الصحافة الإسرائيلية

من الصحف الاسرائيلية

حذر ثلاثة قادة سابقين في جيش الاحتلال من أن تفاقم عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، قد يقود لانتفاضة ثالثة.

وقال هؤلاء في رسالة نشرتها صحيفة “هآرتس” إن “العنف غير المنضبط من قبل المستوطنين المتطرفين يقوض قوة ردع الجيش الإسرائيلي”.

وأضاف اللواءات الثلاثة الذين لم تسمهم، وهم أعضاء في حركة “قادة من أجل أمن إسرائيل” أن المستوطنين “يستخدمون عنفا جماعيا منظما، ويتحدون سيادة الدولة وقوانينها، وخاصة احتكار الدولة لاستخدام القوة”.

والحركة المذكورة تأسست في 2014، وتضم قادة سابقين في الجيش والأمن العام (شاباك) والشرطة والموساد، وتدعو إلى حل النزاع مع الفلسطينيين من خلال تسوية سياسية مبنية على حل الدولتين.

وقالوا إن الاهتمام الدولي بعنف المستوطنين وصل إلى “نقطة حرجة”، وأثار انتقادات حادة “ليس فقط من الخصوم ولكن أيضا من الأصدقاء المميزين، بما في ذلك الإدارة والكونغرس في واشنطن، والجالية اليهودية بالولايات المتحدة”.

وأضافوا في رسالتهم: “في منطقتنا، سيتطلب الوضع الفوضوي والعنيف في الضفة الغربية ردا من القادة العرب الودودين، من مصر والأردن إلى الخليج”.

وأكد القادة السابقون بجيش الاحتلال أن ذلك يمكن أن يضر أيضا بمسار التطبيع مع الدول العربية والدول الإسلامية خارج المنطقة.

وحذروا من أنه في حال لم تتم معالجة “الظاهرة المدمرة” على الفور وبدون حل وسط فستخرج عن نطاق السيطرة، وستؤدي إلى عواقب وخيمة، بما في ذلك الأضرار التي ستلحق بالتنسيق الأمني؛ ودفع الفلسطينيين إلى تنظيم أنفسهم للدفاع عن النفس، وهو تطور يمكن أن يتحول إلى انتفاضة ثالثة.

وختموا رسالتهم بدعوة القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل، “إلى القضاء بشكل فوري وقوي وحاسم على ظاهرة عنف المستوطنين”.

مع استمرار الاستقطابات الحكومية الإسرائيلية، وتنامي أصوات المعارضة اليمينية بصورة متزايدة، سواء لاعتبارات تخص الساحة الداخلية، أو بسبب العلاقة مع الفلسطينيين، فإن المشهد الحزبي لا يعيش أفضل أحواله، الأمر الذي ينذر بعودة التوتر من جديد، وإمكانية الحديث عن انتخابات مبكرة جديدة، رغم تمترس أعضاء الائتلاف بمواقفهم.

في الوقت ذاته ساهمت التطورات الإسرائيلية الأخيرة مع الفلسطينيين بصب مزيد من الزيت على نار التوتر الإسرائيلي الداخلي، سواء اللقاءات الأخيرة التي أجراها مسؤولون إسرائيليون مع رئيس السلطة الفلسطينية، أو إخلاء البؤرة الاستيطانية في شمال الضفة الغربية.

يعكوب باردوغو الكاتب في صحيفة “إسرائيل اليوم” ذكر في مقال أن “رئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزيرة داخليته آيليت شاكيد سمحا لبيني غانتس وزير الحرب ويائير لابيد وزير الخارجية بإعداد البنية التحتية لاتفاق أوسلو جديد، فضلا عن التحريض المستمر على كراهية المستوطنين، خاصة عقب اتهامات وزير الأمن الداخلي عومر بار-ليف، ونائب الوزير يائير غولان، وكل ذلك يجعل هذه الحكومة الأسوأ بالنسبة لمشروع الاستيطان”.

وأضاف أن “الأمر لا يقتصر على التباين الداخلي حول الاستيطان، أو العلاقة مع الفلسطينيين، بل يمتد الخلاف الى شخصية رئيس الحكومة، الذي يتعرض للصراخ والشتائم والانتقادات من قبل أعضاء المعارضة، إلى الدرجة التي لم يعد يظهر فيها واثقًا من نفسه، بل يخرج بين حين وآخر زعيما يعكس سلوكه حالة من اليأس، وفوق كل شيء انعدام سيطرته على ما يحدث، وكأنه لا توجد يد على العجلة، وهو شعور يشترك فيه جميع الإسرائيليين، فضلا عن وزراء الحكومة”.

يمتد هذا الانطباع السلبي عن سوء أداء الحكومة الى سلوك الوزراء الذين لا يترددون في التعبير عن مدى ضآلة ثقتهم برئيسهم، واحترامهم له، وكأن الإسرائيليين أمام صبي يعاني من التنمر في ممر المدرسة، ويتنافس وزراء الحكومة مع بعضهم البعض على من سيهين رئيسهم أكثر، ولعل ذلك تجسد أكثر في سلوك وزير الصحة نيتسان هوروفيتس حول النقاشات الساخنة التي خاضها مع بينيت حول سياسة العزل بسبب كورونا.

في الوقت ذاته، تظهر حالة من الازدراء الواضح التي يتبعها وزراء حزب ميرتس اليساري برفض التصويت مع الائتلاف الحكومي، فضلا عن سلوك وزير الحرب غانتس تجاه الفلسطينيين، ويظهر كأنه الرئيس الحقيقي للحكومة، بلقاءاته المتكررة مع رئيس السلطة الفلسطينية، ويلتقي بملك الأردن، ثم يأتي وزير الخارجية لابيد ليطلق صرخته المهينة لرئيسه بأنه “بدون عملية سياسية، ينمو خطر تعريف إسرائيل على أنها دولة فصل عنصري”.

كل هذه الأجواء جعلت من بينيت يشعر بحالة من المعاملة المهينة من قبل وزرائه ومعارضيه، على حد سواء، حتى إنه بات يشعر بعدم الراحة عند إدلائهم بتصريحات من شأنها أن تحبطه، وكان آخرها إعلان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، أهارون حاليوة، حين أكد أن الاتفاق النووي مع إيران أفضل لإسرائيل من فشل المحادثات، وهو بذلك يخالف موقف رئيسه بينيت بصورة فجة، دون أي احترام لرئيس الوزراء، وكأن الجميع يشنون عليه “حرب الأنا”.

في الوقت ذاته، لا يتردد معارضو بينيت في اتهامه بأنه أمام هذه الهجمات من داخل الائتلاف وخارجه، يركض، ويرتجف، للتخلص من حالة الإحباط التي تحيط به، ومستويات الإهانة التي يتلقاها من الجميع، لأنه لا يوجد شخص واحد يكرمه كرئيس للوزراء، وهذا يؤلمه، ويدفع وزراءه نحو مزيد من عدم احترامه، ويبدو أن مسؤولي ديوانه يبلغون الآخرين عن بوادر انهيار حكومة الوحدة، بسبب نوبات الغضب والشك والاستقالات والتهديدات المتكررة في اختبارات جهاز كشف الكذب التي تجري على مختلف المستويات الوزارية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى