صحيفة “ماكور ريشون” أنه “لا يمكننا أن نكون في وضع يكون فيه لإيران القدرة على أن تصبح نووية، لأنه من الناحية العملية فإن مواقع التخصيب لم يتم إغلاقها، ووفقا للمعلومات الاستخباراتية فإن إيران تعمل باستمرار على تطوير قدراتها للوصول إلى النقطة التي تحدثت عنها، وهي دولة عتبة نووية، من خلال بناء فريق من العلماء بإشراف محسن فخري زاده”.

وأضاف أن “مساعي إيران الحقيقية تتطلع للسلاح النووي لاستخدامات عسكرية رغم إنكارها، ما يجعل توقيع الاتفاق النووي الجديد خطأ استراتيجيا، وبالتالي فلابد من العودة إلى المحصلة النهائية إن أمكن، أو نقطة البداية، هذه مسألة مهمة، وإلا فإنها ستواصل تحقيق طموحاتها الاستراتيجية للوصول لذلك الهدف النهائي لحيازة قنبلة نووية، هذا الشيء لا يمكن قبوله في إسرائيل”.

في الوقت ذاته، فقد أكد مصدر أمني إسرائيلي، رفض كشف هويته، في حوار مع صحيفة “معاريف” أن “توقيع الاتفاق النووي، ولو كان ناقصا من وجهة النظر الإسرائيلية، سيكون أفضل من واقع بدون اتفاق، لأنه يجب أن ننظر للجوانب الإيجابية فيه، فهو سيتيح لنا تحضير استعدادات عسكرية أفضل مع إيران، وفي الأشهر الأخيرة عكست الولايات المتحدة رغبة إسرائيل بالعودة إلى اتفاق مماثل لما انسحبت منه في عهد الرئيس دونالد ترامب، لأن الانسحاب منه كان خطأ استراتيجياً”.

وأضاف أن “تل أبيب تدرك جيدا أن توقيع الاتفاقية سيعني رفع العقوبات عن إيران، واحتمال أن تستثمر المزيد من الموارد في تسليح حزب الله وحماس وغيرها من التنظيمات المسلحة في صراعها ضد اسرائيل، ولكن في كلتا الحالتين، فإن أي سلوك إسرائيلي للعمل ضد التوجهات الأمريكية بشأن النووي الإيراني، أو محاولة إحداث ضغط سياسي داخلي في الساحة الأمريكية، سيكون خطأ جسيماً جدا، ويجب تجنبه، لا سيما في حالة انخراط الأمريكيين الآن في أزمة مع الروس”.

الجنرال يعكوب عميدرور، رئيس قسم الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية السابق- أمان، أعلن خلال حوار مع صحيفة “معاريف” أننا “أمام اتفاق سيئ، تل أبيب أعلنت مواقفها منه، وأنها ستعمل ضد الإيرانيين، وكأنه لا يوجد اتفاق، وهذا ما يجب أن يكون، هذه هي السياسة الصحيحة، لأن الاتفاق يعني حصول إيران على مزيد من الأموال لمساعدة حزب الله وحماس والجهاد والحوثيين”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى