الصحافة الإسرائيلية

قال الجنرال الإسرائيلي إيتاي بارون القائد السابق في سلاح الجو، ورئيس شعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية -أمان، إن “استخدام إسرائيل المكثف لقواتها الجوية على مدى سبعة عقود مسألة تدعو للتفكير، بالنظر لما يحققه هذا السلاح من إنجازات عسكرية وعملياتية، ولذلك أعطته القيادة السياسية والعسكرية أولوية واضحة في العمليات والحروب، أكثر من استخدام القوات البرية”.
وأضاف في مقال على موقع القناة 12″: “حرب لبنان الثانية 2006 عبرت عن هذه الأولوية، لكن خيبة الأمل من الطريقة التي تمت بها الحرب، وتداعياتها، أدت إلى نقاش إسرائيلي ساخن، لا يزال مستمراً، حول مفهوم إسرائيل العام للحرب، ومكان القوة الجوية فيها”.

أشار الباحث العسكري في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إلى تزايد الفرضيات في الأوساط العسكرية، التي تفيد بأن “القوة الجوية ليست مطلقة القدرة، وأي مبالغة في تقييم استخدامها يعني الحصول على نتائج متكررة من خيبة الأمل”.

وأوضح أن الخبراء العسكريين يسعون إلى العمل على تنسيق التوقعات بشأن سيناريوهين إشكاليين: الأول مواجهة واسعة النطاق في الساحة الشمالية على شكل “حرب لبنان الثالثة” أو “حرب الشمال الأولى”، حيث يكون هناك عدد كبير من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي ستهاجم إسرائيل، والثاني مواجهة مع إيران، خاصة حول تقدمها النووي، مما سيشكل تحدياً للقدرة الجوية الإسرائيلية بسبب المسافة البعيدة عن إيران.
تبدي الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية انشغالا لافتا بالزيارة “التاريخية” التي يقوم بها رئيس الاحتلال الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها تطبيقا عمليا لاتفاقيات التطبيع.
وتظهر أن هذه الاتفاقيات بالنسبة للإمارات باقية، وليست مؤقتة، مع العلم أن الزيارة تأتي في وقت معقد بالنسبة لها، بالتزامن مع هجمات الحوثيين عليها، ما أشاع هواجس قلق في تل أبيب من أن يؤدي ذلك إلى تبريد العلاقات مع أبوظبي، لكن ما حدث هو العكس.
وقد تسرب من محتويات الزيارة، أن هرتسوغ جلس مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في مكتبه لمدة ساعتين بحضور طواقم الجانبين، تبعه لقاء خاص مغلق بين هرتسوغ وابن زايد وحدهما في قصره الخاص، وهذه المرة على انفراد، وفي منزله جلسا لمدة ساعتين أخريين، وتحدثا وحدهما عن علاقات الجانبين، والوضع في المنطقة، وملف إيران، خاصة أن الإمارات تجري حاليا حوارا معها لتخفيف توتر المنطقة، ومنع التصعيد، ما جعل تل أبيب تخشى أن يدفع ذلك الإمارات إلى تهدئة العلاقات معها.
باراك رافيد المراسل السياسي لموقع “واللا” ذكر في تقريره الذي ان “الزيارة قدمت توقعات معاكسة عما كان سائدا في المحافل السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية، فقد حصلت في وقت تجري فيه الإمارات حوارا مع الإيرانيين، وفي الوقت ذاته، تتعرض لهجمات صاروخية استمرت خلال الزيارة أيضا، وقدمت وسائل الإعلام الإماراتية تغطية واسعة النطاق للزيارة، وامتلأت حسابات إنستغرام المرتبطة بها بصور ابن زايد وهرتسوغ”.

وأضاف أن “زيارة هرتسوغ ومن خلال التصريحات التي ترافقت معها من الجانبين، تظهر أن اتفاقيات التطبيع باقية من الجانبين، الإمارات وإسرائيل، وأنها لم تكن نتيجة مصلحة مؤقتة، أو لظروف سياسية آنية، لكنها جزء من قرار استراتيجي اتخذته الإمارات، وهذه القناعة سيتردد صداها مع المزيد من زيارات كبار المسؤولين الإسرائيليين لدول المنطقة في المستقبل القريب، مع العلم أن زيارة هرتسوغ تعتبر إشارة من الإمارات إلى دول المنطقة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى